أمَّ المصلين في صلاة المغرب بجامع عمار بوان تشاي بهونج كونج، إمام المسجد الحرام الدكتور ماهر بن حمد المعيقلي أمس. حيث يعتبر هذا المسجد ثاني أكبر جامع في المنطقة وسط حضور كبير من المسلمين الذين يتابعون بشكل يومي برنامج الزيارة وفعالياتها . وعقب الصلاة ألقى محاضرة قيمة وشاملة استهلها بحمد الله، ونقل تحيات وسلام خادم الحرمين الشريفين للمسلمين في هونج كونج، مزجياً شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الذي يسر هذه الزيارة المباركة، التي تجسِّد حرص قيادة المملكة على التواصل مع الجالية المسلمة في شتى بقاع الدنيا وتفقد أحوالهم، ما يؤكِّد الدور الريادي الذي تقوم به المملكة في العالم لخدمة العمل الإسلامي في مختلف مجالاته. وقال: "لقد حثَّ الإسلام على حسن الخلق، ورتَّب على ذلك الأجر العظيم، فالدين الإسلامي من تعاليمه السامية المعاملة الحسنة بين أفراد المجتمع. واستطرد: "إنَّ الله تعالى مدح رسوله بأعْلى وسامٍ في الإنسانيَّة بقوله: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيم}، وبيَّن الله تعالى في آيةٍ أُخرى ما يؤكِّد أنَّ حسن خلقه - صلَّى الله عليه وسلَّم- كان سبباً في التِفاف الصَّحابة حوله ومحبَّتهم له؛ قال - تعالى -: {وَلَوْ كُنتَ فَظاًّ غَلِيظَ القَلْبِ لانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}.
وأشار إلى أنَّ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم كانت بعثته في تتْميم الأخلاق فقال: "إنَّما بُعثتُ لأتمِّم مكارم الأخلاق"، كما هي حال الأنبياء من قبله، موضحاً أنَّ مَن نظر في قصص الأنبياء وجد أنَّ كلَّ نبيٍّ كان يُبعث ليدْعو إلى حسن الأخلاق، كما يتَّضح لكلّ من يتتبَّع القرآن في قصَّة لوط وهود، وصالح وشعيب، وغيرهم - عليهم الصَّلاة والسَّلام.
ودعا إمام المسجد الحرام الجميع إلى الأخذ بالجوانب المهمة التي حثَّ عليها الإسلام لتنمية الأخوة الإسلامية وتعزيزها، مذكراً أنَّ الأخلاق الحسنة هي أثقل ما في ميزان المسلم يوم القيامة.
والتَّاريخ الإسلامي خيرُ شاهدٍ على ذلك، وكلّ أخوَّة تقوم على غير ذلك فهي لا محالة محكوم عليها بالفشل والخسران، إن لم يكن في الدنيا ففي الآخرة، وصدق الله إذ يقول: {الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ المُتَّقِين}.
وأضاف: "بالأخلاق الحسنة انتشر الإسلام في أصقاع الدنيا، لم ينتشر بالعنف والجبروت، داعياً الجميع إلى التحلي بالأخلاق الفاضلة وأن يكونوا قدوة صالحة لغيرهم".
وفي ختام المحاضرة عرض المعيقلي بعض الأسئلة على الحضور عما اشتملت عليه المحاضرة، ومن أجاب على الأسئلة قدَّم له جائزة قيمة، كما سأل الله للجميع التوفيق والسداد والعافية.
يذكر أنَّ القنصل السعودي رافق إمام الحرم في جميع الفعاليات والأنشطة، وقد أثار ذلك إعجاب الجالية المسلمة، إضافة إلى الخدمات التي يقدِّمها لهم، ما أعطي انطباعاً متميزاً عن المسؤول السعودي في الخارج، وحرصه على تمثيل دور المملكة في خدمة المسلمين في مختلف المجالات.