قال الشيخ إبراهيم رضا إمام وخطيب بوزارة الأوقاف، إن شهر رمضان هو شهر الجود والكرم، والبذل والعطاء، "فمن تطوع فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة"، ولا شك أن فضل الصدقة عظيم وأثرها جسيم؛ بما أعد الله لصاحبها من خير وافر وثواب جزيل في الدنيا والآخرة. وأضاف رضا، خلال كلمته بملتقى الفكر الإسلامي الذي ينظمه المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن البعض يرى أن الجود مقتصر على المال وفقط، وهذا تضييق للمعنى، فالجود يتسع لكي يشمل طلاقة الوجه، فعن أبي ذر قال: "قال لي النبي: "لا تحقرن من المعروف شيئا، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق"، مؤكدا أن الكرم لا يتوقف على بذل الأموال فحسب ؛ لأن الحق سبحانه وتعالى قال: "وما تنفقوا من خير"، وفي آية أخرى قال: "وما تنفقوا من شيء". ويدل هذا على أن هناك كرما آخر غير الكرم بالمال وهو الكرم بالنفس، ومعناه بذل الجهد في تقديم الخير للآخرين، والعمل على قضاء مصالحهم وحوائجهم، وعلى معونتهم ومساعدتهم، سواء بالكلمة الطيبة أو بتقديم النفس من أجل تحقيق غاية سامية عظيمة كالإصلاح بين الناس، ونشر الخير والدفاع عن الدين والوطن، فهو صفة الكرماء وشيمة النبلاء، وهو أرقى درجات الإيثار، وأنفس أنواع الجود والكرم. وأوضح أن تعاليم الإسلام التي تحث على الكرم والجود والسخاء بكل ما يملك الإنسان من ماله أو نفسه هي أكبر دليل على إيجاد مجتمع قوي متماسك متعاون، تسوده المحبة والإخاء، يقوم على العطاء وفعل الخير للغير، ويهيمن عليه الإخلاص والوفاء، فينبغي أن يكون المؤمن كريما في كل أحواله. وأكد أننا بحاجة إلى التخلق بهذا الخلق العظيم، بعيدا عن كل مظاهر البخل والشح، يقول: "إن الله كريم يحب الكرم ويحب معالي الأخلاق ويكره سفسافها"، ويقول: "إن الله طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة، كريم يحب الكرم، جواد يحب الجود".