«الداخلية» تتحدى: تكييفات ومراوح فى «الأحوال المدنية».. «بلا ترشيد بلا نيلة»

«اليمانى»: يجب على المواطن الإبلاغ عن تجاوزات المصالح الحكومية.. والعقوبة خصم للموظف المهمل

مراوح تدور بأقصى سرعة، وتكييفات أنارت الضوء الأزرق فى إشارة إلى تشغيلها المتواصل، ولمبات مضاءة فى وضح النهار موزعة فى كل أرجاء المكان، هذا هو حال مبنى الأحوال المدنية فى العباسية، ففى ثلاثة طوابق من المبنى تكرر الإسراف فى استخدام الكهرباء رغم توصيات وزارة الكهرباء بترشيد الاستهلاك الحكومى ضمن حملة «ابدأ بنفسك».
أمام باب إحدى الغرف التى تحتوى على ثلاثة مكيفات وعدد لا بأس به من مراوح السقف، وقف مواطنون بسطاء فى طوابير طويلة، منتظرين إنهاء خدماتهم، ولسان حال كل منهم يقول: «أُمال فين الترشيد اللى بتقول عليه الحكومة؟».
عبدالعزيز محمود، مواطن بسيط ذهب إلى المصلحة لتجديد بطاقة الرقم القومى، صدمه الاستهلاك المرتفع للكهرباء فى مبنى الأحوال المدنية: «لما أبقى عايش فى بيت أوضتين وصالة ومعنديش إلا مروحتين وأشوف مصلحة كل أوضة قاعد فيها موظف أو اتنين ومشغل مروحتين وتكييف ده اسمه إيه؟»، التساؤل الذى طرحه الرجل الخمسينى وجد من تبرع بإجابته من زملائه فى الطابور، صرخ خالد مصطفى: «اللى بيحصل ده اسمه سرقة من دم الغلابة، إحنا نشد الحزام عشان الحكومة تعيش وتعدى أزمتها، وبرضه يخدموك بطرف مناخيرهم، الظاهر إن تعليمات ترشيد الكهرباء لسّه ما وصلتش لهم».
«على المواطن أن يتواصل مع أعضاء حملة (خد بالك) المقدمة من جهاز تنظيم مرفق الكهرباء وحماية المستهلك للإبلاغ عن أعمدة الإنارة المضاءة أو التجاوزات التى تحدث فى أى مصلحة حكومية تهدر الطاقة أثناء النهار عبر الإنترنت»، قالها الدكتور محمد اليمانى، المتحدث الإعلامى باسم وزارة الكهرباء، مناشداً المواطنين المساهمة فى الحد من ظاهرة الإسراف فى استخدام الكهرباء باعتبارها إهداراً للطاقة فى ظل أمة انقطاع الكهرباء المتصاعدة.
«اليمانى» أكد أن مجلس الوزراء سبق وأرسل توجيهات لكافة الوزارات والمحافظات والمصالح والمؤسسات الحكومية يطالب فيها بتخفيف كل مؤسسة لأحمالها بنسبة 20% واستخدام لمبات موفرة وأخرى «LED»: «إحنا بدأنا بأنفسنا فى الوزارة وعقوبة المتجاوز ما لم يكن هناك عذر، الخصم أو الجزاء».