تيشيرت أسود المرسوم عليه علم مصر.. علبة السجائر، التي لا تفارق يدها.. شنطة متعلقاتها الشخصية، كان ذلك كل ما رافق "سيدة" أو كما يلقبونها "بوسي"، أو كما حوكمت "ناهد"، أمام القصر الجمهوري. اتجهت "سيدة محمد علي نجم" للتظاهر أمام قصر الرئاسة، لتجد نفسها تحاكم باسم شقيقتها الكبرى، وقضت 45 يوما في السجن باسم "ناهد"، وفي النهاية ذهبت لقسم مصر الجديدة لتخرج من محبسها تنفيذا لحكم البراءة الصادر بحقها، لتبدأ تفاصيل قضيتها الجديدة "التزوير". "بوسي" امرأة في بداية عقدها الثالث، مرت بتجربة زواج واحدة ولكنها انفصلت دون أن تنجب أطفالا، لكن تجربة زواجها لم تمر عليها مرور الكرام، فقد تسببت لها بقضايا كثيرة، حيث قام زوجها بتزوير توقيعها على مجموعة من الشيكات على حد قولها، "لما كشفوا على الشيكات لقوها فعلاً مزورة فالقضية انتهت والموضوع دا كان سنة 2006". بوسي من "مناضلات المنصة" كما وصفها بعض أصدقائها، لم تكن تقيم في القاهرة، فهي من الغربية وتقيم مع عائلتها هناك، "أنا نزلت القاهرة من أول مليونيه لتأييد الجيش، وكان ذلك قبل انتخابات الرئاسة ب 6 أيام"، ومن ذلك الوقت قررت سيدة الاعتصام عند المنصة ولكن اختلفت الأسباب، بين تأييد للمجلس العسكري وعمر سليمان والفريق أحمد شفيق، ووجدت سيدة عملا لها في القاهرة بمصلحة الجمارك فاستقرت حياتها. يوم 6 أغسطس كان اليوم الفارق من حياة بوسي، فعادت من زيارة شقيقتها بالغربية لتسجن في اليوم التالي، ذهبت بوسي في وقفة أمام الكاتدرائية للتنديد بتهجير مسيحي دهشور، ثم انطلقت في مسيرة من المنصة للقصر الرئاسي للسبب ذاته. أنه اليوم الأسود، كما أطلقت عليه سيدة، اليوم الذي حزنت فيه مصر كلها، أثناء مسيرتها من المنصة للقصر الرئاسي سمعت هي وزملاؤها بما حدث في سيناء واستشهاد 16 جنديا، فتغير سبب الوقفة أمام القصر الرئاسي من الاعتراض على تهجير مسيحي دهشور إلى التنديد بما حدث للجنود المصريين على الحدود. شباب قُبض عليهم أمامها فكانوا السبب في حبس "سيدة" 45 يوما بسجن القناطر، "أنا شفت 3 ولاد اتقبض عليهم ودخلوهم جوه القصر أصريت أني مش همشي إلا لو خرجوا أو أنا أدخلهم"، وتلبيا لمطلبها قام ضباط القصر بإدخالها فلم تخرج بعدها. أما فيما يخص قضية التزوير، "لما أنا دخلت جوه نقطة الشرطة بقصر الرئاسة خدوني ضمن المحضر"، لم يكن معها ما يثبت أنها "سيدة" ولكن كان معها "الفيزا" الخاصة بشقيقتها الكبرى ناهد، وإيصال سحب أموال بنفس الاسم، فسُجلت "ناهد". انتقلت بوسي بعد ذلك ما بين معسكر السلام "مرتع حشرات، أنا جسمي أتقطع من حشرات معسكر السلام"، ولكن مدير المعسكر سرعان ما أمر بتخصيص غرفة لتبيت بها "سيدة". وبعد 6 أيام بمعسكر السلام انتقلت لقسم شرطة مصر الجديدة، ومنه لسجن القناطر، الحياة اختلفت في السجن قليلا عن الغرفة التي كانت تقيم بها بوسي بمعسكر السلام، "كنت في زنزانة اسمها "طرة تحقيق"، وكانوا بيفتحوا الباب الساعة 10 الصبح ويقفلوها الساعة 3 العصر". لم تخبر سيدة أحدا باسمها الحقيقي وهي داخل محبسها خوفا من محاكمتها بتهمة التزوير، فانتظرت شقيقتها حتى حصلت على حكم البراءة، "لما كنت بخلص إجراءات خروجي من القسم قلتلهم إلى حصل في موضوع اسمي كله وورتهم البطاقة". بطاقة "سيدة محمد علي نجم" كانت مفتاح القضية الجدية لها، قام أحد الضباط بقسم مصر الجديدة بتحرير محضر تزوير لسيدة بتهمة استغلالها لاسم شقيقتها، وحولها لنيابة مصر الجديدة لتبدأ القضية الجديدة لسيدة، التي لا تعرف مصيرها فيها.