بعد تخرجي وزواجي وانحصار الحياة في زوج وأولاد وأسرة صغيرة وجدت متنفسي الوحيد هو أمي وأخوتي ... نعم كنت مرتبطة بهم لحد كبير وازداد ارتباطيبهم بعد زواجي وتضاعف مسؤلياتي ... وكان لنا بيتا عائليا كبير ولكل أخت منزلا مستقلا ولكن لضعف الامكانيات وصعوبة الحياة لم أستطع الانتقال سريعالمنزلي مع أمي للتكاليف الباهظة التي تتطلبها " التشطيبات " .. وصبرت وأنا أحلم بالانتقال لبيت العائلة لأكون أكثر قربا وقدرة على الالتقاء بأمي وأخوتي...وكنت أعاني في الذهاب والعودة وانتظار زوجي لساعات طويلة من الليل عند أمي فيأتي ليأخذني أنا وأولادي وهذا نائم على ذراعي وتلك متعبة وهذه لا تريدترك جدتها" فترقع بالصوت الحياني ... مش عايزة أمشيييييي " ... وتحملت كل هذا من أجل أمي وأخوتي وقد سبقني البعض للسكنى في بيت العائلة ...وأخذت أدخرّ من هنا وهناك وأرتب أموري حتى اقترب الحلم وبدأنا نجهّز منزلنا لنستقرّ به .. فلا مواصلات شاقة بعد اليوم ولا تعب ولا فراق ولا اشتياق ...وأصابني الذهول من أول يوم .... فلم يغمض لي جفن في بيتي الجديد ولو لحظة واحدة واولاد اخوتي يدقون الجرس بلا انقطاع .. هذا يريد أن يلعب&nb sp;مع ابنيوهذه تريد شماعة خشبية وتلك تسأل عن حزمة نعناع وهذا يحب صوت الجرس ولا يريد حرمان نفسه أو حرمان الآخرين من نغماته...ورغم حبي الشديد لهم الاأنني صرخت بهم في نهاية اليوم طلبا للسكينة والهدوء وعطلت الجرس خصيصا لتنتهي هذه المهزلة ولكنها لشديد الأسف لم تنتهي .. فالسلم لم يخلو أبدا منالأولاد وهم يخبطون الكره ويصرخون وينادون بعضهم البعض ويصيحون بابني كي يفتح لهم الباب ... وهجووووم لم أتوقعه بالمرة ... ووجدت منزلي الجديدوالذي صرفت عليه " دم قلبي أنا وزوجي " وقد أصبح ملعب كره أو لنقل عنبرا للعقلاء وأبني " زي العبيط فرحان وبيضحك " وخد وهات حتى أصبح رأسيكالبالون الفارغ ولم تنته الطلبات " عايز بيضه ... خليهم اتنين .. ساندويتش حلاوة ... اتنين مربّة ... عصير تفاح ... عندكو ملوخية ... باحب البطييييخ " ولماتحمّل أكثر من ه ذا فاتصلت بأختي في المنزل المقابل استغيث بها فقالتلي بدهشة بالغة " عجيبة .. كانوا عندي طول الوقت وعملوا اشد من كدا وسيبتهم براحتهمومفتحتش بُقْيِ"واكتشفت ان المشكلة بدون حلّ تقريبا ... وحتى عندما استقرّ الأطفال في بيت أختي التي في الدور العلوي زادت المشاكل ... ابنتها الصغيرة لاتحب ابني الوديع ولا تريده ان يلعب عندها وباختصار لا تريد رؤيته بالمرة ووجدته يأتيني باك يا بلا انقطاع وأنا أحاول حلّ المشكلة بلا جدوى وأخشى أن ينتبهزوجي للأمر فيحمل في نفسه أمورا لا تستحق الوقوف عندها وخاصة عندما جاءني المسكين مبطوح في رأسه " ومعضوض ف كتفه " ووجدتني في حالة منالغضب لأقسم بعظيم الايمانات ألا يخرج من باب البيت مرة أخرى درءا للمشاكل ... وها أنا أصوم ثلاثة أيام تكفيرا لليمين وابني سارح في العمارة لا أعلم فيأي منزل هو أو ربما يكون مطرودا من العمارة كلها وأنا لا أعلم وبينما اجرّ قدميّ جرا وأنا أدق باب أمي لأستلف منها بصل وطماطم كعادتي سمعت صرخةمدويٌة لابني ووجه ابنة أختى الصغير المتمرّد يطل عليّ من بير السلم وهي ترفع كتفها وحاجبها بلا مبالاة وتقول بمليء فمها " ايييه ... عضيته ... " فنظرتاليها بيأس ولسان حالي يقول " ولا يهمك يا حبيبتي ... . خدي راحتك ع الآخر لينا رب اسمه الكريم "