آن الأوان لكى نشكر جميعاً المستشار المحترم عدلى منصور، رئيس الجمهورية المؤقت، ويكفى أن نقول «المحترم» كصفة جامعة مانعة، لأن صفة الاحترام قد صارت نادرة هذه الأيام، كم من أشخاص ملء السمع والبصر يملأون الفضائيات ضجيجاً وصخباً، وعندما تنوى أن تضفى وتسبغ عليهم صفة الاحترام تجد لسانك مغلولاً مشلولاً قد أصابه الخرس. رجل قَبِل أن يقود قارب مصر وسط تلك الأنواء والعواصف برغم أن هذه القيادة ليست من المغانم بل من المغارم، احتمل تعرضه للاغتيال المادى والمعنوى، احتمل السخرية من صمته وخطاباته القصيرة التى صدمت البعض بعد تعودهم وإدمانهم لخطابات المعزول طويلة التيلة التى أثارت الملل والزهق وأصابت الشعب بالعته الهستيرى! واجه اتهامات الإخوان والنشطاء له بأنه ظل أو كومبارس وبالطبع تلك الألفاظ التى انتقيتها هى أكثر الألفاظ تهذيباً من سلة قمامة ال«فيس بوك» التى تمارس فيها البلطجة السياسية والردح المنحط والسباب الفاحش من قبَل البعض تجاه كل من يتقلد منصباً فى تلك الظروف الغبرة. المستشار عدلى منصور رجل محترم بكل معانى ومترادفات وظلال ودلالات الكلمة، قراراته قليلة حقاً ولكنها رادار حساس وتصويب متقن وتوقيت بميزان الذهب، تأنى إصدار القوانين والإعلانات الدستورية لديه وإنصاته لكل التيارات وقدرته المذهلة على الإقناع دون ضغط أو حنجورى أو استئساد أو تغول أو ظلم يدل على أنه شرب من نيل العدالة العذب وتربى على قيم القضاء المستقل ودخل فى نخاعه واختلط بكريات دمه الحمراء ضمير وروح ميزان العدل ومنصة المحكمة وقبس وروح القانون، رجل محترم بإيمانه وهدوئه وثباته ونزاهته وتجرده واستغنائه وتحمله وزهده وشجاعته وإنسانيته، له كل التحية والحب.