قال الدكتور أحمد علي سليمان عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إنّ الإسلام قدم منظومة قيمية فريدة لإصلاح الفرد والمجتمع، مشيرا إلى أنّنا في ظل هذه الظروف التي يعيشها العالم الإسلامي، بل والعالم أجمع، يجب علينا أن نتمسك بالقيم الإسلامية الرفيعة التي جاء نبينا الكريم ليتممها. وأوضح سليمان، في كلمته بملتقى الفكر الإسلامي الذي ينظمه المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف، أنّ الإسلام دين التحلي بمكارم الأخلاق، إذ دعانا القرآن الكريم في كثير من آياته إلى مكارم الأخلاق ومحاسن العادات، ومن ذلك قوله سبحانه، آمرًا رسوله، قائلا "خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ". وأضاف: النبي لخص الغاية من بعثته، فقال "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، فرسالته جاءت لإصلاح الإنسان، بحيث يتكون مجتمع تسوده القيم والأخلاق الراقية من المحبة والإخاء والرفق والتراحم والإحسان والتي من شأنها أن تعمر الحياة، وهذه القيم التي جاء بها نبينا هي التي أوجدت مجتمعا إسلاميا زاهرا في عصور الحضارة الإسلامية الزاهرة، فالمجتمع الذي تسوده القيم والأخلاق تزدهر طاقاته الفكرية والروحية والتي تنعكس على طاقاته الجسدية فيبني ويشيد ويبتكر وتسود بين أفراده روح المحبة والإخاء والتسامح. وتابع أنّه في ظل هذه الظروف العصيبة والمرحلة الراهنة، علينا أن نتكاتف ونلتزم بتعليمات الوقاية من العزل المنزلي والابتعاد عن المخالطة، وأخذ كل الاحتياطات اللازمة لمنع انتشار الجائحة، وألا نتناقل الشائعات والأخبار غير الرسمية أو المشكوك في صحتها، فهذا ضرب ممقوت من الحديث الكاذب الذي يهدم المجتمعات، والنبي سأله عُقبةُ بنُ عامرٍفقال: "يا رسولَ اللهِ، ما النَّجاةُ؟". وقال: أمسِكْ عليْكَ لسانَكَ، وليسعْكَ بيتُكَ، وابْكِ على خطيئتِكَ"، مشيرا إلى أنّ هذه المحنة تُعلمنا دروسا كثيرة، منها: أن نحترم أقدار الله في الكون وفي الخلق وفي الحياة، وأنّ الله على كل شيء قدير، وأنّ النجاة في الالتزام بشرع الله تعالى، مشيرا إلى بعض الأفعال المقيتة التي يجب أن نحذرها في ظل هذه الظروف التي نمر بها، ومنها التبذير سواء أكان في المأكل أم المشرب أم في استخدام المرافق العامة، فيجب أن نتكاتف في بذل الخير والإحسان إلى المحتاجين والمتضررين من هذه الجائحة. وأكد أنّ مصر محفوظة بحفظ الله لها، وضربت الدولة المصرية بقيادتها الحكيمة أروع الأمثلة في الحفاظ على المصريين من جائحة كورونا، وعلى الجماهير أن تلتزم بالتعليمات حتى نصل جميعا إلى بر الأمان.