عبرت قناة السويس الجديدة، خلال ال15 يوم الماضية، سفينتين من أكبر سفن الحاويات فى العالم، يتبعان الخط الملاحى "أتش أم أم" كوريا الجنوبية، فى أولى الرحلات البحرية. وفى إطار إتفاقيات دولية بين مصر وكوريا الجنوبية، بعبور 12 سفينة المجرى الملاحى لقناة السويس الجديدة، نتيجة الحمولات الكبيرة، والغاطس الذى يزيد عن 16 متر، بالإضافة إلى عرض وطول كل سفينة، الذى يفوق السفن العادية التى تعبرالقناة، الأمر الذى زاد من أهمية قناة السويس الجديدة، ويجعلها تحقق نقلة مهمة فى الملاحة البحرية العالمية. كانت القناة، شهدت عبور أول سفينة، يوم الاثنين 25 مايو الماضى، وهى أكبر سفينة حاويات في العالم، التي تتسع لحمل 23.964 ألف حاوية مكافئة، بحمولة 234 ألف طن، وتتبع الخط الملاحى الكوري الجنوبي، وهى باكورة التعاقد الذى أبرمته الشركة الكورية مع ترسانتيَ دايو لبناء السفن، وسامسونج للصناعات الثقيلة، لبناء 12 سفينة حاويات بنفس النوعية والتصميم والحجم. وتم تدشينها فى إبريل من العام الماضى، ويبلغ طول السفينة 400 متر، وعرضها 61 متر وغاطسها 16 متر، وتمتاز بكفاءة أنظمة التشغيل، التي تتوافق مع لوائح المنظمة البحرية الدولية، ما يتوقع أن يؤدي التصميم المُحسَّن للهيكل والمحرك، إلى تحسين كفاءة الطاقة، وتقليل إنبعاثات الكربون، وتوفيرما يقرب من 15% من تكلفة التشغيل. وشهدت القناة، أمس الأربعاء 10 يونيو، عبور السفينة الثانية من نفس الخط الملاحى الكوري، والتى يبلغ طولها 400 متر، وعرضها 61.5 يبلغ غاطسها 16 مترا، وتتسع لحمل 23.680 ألف حاوية مكافئة، بحمولة كلية قدرها 232 ألف طن. ويعد عبور هذه النوعية من الأجيال الجديدة لسفن الحاويات العملاقة شهادة ثقة في قدرة القناة على استقبال السفن العملاقة ذات الغواطس الكبيرة، التي يتطلب عبورها إجراءات خاصة وتطوير أبعاد القناة وهو ما نجح في تحقيقه مشروع قناة السويس الجديدة، كما يأتي عبور هذه السفن في هذا التوقيت تتويجا لنجاح السياسات التسويقية والتسعيرية التي تنتهجها الهيئة في جذب الخطوط الملاحية والحفاظ على تنافسية القناة على الرغم من تراجع حركة التجارة العالمية إثر تداعيات فيروس كورونا المستجد. وأكد الفريق أسامة ربيع، أن قناة السويس الجديدة، نجحت في تعزيز المكانة الرائدة للقناة، كحلقة الوصل الأهم والشريان الرئيسي لحركة التجارة العالمية، المارة بين الشرق والغرب، ورفع كفاءتها لتظل الاختيار الأول والوجهة الأكثر ملائمة للأجيال الحالية والمستقبلية، من السفن العملاقة ذات الغواطس الكبيرة، لاسيما سفن الحاويات التي حظيت بأهمية بالغة في الأونة الأخيرة، في ظل تنافس الخطوط الملاحية لبناء السفن الأكبر عالميا للاستفادة من اقتصاديات الحجم، وتقليل النفقات التشغيلية. وأوضح الفريق ربيع، أن هيئة القناة تتابع عن كثب التطورات المتلاحقة في صناعة النقل البحري وتسبقها بخطوات من خلال مشروعات التطوير المستمرة بالمجرى الملاحي للقناة، التي لم تتوقف عند افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة، حيث يجرى حاليا العمل على إنشاء جراجات جديدة بالقناة، تتيح زيادة عامل الأمان الملاحي، والقدرة على مواجهة المواقف الطارئة، علاوة على تحسين الخدمات الملاحية المقدمة للسفن العابرة من خلال تطوير محطات مراقبة الملاحة على طول القناة وتجديد وتحديث أسطول القاطرات المصاحبة وغيرها من الوحدات المساعدة خلال رحلة الإرشاد في القناة. وتابع ربيع، أن إدراكنا للظروف غيرالمواتية التي تمر بها صناعة النقل البحري، جراء إنتشار فيروس كورونا المستجد، جعلنا نتخذ كل التدابير والإجراءات الاحترازية اللازمة، للتعامل مع الظروف الراهنة، ومراعاة ما تتطلبه إدارة الأزمة الحالية، من تحقيق التواصل الفعّال مع العملاء، والتشاور لتحقيق المصالح المشتركة، لافتاً في هذا الصدد إلى اتخاذ الهيئة بعض الإجراءات الاستباقية، من خلال منح حزمة من الحوافز والتخفيضات، لأنواع مختلفة من السفن العابرة.