بعكس بعض أنصار المرشح الرئاسى المشير «عبدالفتاح السيسى» الذين يتهمون المرشح الآخر «حمدين صباحى» بدعم نظم فاشية، وتقاضى ملايين الدولارات من المغفور لهما «صدام حسين» و«معمر القذافى».. نظير مواقفه المؤيدة لهما! فأنا لا أشكك فى ذمته المالية أو ضميره الوطنى، فقط أسأل: لماذا يختصر «حمدين» ثورتى الشعب المصرى فى 25 يناير و30 يونيو فى شخصه وكأنه «الثائر الأوحد»؟! لماذا يختزل «جبهة الإنقاذ» فى وجوده، وهو كان مجرد «فرد» يشارك فيها، فلم يكن زعيماً لها ولا كان مؤسسها، بل على العكس حاول سرقة الأضواء منها بما سماه «التيار الشعبى»! «حمدين» لا يخجل من صوره المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعى، والتى تجمع بينه وبين المعزول «مرسى» ومرشده «محمد بديع».. ولا يخشى من غضب الشعب وهو يحاول فرض «مصالحة الجماعة الإرهابية» عليهم.. طمعاً فى أصوات فلول الإخوان الإرهابيين وأنصارهم.. لقد أصابته لوثة السلطة. وكلما رنت كلمة «الرئيس» فى أذن «حمدين» أصابه تضخم الذات وجنون العظمة، وكأنه يحكم مصر الآن.. ومصر لا تمنح عصمتها لمناضل «حنجورى» أخذته شهوة الخطابة لدرجة أنه يتوهم محاكمة «السيسى» أو «طنطاوى»! ليس هذا «حمدين صباحى» الذى أعرفه، فالأول كان أعقل من الانجراف خلف بطولة زائفة أو دعاية كاذبة.. كان أكثر حرصاً على المؤسسة العسكرية ولو على مستوى «الكلام».. لكنه فى حواره مع الإعلاميين «خيرى رمضان» و«مجدى الجلاد» بدا لى شخصاً آخر. تجاهل حمدين حالة التوتر التى نشأت بين القوات المسلحة، ورئاسة حكم الإخوان بعد الإعلان الدستورى المشئوم الذى صدر فى 22 نوفمبر 2012، والصراع المكتوم بين الرئاسة والجيش.. لحرص الجيش على حماية حدودنا الإقليمية. كما تجاهل سعى المؤسسة العسكرية إلى تجنب الصراع المسلح ونشوب حرب أهلية، وحينها أعلن الفريق أول وزير الدفاع -آنذاك- دعوة القيادات المصرية إلى مائدة الإفطار الرمضانى. وبعد اتخاذ كافة الترتيبات، تم إلغاء الدعوة، لإحراج القائد والجيش بأوامر من مكتب الإرشاد! يتباهى «حمدين» بأنه كان مناضلاً فى الميدان، بينما كان المشير «عبدالفتاح السيسى» يؤدى التحية إلى رأس النظام المعزول.. متناسياً أنه الآن يسير فى وسط الناس فى مؤتمرات جماهيرية بينما المشير «السيسى» تعرض لمحاولتى اغتيال.. هذا بخلاف التهديد والاغتيال المعنوى. هل كان يمكن ل«صباحى» أن يترشح للرئاسة لو لم تنحز المؤسسة العسكرية لإرادة الشعب فى 30 يونيو، ولو لم يضع المشير «السيسى» رقبته على كفه وهو يعلن بيان 3 يوليو.. رغم علمه بأن الإخوان سبق أن جمعوا كافة قيادات المجلس العسكرى فى قاعة المؤتمرات فى الخطاب الأخير ل«مرسى» لاعتقالهم أو اغتيالهم؟! ثم أين كنا نحن، إعلاماً وصحافة، وأحزاباً ليبرالية، وحركات سياسية، وشباب حركة «تمرد»، هؤلاء الشباب الذين قامروا بحياتهم لإنهاء حكم الإخوان؟. تتفاخر الآن بأنك مُنعت من الظهور على شاشة cbc خلال حكم الإخوان، وتُسقط من ذاكرتك أن الإعلامى «خيرى رمضان» استقال على الهواء وأن مدينة الإنتاج الإعلامى كانت محاصرة بجماعة «أبوإسماعيل» المددجة بالسلاح.. كفانا ألاعيب حناجر. كلنا نعلم تاريخ تحالفك المشين مع الإخوان فى انتخابات برلمان 2005، وعلاقاتك ببعض أعضاء الحزب الوطنى فى مجلس الشعب مثل «زكريا عزمى» رجل «سوزان مبارك».. ورجال لجنة السياسات وأحدهم كانت ابنتك «سلمى» تعمل عنده بعد 25 يناير! هل كانت هذه العلاقات بريئة، خالية من الانتهازية السياسية، والمنفعة المادية؟! أنت حتى لم ترد على ما قاله المستشار «مرتضى منصور» حين اتهمك بتقاضى «أربعة ملايين جنيه» من أحد رجال أعمال «الحزب الوطنى».. هل الصمت على الفضائح السياسية من شيم الثوار؟! لقد تقدم المحامى «سمير صبرى» ببلاغ للنائب العام ضد المرشح الرئاسى «حمدين صباحى» يتهمه فيه بالتطاول على القوات المسلحة والتشكيك فى نزاهتها. وقال «صبرى» فى شكواه: «إن حمدين حاول أن يجرح منافسه المشير «السيسى»، ونسى أنه لم يجرح منافسه بل يهين أكبر وأعظم مؤسسة عسكرية على مستوى العالم بعبارات تضعه تحت طائلة العقاب، ومن هذه العبارات: فى وقت ما كنت أعارض وأقول علناً إن مرسى فقد شرعيته الأخلاقية والسياسية كان غيرى جزءاً من نظام مرسى». قد تُكسبك الانتخابات الرئاسية -الآن- حصانة تحول دون محاكمتك، لكن الأهم أن الرأى العام وصورك الملوثة برموز «الوطنى والإخوان» وفيديوهاتك المنتشرة هى أبشع عقاب أوقعه الشعب عليك بأسلوب «التجريس»! لكن سيأتى يوم نعرف فيه من الذى سيحاكم من! لا بأس من خسارة صديق سابق، حين أراه يخدع البسطاء ببرنامج انتخابى مفبرك ويطعن فى جيش بلاده.. لأكسب زعيماً وطنياً يترأس حكم مصر. «حمدين».. أرجوك لا تتمسح بعد الآن فى «ناصر».. فعباءته «واسعة عليك».