في مواجهة ارتفاع أعمار المواطنين وارتفاع أسعار العقارات وندرة الأرض، تحاول الحكومة الصينية على مدى سنوات إقناع عدد أكبر من الناس بالتخلي عن عاداتهم القديمة ودفن أحبائهم في البحر، لكن يبدو أن الأمر لا يسير بوتيرة جيدة، إذ يعارض كثير من المسنين الصينيين إحراق جثث الموتى، ويفضلون أن يدفنوا إلى جوار أسلافهم، حسب تقاليدهم عند سفوح التلال، وفقًا لوكالة رويترز. قبل وفاة المعمر "لي تشن شوان"، 101 عام، أوصى ابنه بنثر رماد رفاته في البحر مع رماد والدته التي توفيت عام 1965 وزوجته التي توفيت في 1995، وفي يوم سبت ممطر من هذا الشهر، نثر الابن ثلاث حقائب من الرماد في الهواء من فوق قارب لتسقط في البحر بالقرب من مصب نهر يانغتسي لتتحقق وصية والده الأخيرة. ويقول الابن، الذي رفض نشر اسمه، إن والده اتخذ قراره بكل بساطة، مضيفًا أنه أراد أن يقدم نموذجًا تحتذى به الأجيال القادمة، وذكرت صحيفة "تشانيا ديلي" في أبريل الماضي، إنه منذ 1991 نثر رماد أكثر من 28 ألف شخص في البحر بشنجهاي، ما أسهم في توفير نحو كيلو متر مربع من الأرض، وينظم هذا العام مركز خدمات الدفن في شنجهاي التابع لمكتب الشؤون المدنية 33 جنازة جماعية، للدفن في البحر بزيادة عشر جنازات عن العام الماضي، وتشمل كل رحلة دفن بحرية في نهر "يانجتسي" والمحيط الهادي نحو 250 شخصًا يستقلون عبارة مجهزة، أي ستة أفراد من العائلة كحد أقصى لمرافقة الجرة التي بها الرماد المتبقي من إحراق الجثة. وقامت الحكومة بدعم مراسم الدفن بقيمة 2000 يوان، أي ما يعادل 320 دولارًا، بجانب باخرة للنقل مجانًا، تشجيعًا منها خاصة بعد أن أصبحت أراض المدافن بالمناطق الحضرية الجديدة محدودة، وقائمة انتظار تمتد إلى نحو عامين للحصول على قبر، في الوقت الذي تصل تكلفة مراسم الدفن التقليدية في شنجهاي، بين 40 ألف يوان ما يعادل 6450 دولارًا، وأكثر من نصف مليون يوان الذي يعادل 80 ألف دولار.