* تسأل الأستاذة "م.س.ي": شبين الكوم منوفية: ما حكم الشرع فيمن يقومون بإفساد الحياة الزوجية بين الزوجين؟ ** يجيب الشيخ رسمي عجلان من علماء الأزهر أولا: الإسلام دين السلامة والمحبة والإخاء. ومن أسماء الله الحسني "السلام". والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده. والمسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ومن كان في عون أخيه كان الله في عونه كل المسلم علي المسلم حرام ماله ودمه وعرضه. والمسلم مطالب أن يسعي بين الناس بالخير. ويصلح ذات بينهم. لأن فساد ذات البين هي الحالقة لا أقول تحلق الرأس بل تحلق الدين. وعلي المسلم أن يقطع التدابر والتخاصم والشقاق والخلاف بين الناس. فما ظنك بمن يفسد بين الزوجة وزوجها. فيهدم الأسرة بأكملها فيوقع الفرقة بين الزوجين وتتشرد الأولاد وينتشر بينهم الفساد. وهذا من أفظع الجرائم وأسوأ المنكرات. ولذا حذر رسول الله "صلي الله عليه وسلم" من الإفساد بين الزوجين فقال: "من أفسد امرأة علي زوجها فليس منا" "مسلم". ونهي الإسلام عن السعي بين الناس بالغيبة والنميمة لأنها تكون سببا للتباغض والتنازع والتحاسد والتحاقد. فقال "صلي الله عليه وسلم": "النميمة في النار". وحديث الرجلان اللذان كانا يعذبان في النار فقال: "أما أحدهما فكان يمشي بين الناس بالنميمة". وقال رسول الله "صلي الله عليه وسلم" عندما سئل عن شر الناس فقال: "المشاءون بالنميمة الباغون للبراءة العيب المفرقون بين الأحبة يخلقهم الله يوم القيامة في وجه حمار" "الترمذي والبزار". إن العلاقة الزوجية رابطة قوية وميثاق غليظ. فمن يحاول قطع هذا الميثاق أو يفسده يعتبره الإسلام من المفسدين في الأرض ويتسببون في هدم أسرة مسلمة وتزلزل كيانها وضياع أبنائها قال تعالي: "إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون" "النور:19" وأقول للذين يقومون بالإفساد بين الزوجين: اتقوا الله واخشوا يوماً توعدون فيه إلي الله فيوفي كل منكم حسابه. واعلموا أن الذنب لا يبلي والديان لا يموت. فعملوا ما شئتم كما تدينون تدانون. والله أعلم.