واصل تنظيم الإخوان حالة الارتباك داخل صفوفه، بعد انهيار ما يسمى «تحالف دعم الشرعية»، وأعلن التنظيم الدولى للإخوان، أمس، رسمياً، تأييده لوثيقة المبادئ العشرة، التى تعرف باسم «وثيقة بروكسل»، التى أطلقتها قيادات هاربة فى الخارج، فيما تسبب بيان تنظيم الإخوان الأخير فى حالة غضب داخل صفوف «التنظيم» لتجاهله عودة المعزول محمد مرسى، ودعوة الشعب لاختيار حاكمه ونوابه، وطالبت القواعد برحيل القيادات بعد ما سموه «بيان التنازل»، ما جعل «التنظيم» يرسل رسالة داخلية لقواعده، يطالبهم فيها ب«الصبر وتوحيد صفوفهم والوحدة الجامعة». وكان تنظيم الإخوان قد قال فى بيانه، إنه يسعى إلى تصحيح الأوضاع المنقلبة، بأن يعود الشعب هو السيد وهو مالك الدولة ومؤسساتها، ويحكم نفسه بنفسه عن طريق نوابه، ويختار حاكمه وبرلمانه بحرية ونزاهة كاملة. وكشفت مصادر إخوانية عن أن عدداً من مسئولى الاتصال داخل «التنظيم» عقدوا اجتماعاً سرياً، منذ يومين، مع عدد من القوى الثورية المعارضة للمشير عبدالفتاح السيسى، المرشح الرئاسى، لبحث توحيد ما سموه «الصف الثورى». وقالت المصادر، إنهم تجمعوا أمام نقابة الصحفيين، عصر الخميس الماضى، ثم جلسوا فى إحدى الشقق بوسط القاهرة، وجرى الاتفاق على توحيد صفوفهم وإطلاق حركات جديدة معارضة للنظام الحالى. من جانبهم، طالب بعض شباب الإخوان برحيل قيادات «التنظيم» بعد البيان الأخير، وطالبوا بتغيير أفراد اللجنة الإعلامية المسئولة عن كتابة البيانات، وأبرزهم حسن القبانى. وقال محمد رضوان، أحد شباب الإخوان: «القيادات فى قطر عليها الرحيل بعد بيان التنازل عن مرسى وحقوق الشهداء، بدلاً من جر التنظيم إلى مشاكل يصعب حلها الفترة المقبلة. ويبدو أن من كتب البيان لا يدرى شيئاً عما يحدث حوله ويرسخ لمطالب شباب الجماعة المتمثلة فى ضرورة رحيل كل قيادات الإخوان وأعضائها الذين تورطوا قديماً فى تدمير التنظيم بدفعه إلى الوصول لسدة الحكم فى البلاد ومن ثم الإطاحة بمرسى من الحكم». وقال أحمد عبدالعاطى، أحد شباب «التنظيم»، إن البيان الأخير كارثى بكل المقاييس وسيكون له صدى سيئ لدى قطاع واسع من الشباب إن لم يصحح «التنظيم» موقفه ببيان آخر توضيحى، يعلن فيه صراحة أنه لا بديل عن عودة ما سماها «الشرعية». وأضاف ل«الوطن»: «التنظيم يعانى حالة من اللامركزية فى اتخاذ القرار وهناك حالة من التخبط، ولا بد من نشأة جيل قيادى جديد، يحقق مطالب الشباب بعيداً عن القيادات التى كانت سبباً فى الأزمة الحالية». وإزاء غضب الشباب الذى تسبب فيه البيان، أرسل تنظيم الإخوان رسالة داخلية لقواعده، تحت عنوان: «ثبات على طريق الحق حتى النصر»، وقال «التنظيم» فيها: «إننا على يقين أن هذا الهوس بالعنف والقتل والإرهاب فى الحرب على هوية الأمة وقيمها وأخلاقها، وهذا الاستخدام المسف والمؤسف للقضاء فى مواجهتنا، وتلفيق التهم وإصدار الأحكام الجائرة، كل ذلك ليس علامة قوة، بل هو من أوضح مظاهر الضعف.