لم تتوقع الأسرة التي كانت تنتظر حفل زفاف أحد أفرادها عقب عيد الفطر مباشرة، أن ينتهى بها الحال لترقد فى مستشفى عزل مدينة بلطيم، عقب إصابتها بالوباء العالمي الجائح فيروس "كورونا المستجد"، ففي أيام معدودة وخلال قيامهم بشراء جهاز عروس، أصيب 5 أفراد من الأسرة بسبب الاختلاط والزحام فى الأسواق خلال عملية الشراء، ليطال الفيروس سيدة ويصيب ابنتها ونجلها وزوجة نجلها الآخر وطفلها، لتبدأ رحلة العذاب تنتهى بعزلهم داخل المستشفى وعزل ابنهم بالمدينة الجامعية بسخا في كفر الشيخ. في الخامس من رمضان، ذهبت الأم وابنتها لشراء بعض من جهازها لقرب الاحتفال بزفافها والمقرر له عقب عيد الفطر مباشرة، اختطلتا بمواطنين داخل السوق، دون أن يتبعا الإجراءات الاحترازية التي أقرتها الحكومة، ولم تصدقا أنها ستصابان ب"الفيروس"، لكنها حينما عادا للمنزل وبعد أيام قليلة، بدأت الأعراض تظهر على الأم التى يتخطى عمرها ال55 عاماً، إذ شعرت بارتفاع في درجة الحرارة، فبدأت ابنتها وزوجة نجلها تستخدمان المضادات الحيوية والكمادات لعلاجها، ومع تكرار ارتفاع حراراتها ذهبا بها لمستشفى حميات دسوق، ليشك الأطباء في إصابتها بالفيروس، لتبدأ رحلة حجزها وأخذ مسحة منها، لتظهر نتيجتها إيجابية.
غادة: لم نشك أنها كورونا والمسحة أظهرت إصابتنا.. "خايفة على ابنى" ظنت السيدة أنها وحدها المُصابة، حسبما أكدت زوجة نجلها "غادة.م"، لكن مع مرور ال4 ايام الأولى ظهرت بعض الأعراض على عددا من أسرتها: "مكناش متخيلين إننا هنصاب بالفيروس، كنا بنمارس حياتنا عادى، أخت زوجى مخطوبة وفرحها بعد العيد، فكانت بتنزل مع حماتى يشتروا اللى ناقصها فى جهازها، وراحوا دسوق خامس يوم رمضان، اشتروا حاجات، وكان معاهم شقيق زوجى وهو خاطب، كان بيجيب المراتب، ورجعوا مفيش أي حاجة، بعد 4 أيام كانت المفاجأة، حماتى تعانى من ارتفاع كبير فى درجة الحرارة وجسمها بيؤلمها، بس مافيش كحه، ومحدش شك ولو للحظه إنها كورونا، طبعا أنا بعملها كمادات وبأكلها، وبنتها برضو، لكن كنا مخالطين لها جامد، من غير ما نعرف إنها مصابة"، هكذا لخصت زوجة الابن ل"الوطن"، قصة إصابة أفراد الأسرة بالفيروس. تضيف غادة: "حينما شعرنا بعدم تحسن حالة حماتى، ذهبنا بها لمستشفى حميات دسوق، وهناك أخذ الأطباء منها مسحة، ولم نكن نعتقد أنها مصابة بالفيروس، بعد ما أخدنا العينة، كنا منتظرين يبلغونا أن النتيجة سلبية، لكن الصدمة أنهم قالوا إيجابية، لتبدأ رحلة العذاب، زوجى كان فى شغله من 15 يوم، ولما عرف نزل، ولما أخدوا مسحات من شقيق زوجى وشقيقته ومنى وابنى عمر 9 أشهر، تبين إيجابية النتائج جميعها، وقتها مكناش مصدقين، حسينا برعب، مكنتش خايفة على نفسي، مع إن كنت متأكدة إن أخدت الفيروس منها كان كل خوفي على عمر، لما رحت المستشفى، سيبت عمر فى البيت، كانوا بيقولوا هتبقى سلبى وهتروحى، لكن طلعت إيجابى، فالصحة طلبت حصر المخالطين، وحللوا لعمر وعمته وعمه، طلعوا إيجابى". زوجة الابن: "إحنا في مستشفى واحد وحماتي ماتعرفش خايفين عليها" صدمة تلقتها الأسرة، بعد إصابة 5 من أفرادها، وصعوبة وجدوها في الانتقال لمستشفيات العزل الصحى، حتى إنهم أخفوا على الأم قصة إصابة باقى أفراد أسرتها، طالبين نقلهم جميعاً لمستشفى واحد: "بعد ما نتائجنا طلعت إيجابية، قالولنا هينقلونا لمستشفيات العزل، فأنا طلبت منهم وضعنا فى مستشفى واحد، وحماتى متعرفش علشان حالتها النفسية، ففعلا نقلونا لمستشفى عزل بلطيم، وبقيت أنا وعمر ابنى وعمته، فى غرفة، وحماتى وحدها فى غرفة، بس متعرفش إننا موجودين فى المستشفى، وشقيق زوجى جرى تحويله لمدينة الجامعية بسخا، وإحنا حريصين على أنها متعرفش بإصابتنا، علشان حالتها النفسية، بنكلمها فى التليفون ومعتقدة إننا فى البيت، مع إننا جنبها"، بحسب غادة. بين الصلوات والدعاء وقراءة القرآن والتواصل هاتفيا، تقضى غادة وأسرتها فترة العزل الصحى بمستشفى بلطيم: "في البداية كانت حالتنا النفسية وحشة، لكن معاملة الطاقم الطبى والتمريض، خففت عننا، بيحبوا عمر ابنى وبيلعبوا معاه، وبنقضى وقتنا فى الصلاة والدعوات أن يرفع عنا البلاء، وقراءة القرآن، وبنطمن على بعض بالتليفون، والحمد لله نتيجة المسحة لعمر ظهرت اليوم سلبية، وسننتظر 48 ساعة لإجراء مسحة أخرى، ولو طلع سلبى سيخرج من المستشفى، وبتمنى نخرج جميعاً فى يوم واحد كما دخلنا المستشفى فى يوم واحد". توجه غادة رسالة لأبناء الشعب المصرى بعد معاناتها مع الإصابة: "لو سمحتم خليكم في بيوتكم، غرفة بيتك أحسن من غرفة بالمستشفى، مش سهل لما اسرتى كلها ترقد بالمستشفى، ومحدش عارف اللى جاى إيه، الاختلاط سبب إصابتنا، ومنعرفش مين أصابنا، بلاش تنزلوا أسواق وإلتزموا بالإجراءات الوقائية، علشان انفسكم وأولادكم".