قال بيتر نافارو المستشار الاقتصادي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس، إنّه يجب على الصين أن تدفع تعويضات عن الأضرار الناجمة عن وباء "كوفيد - 19"، محمّلا بكين المسؤولية عن تفشي الجائحة، حسب ما أوردت وكالة الأنباء الألمانية. وقال نافارو لشبكة "سي إن بي سي": "ألحقوا دمارا هائلا بالعالم، ولا يزال مستمرا". وأضاف: "يجب أن يصدر مشروع قانون حيال الصين، لا يتعلق بمعاقبتهم بل بمحاسبتهم وتحميلهم المسؤولية". وكرر نافارو، الأكاديمي السابق والمعروف بانتقاده للصين، التأكيد على ذلك في وقت لاحق في مقابلة ثانية بثّتها قناة "فوكس نيوز"، وأصرّ على أنّ واشنطن يجب أن تعيد سلاسل التوريد إلى الولاياتالمتحدة. وقال: "أعتقد بقوة، وكذلك الشعب الأمريكي، أنّ الصين ألحقت أضرارا بلغت قيمتها تريليونات الدولارات على هذا البلد، ويجب أن يكون هناك شكل من أشكال التعويضات عن هذه الأضرار". وبالتزامن مع ذلك، أفادت صحيفة "نيويورك تايمز"، بأنّ مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة الأمن الداخلي، يستعدان لإصدار تحذير من أنّ أكثر القراصنة والعملاء مهارة في الصين يعملون على سرقة الأبحاث الأمريكية الجارية لتطوير لقاحات وعلاجات لفيروس كورونا. وذكرت الصحيفة أنّ مسودة التحذير العام، التي يقول المسؤولون إنّه من المرجح أن تصدر في الأيام المقبلة، تفيد بأنّ الصين تسعى للوصول إلى البيانات القيّمة التي تتعلق باللقاحات والعلاجات والاختبارات، بوسائل غير مشروعة، وتركز على السرقة الإلكترونية والعمل عن طريق "عملاء غير تقليديين"، وهو تعبير ملطف للإشارة إلى الباحثين والطلاب الذين تقول إدارة ترامب إنّه جرى تنشيطهم لسرقة البيانات من داخل المختبرات الأكاديمية والخاصة، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الألمانية. وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أنّ مسؤولين حاليين وسابقين يرون أنّ قرار إصدار اتهام محدد ضد فرق القرصنة التابعة للدولة الصينية، "هو جزء من استراتيجية رادعة أوسع تشارك فيها القيادة السيبرانية الأمريكية ووكالة الأمن القومي". وهدّدت الصين أمس، بالردّ على إرشادات أمريكية جديدة، تشدد القيود على منح تأشيرات للصحفيين الصينيين، في إطار خلاف تصاعدت حدته بعدما طردت بكين أكثر من 10 صحفيين أمريكيين. وأصدرت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية، التي أشارت إلى سوء معاملة الصين للصحفيين، قواعد جديدة الجمعة تقلّص مدة التأشيرات الصادرة للصحفيين الصينيين إلى 90 يوما حدا أقصى، مع إمكانية طلب تمديد. وكانت تأشيرات الصحافيين الصينيين حتى الآن مفتوحة بقدر فترة عملهم في الولاياتالمتحدة. وأعرب المتحدث باسم الخارجية الصينية، تشاو ليجيان، في مؤتمره الصحفي اليومي، عن اعتراض شديد و"معارضتنا القوية لهذا التصرّف الخاطئ من الجانب الأمريكي، ما يعد تصعيدا في الحملة السياسية على وسائل الإعلام الصينية". وأضاف بحسب ما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية: "نطلب من الولاياتالمتحدة تصحيح الخطأ فورا، وإلا لن يكون لدى الصين أي خيار آخر غير اتّخاذ تدابير مضادة"، من دون إعطاء تفاصيل. في غضون ذلك، دفع اكتشاف إصابة 3 موظفين في البيت الأبيض بفيروس كورونا، إلى تكثيف إجراءات مكافحة الفيروس وزيادة استخدام الأقنعة وفحص الأشخاص الذي يدخلون إلى مجمع الرئاسة الأميركية بشكل أكثر صرامة. كما طلب البيت الأبيض من عدد كبير من الموظفين العمل من منازلهم، وبدأت سلسلة من التحقيقات حول الأشخاص الذين كانوا على اتصال مع الموظفين الثلاثة المصابين. وفرض البيت الأبيض على الموظفين المخصصين لخدمة الرئيس ترمب ارتداء الأقنعة بشكل دائم، وكذلك أعضاء الخدمة السرية والحرس الخاص بالرئيس والمساعدين المقربين الذين يعملون بشكل يومي معه، مثل كايلي ماكناني المتحدثة الصحفية الجديدة للبيت الأبيض، والجنرال مارك ميدوز رئيس هيئة الأركان المشتركة، وهوب هيكس مستشارة ترمب. وأعطيت الأوامر لموظفي مكتب السيدة الأولى ميلانيا ترامب بالعمل من منازلهم. ومساء الأحد، أصدر البيت الأبيض بيانا أشار فيه إلى أنّ نائب الرئيس مايك بنس لم يغيّر جدول أعماله، ولم يحجر نفسه ذاتيا. وأعلن 3 من كبار المسؤولين الصحيين من أعضاء فريق مكافحة فيروس كورونا في البيت الأبيض، عزل أنفسهم ذاتيا بعد أن جاءت نتائج اختبار الفيروس إيجابية لاثنين من الموظفين القريبين من ترامب، وإصابة كاتي ميلر المتحدثة الصحفية باسم نائب الرئيس. واضطر ستيفن ميلر مستشار ترامب والعضو الرئيسي في ملف الهجرة إلى البقاء بالبيت، بعد إصابة زوجته كاتي بالفيروس. وقال مسؤول في البيت الأبيض، إنّ 3 من أبرز أعضاء فريق مكافحة الفيروس، هم الدكتور أنتوني فاوتشي مدير مركز مكافحة الأمراض الوبائية CDC والدكتور روبرت ريدفيلد مدير مركز السيطرة على الأمراض والدكتور ستيفن هان مفوض إدارة الغذاء والدواء سيكونون قيد الحجر الصحي لمدة أسبوعين، بعد شكوك من اتصالهم بموظفي الرئيس المصابين بالفيروس. ومن المقرر أن يقدم الأطباء الثلاثة شهادتهم أمام لجنة بمجلس الشيوخ، اليوم، لمناقشة إعادة فتح الاقتصاد وسط انتشار وتفشي الفيروس.