رغم تحذيرات وزارة الصحة من خطورة التناول العشوائى للأدوية، وتخزين كميات كبيرة من العقاقير المستخدمة فى العلاج والوقاية من كورونا، فإن الصيدليات تعانى نقصاً شديداً فى عدد من الأصناف الدوائية، خاصة الفيتامينات والمسكنات وخوافض الحرارة. نقيب صيادلة الدقهلية: إقبال المواطنين بسبب الشائعات يفاقم الأزمة وقال الدكتور سعيد شمعة، نقيب صيادلة الدقهلية، إن صيدليات المحافظة تعانى نقصاً حاداً فى عدد من الأصناف الدوائية الحيوية، موضحاً فى تصريحات ل«الوطن»، أن «الأزمة بدأت بنقص الأدوية الخافضة للحرارة، ومضادات الأكسدة، والإسهال، والصدر، وتوسيع الشعب الهوائية». وأشار إلى أن معظم النواقص كانت فى أدوية ذات صلة بالبروتوكول الخاص بعلاج كورونا، موضحاً «عندما أعلنت وزارة الصحة عن بروتوكول العلاج، ظهر تهافت المواطنين على تخزين هذه الأصناف، ما تسبب فى أزمة حقيقية بالصيدليات، نظراً لإعطاء الأولوية لتوريد الأدوية إلى مستشفيات الصحة». وانتقد «شمعة» ترويج شائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعى بشأن الأدوية المقوية للمناعة، باعتبار أن تناولها يساعد فى الوقاية من الإصابة بكورونا، ما يؤدى إلى إقبال المواطنين عليها، مطالباً بحظر نشر أى معلومات عن بروتوكولات علاج كورونا، مثلما حدث فى السعودية. وحذر الدكتور سمير صديق، عضو شعبة أصحاب الصيدليات فى الغرفة التجارية بالإسكندرية، من نقص خطير فى الأدوية المستخدمة فى علاج فيروس كورونا، وجميع أنواع الفيتامينات، مؤكداً أن «الصيدليات فارغة تماماً من هذه الأدوية، خاصة مسكن بنادول، وفيتامينات سى، والزنك». وأشار إلى وجود أزمة فى منتجات القطاع الخاص، ما يتطلب تدخل وزارة الصحة ليزيد القطاع العام إنتاجه من الأدوية، فيما حمل مسئولين فى وزارة الصحة المسئولية عن اختفاء الأدوية، كما طالب بتوفير احتياجات المصابين المعزولين منزلياً، ممن يعانون عدم توافر الأدوية فى الصيدليات، واستغلال بعض السلاسل الكبرى للأزمة فى البيع بأسعار مبالغ فيها. شكاوى من نقص الفيتامينات فى القليوبية فى القليوبية، شكا كثير من المواطنين النقص الحاد فى الأدوية بالصيدليات، خاصة الفيتامينات والمتعلقة بالأمراض التنفسية، وقال سالم فكرى، أحد المصابين بفيروس كورونا، فى مركز طوخ، إنه يخضع للعزل المنزلى مع استقرار حالته، إلا أنه يعانى من نقص الأدوية اللازمة له، موضحاً «الصيادلة أرجعوا النقص إلى لجوء المواطنين لها وقائياً». ويعلق الدكتور مجدى ثابت، نقيب صيادلة القليوبية، على الأزمة قائلاً «للأسف كثير من المواطنين لجأوا للفيتامينات بهدف تقوية المناعة خوفاً من فيروس كورونا، ما أدى إلى سحب كميات منها، والنتيجة أن المصاب لا يجد هذه الأدوية الحيوية بالنسبة له». وناشد ثابت المواطنين عدم شراء وتخزين أدوية المناعة والمكملات الغذائية والفيتامينات، خاصة التى تدخل فى بروتوكول علاج فيروس كورونا، ما يتسبب فى نقص هذه الأدوية من السوق، والإضرار بمن يعتمد عليها من مرضى بشكل أساسى، مشدداً على ضرورة حظر تناول هذه الأدوية والفيتامينات دون إشراف طبى. وقال الدكتور تامر حجازى، مدير إدارة الصيدلة فى مديرية الصحة بكفر الشيخ، إن «عدة حملات للتفتيش على الصيدليات جرت خلال الأيام الماضية، وتبين وجود نقص فى أدوية الزنك بنسبة 40%، بينما يتوافر البارامول بنسبة 100%، وفيتامين سى بنسبة 80%، وفيتامين د بنسبة 95%». وأشار حجازى إلى أن المخزون كاف لعدة أشهر، بينما بدأت الشركات الموردة فى ضخ الأدوية لضمان عدم نقصها من السوق، وطالب الأهالى بعدم التكالب على شراء وتخزين كميات كبيرة من الأدوية، خاصة الفيتامينات. فى البحر الأحمر، شهدت الأيام الماضية اختفاء أدوية الفيتامينات والمعادن من الصيدليات، بسبب إقبال المواطنين على شرائها وتخزينها بكميات كبيرة، مع المخاوف من الإصابة بفيروس كورونا، ما يؤثر على المخزون الاستراتيجى من هذه الأدوية. وقال الصيدلى هشام فاروق، فى الغردقة، إن المواطنين يعانون هوساً بشراء الفيتامينات، ما يدفعهم إلى شرائها وتخزينها، خاصة أدوية فيتامين سى والزنك، التى تعانى الصيدليات نقصاً حاداً فيها حالياً، بالتزامن مع نقص الكميات الموردة من الشركات، التى تعانى انخفاض الإنتاج بسبب نقص المخزون لديها، نظراً لزيادة الطلب. وحذر الدكتور طارق كحلة، مدير إدارة تراخيص الصيدليات فى البحر الأحمر، المواطنين من خطورة الإفراط فى استعمال الفيتامينات، لافتاً إلى أنها «تأتى بنتيجة عكسية، حيث تؤدى لضعف المناعة، كما أن تخزين الأدوية بلا قيمة، والأفضل تناول الفاكهة الغنية بالفيتامينات». وأكد الدكتور محمود سلام، مدير إدارة التفتيش الصيدلى فى مديرية الصحة بالمنوفية، توافر جميع الأدوية داخل الصيدليات، بعد سد احتياجات المرضى والمواطنين، مشيراً إلى أن «الفترة السابقة شهدت نقصاً فى الأدوية بالصيدليات، نتيجة زيادة الإقبال على الفيتامينات وأدوية تقوية المناعة ونزلات البرد».
