أصبحت رحلة البحث عن شهريار بطل "ألف ليلة وليلة" شائكة ومُؤرقة مثل "البحث عن دبوس في كوم قش"، تحلم الفتاة دائمًا بفارس الأحلام كما تصورته في خيالها منذ الصغر في الأساطير الرومانسية؛ لتمطتي معه هذا الحصان الأبيض الملائكي. ومع الاصطدام بالواقع الأليم، تكتشف الفتاة إن "شهريار" شخصية خيالية موجودة فقط في الأساطير والحكايات، وتبدأ تتخلى عن فكرة الحصان الأبيض، حلوة أوي عربية "128" صغيرة ومش هتشغل حيز كبير من المكان أنا ممكن اتنازل عن فكرة التعليم العالي، وعلى رأي ماما "الراجل ما يعيبوش غير جيبه"، وتستمر سلسلة التنازلات التي تُقدمها الفتاة غالبًا حتى ترضي أهلها، وأيضًا للعديد من الأسباب مثل: نظرة الجيران والمجتمع وأصحابي والنادي.. إلخ. منذ الطفولة يُزرع في ذهن أي فتاة أنه لا يوجد أي شئ ذي قيمة يماثل الزواج، وكأن الفتاة يجب أن تحيا حياتها بحثًا عنه، لا يوجد اعتراض في ذلك، فلقد خلقنا الله لنكمل بعضنا البعض، ونعمر هذا الكون، ولسبب حكيم كما في قوله تعالى "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون"، ولكن إذا كان قدر الله لأي فتاة أن لا تتزوج، فهل تبدأ في وضع خطة للانتحار، أم تبدأ في تنفيذ خطة ماما البديلة؛ وهي (تقديم التنازلات وترضى بأي راجل والسلام). الذي لا يعقله البعض أن الزواج نعمة يتفضل الله بها علينا مثل: (الرزق والذرية والعمل)، ولذلك فإذا كان الله كتب لفتاة أن لا تنعم بها، فيجب أن نتقبل هذا الأمر؛ لأن من المؤكد أن هذا الأمر فيه خير لها، "الله يسامح اللي علمنا إن البنت لو ما اتجوزتش تبقى عانس"، وما هو تعريف اللفظ "عانس" من وجهه نظر "طنط جارتنا؟"؛ يعني أنتي مش حلوة كفاية عشان واحد يتعمي في عنيه ويتجوزك، أو انتي تخينة شوية، أو أنتي طويلة، أو أنتي مستواكي التعليمي عالي أوي وكدة هتتكبري عليه، أو أنتي مش محجبة، أو.. أو.. الأسباب مش بتخلص محتاجة رزمة ورق. غالبًا وأبدًا العيب في البنت لو ما اتجوزتش، من المستحيل أن يُنسب السبب لعادات وتقاليد المجتمع الفخيمة، اللي بتقتضي بشهريار انه يشتري شقة ومهر وشبكة وفرش و.. إلخ، هذه المتطلبات تستلزم "سوبر مان"، هو أيه اللي هيجبر أي شاب في مُقتبل عمره على الهم ده؟، لا يُنسب أحد السبب إلى أن مستوى المعيشة عالي أوي في الفترة الآخيرة، والظروف صعبة انها تفتح بيت أصلًا، ودائمًا يتم استبعاد الاحتمال الآخير، وإن البنت أصلًا هي اللي مش عايزة تتجوز، ليه هي هتقضي حياتها في العلم ولا هتشغل وقتها بأيه؟، أكيد في حاجة غلط، دي" قليطة" ومتكبرة أوي عشان كدة ما حدش عايز يتجوزها. عزيزتي طنط "س" انتي وصحابك، ارحمونا بقى، حاولوا تشغلوا وقتكوا بحاجة تانية مفيدة غير "البنت دي ما اتجوزتش" و"دي اتجوزت"، الموضوع مش في أيد أي بنت انها "تكبس الزر" وتتجوز تاني يوم عشان ترضيكي انتي والمجتمع، البنت مش ترابيزة ولا كرسي عشان تتجوز جواز والسلام، وتتنازل عن مبادئها وطموحاتها، لو الجواز فيه خير أكيد ربنا هينعم بيه علي أي بنت. ونصيحة لأي بنت خليكي "عانس" على حد ما يدعون، وافتخري إنك سعيدة وعايشة حياتك، وما تتنازليش عن مبادئك، وخليكي دايمًا مؤمنة إن أحسن يوم لسه مجاش، وان ربنا هيكتبلك اللي فيه الخير، وقولي لطنط "س" فُكك مني.