مئات من الممرضين والممرضات، تركوا منازلهم ومكثوا أيام وأسابيع بين جدران مستشفيات العزل المنتشرة في أنحاء الجمهورية، من أجل مهمة إنسانية آمنوا بها، في ظل أزمة الوباء التي اجتاحت بلاد العالم، منهم من تطوع بالمشاركة وآخرون أثروا البقاء والاستمرار رغم انتهاء فترة تكليفهم، يسهرون لمساعدة مريض كلما احتاج، يكملون مهمة الأطباء داخل غرف المستشفيات، وفي الرعاية المركزة عليهم ملاحظة ومتابعة الحالة أول بأول فعرفوا بين الناس ب"ملائكة الرحمة". وفي اليوم العالمي للتمريض الموافق 12 مايو، قدم الرئيس عبد الفتاح السيسي، تحية تقدير واحترام، للعاملين في مجال التمريض، وذلك بمناسبة يومهم، بالإصالة عن نفسه وعن الشعب المصري. وأشاد الرئيس السيسي بالعاملين في مجال التمريض، مؤكّدًا أنَّهم يقدمون تضحيات غالية من أجل تلك الرسالة الإنسانية النبيلة التي يؤدونها بجد وشرف، خاصة خلال تلك المرحلة الصعبة ويثبتون خلالها كفاءتهم، وإخلاصهم للوطن وأبنائه. كما هنأت السيدة انتصار السيسي، قرينة الرئيس عبدالفتاح السيسي، عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك على الممرضين والممرضات في عيدهم. وكتبت السيدة انتصار: "التهنئة لكل ممرضي وممرضات مصر في اليوم العالمي للتمريض، تلك الأيدي الطيبة التي تجسد بعملها أسمى معاني التضحية والرحمة في سبيل رعاية المرضى وإعانتهم". "إحنا بنتعامل مع المريض بنفس الاهتمام والرعاية من قبل أزمة كورونا لكن المجتمع بدأ يعرف دورنا أكتر بعد الأزمة الحالية".. بهذه العبارة بدأ محمود أبو الهدى، مشرف تمريض بمستشفى قها للعزل في القليوبية، حديثه ل"الوطن" في يوم التمريض العالمي، فهو اعتاد على السهر طوال الليل لمتابعة حالات المرضى، من قبل أزمة فيروس كورونا المستجد، بخاصة الحالات المتأخرة التي تحتاج إلى متابعة مستمرة. كثيرًا ما شارك أبو الهدى في استقبال حالات الطوارئ بساعة متأخرة من الليل، وحالات الحوادث ومرضى الأورام في المراحل المتأخرةن وبحسب وصفه، دور التمريض كبير ومهم حتى من قبل أزمة فيروس كورونا، ولكن،"الأزمة كانت سبب في رفع وعي المجتمع بأهميتنا وتسليط الضوء على دورنا"، فالتثقيف الصحي للمريض غير كاف له في متابعة حالته الصحية ويحتاج إلى وجود التمريض بجواره على مدار اليوم. العرضة للعدوى، من المخاطر التي يواجهها أبو الهدى وكافة طواقم التمريض على مدار أيام العام وليس فقط خلال أزمة الوباء الحالية، بحسب قول الممرض بمستشفى قها للعزل. مع اليوم الأول لتحويل مستشفى قها بالقليوبية إلى مستشفى للعزل لمصابي فيروس كورونا، في مارس الماضي، انضم محمود إلى الطاقم الطبي المكلف بالمهمة، يعمل يوميا على مدار 12 ساعة، يستقبل الحالات ذات الحالة المتوسطة بعد خروجهم من العناية المركزة، وبحسب روايته ل"الوطن"، أغلبهم من كبار السن يرهبون الموقف الجديد عليهم ولذلك يحرص على التحدث معهم باستمرار لتهدئتهم وتبسيط الأمر عليهم. لم ينس محمود دعم الأطفال المرضى بالغناء تارة وباللعب مرة أخرى بمشاركة زملائه في طاقم التمريض في المستشفى، حتى اعتاد المرضى على وجهه وبات مألوفا لهم ومصدرًا للبهجة، كما وصفته الصفحة الرسمية للمستشفى عبر موقع فيسبوك. عبر أبو الهدى عن امتنانه بكلمة الرئيس السيسي والسيدة قرينته لدعمهم في يومهم العالمي، معتبرًا ما يقوم به هو وغيره من طواقم التمريض في كافة أنحاء الجمهورية واجب إنساني قبل أن يكون واجب مهني. أحمد: إحنا بنكمل دور الطبيب من قبل الوباء ومن بعده اتطوعنا بنفسنا عشان المهمة إنسانية من صعيد مصر، وفي مستشفى إسنا للعزل بمحافظة الأقصر، يتابع أحمد عبد الفتاح، مشرف تمريض بالعناية المركزة، مهمته منذ مارس الماضي، كلما انتهت فترته المكلف بها لمدة أسبوعين يتطوع من جديد للاستمرار في مكانه، بدأ حديثه ل"الوطن" في يومهم العالمي بالتأكيد على أن الكثير من فئات المجتمع لم يكن يعرف دور الممرض وأهمية تواجده بالمستشفى إلا بعد أن ظهرت الأزمة ولمسوا بأنفسهم أهمية طواقم التمريض، وبعد أن تابعوا تصريحات المسؤولين عنهم ودعم الدولة لهم. لم يطمع الممرض البالغ من العمر 30 عاما، طوال سنوات عمله الماضية إلا في التقدير والدعم المعنوي المادي، وذلك لما يلعبه التمريض من دور مهم في أقسام المستشفى وكافة أدوراها من متابعة حالات المرضى ومواعيد الدواء وملاحظة الحالات الحرجة منهم على مدار اليوم وفي وقت انشغال الطبيب "احنا بنكمل بعض جوا المستشفى من قبل الوباء وبنراعي المريض وبعد الوباء كتير مننا بيتطوع عشان يفضل في مكانه يساعد الناس".