والد شويقة بعد ظهوره في الاختيار ل"الوطن": الشهيد كان يصف منسي بطيب القلب

"كان دائما يقول لنا دول مش بشر طبيعيين، لهجتهم منها المصري ومنها غير المصري، متخيل يا بابا بيوصفونا بجيش الطواغيت، والله رغم سني الكبير إلا أني مستعد ألبس الميري وأروح أحارب من الوقت، حبي للجيش عقيدة عندنا " بتلك الكلمات بدأ أيمن شويقة، والد محمد الشهير بمارد سيناء، والذى دافع عن كتيبته باحتضانه لإرهابي كان متجها لتفجير نفسه في كتيبة الجيش فسرعان ماشاهده شويقة وألقى بنفسه عليه واحتضنه ليفدي زملاءه بعدما ذهب لوداع قائده البطل الشهيد العقيد أحمد منسي، الذي يجسد دوره النجم أمير كرارة في مسلسل الاختيار .
يستطرد "شويقة" قائلا شارك محمد في حق الشهيد واحد واثنين لينال الشهادة في الثانية يوم 15 ديسمبر عام 2015، متابعا محمد لم يكن يحب الحديث كثيرا عما يدور في سيناء فكان كلامه قليل، معتبرا خدمته في الجيش مهمة وطنية ولا يجوز الحديث كثيرا عما يحدث، مضيفا لكن خلال حديثه معنا في كل زيارة كان يقول لي :" متخيل يا بابا هؤلاء التكفيريين يصفوننا بالطواغيت عشان بنحمي بلدنا وبندافع عنها، ومعاهم أجهزة تصنت، فضلا عن أشكالهم الغريبة وشعرهم الطويل وبلهجات مختلفة منهم المصري ومنهم غير المصري " .
ويردف شويقة قائلا إنه في إحدى المداهمات شاهد محمد صديقه بهاء، الذى كان برتبة عريف متطوع، أطلق عليه التكفيريين النار ، ليستشهد بطلقة في رقبته، ويصر محمد على حمل صديق عمره، ويقول بعدها لنا، أنه من ساعة ما شوفت صديقي يستشهد على أيديهم وأنا قلبي مات ولم أعد أخاف. وأشار إلى زياته لهم قبل استشهاده، وتابع:" حينما جاء معاد سفره بعد انتهاء الإجازة، فما أنا وصل إلى الإسماعيلية، حتى حدثه ضابط معهم في الكتيبة ليبلغه بوقوع حادث إرهابي على الطريق، وقال لهم أرجعوا وأنا هتصل عليكم بعدما ما نرسل لكم قوة التأمين لتستلمكم من الإسماعيلية وبالفعل بعدها بساعات سافر ليأتي لنا خبر استشهاده".
وعن علاقته بالقائد أحمد المنسي، يقول شويقة،:" دائما كان يصف لنا محمد قائده بالراجل طيب القلب الذى يحب عساكره ويقويهم، ويعد قائد من طراز فريد، يحرص دائما على إعطاء قواته دفعة قوية، ويهتم بأدق تفاصيلهم، كما جاء بالمسلسل بالضبط ، وكان يحبه محمد كثيرا هو والبطل الشهيد الشبراوي الذى خدم ابنى تحت قيادتهم" .
وتابع شويقة قائلا:"جيش مصر لا ينسى أبناءه مطلقا، ويحرص دائما على تخليد ذكراهم، فدائما ما يتواصل معنا قيادات بالجيش ويحرصون على تكريمنا في كل مناسبة، كما سبق وكرمونا بمدرسة الصاعقة في أنشاص، حيث تخرج محمد منها، بعد تدريب 3 أشهر، ليؤدي خدمته هناك بسيناء تلك الأرض الحبيبة الغالية على نفوسنا جميعنا والتي روت بدماء أبنائنا" .
ويواصل شويقة حديثه قائلا:" مسلسل الاختيار هو عين الحقيقة حيث يجسد ملحمة تاريخية لأبطال الجيش المصري، ليس المنسي فحسب، فمن خلاله عرفنا قصص بطولة للعديد والعديد من الأبطال، ليعلم الجميع كم قدمت مصر من خيرة أبنائها الذين يخدمون في الجيش، ويقدمون الغالي والنفيس دفاعا عن أرضها كل يوم، فحينما شاهدت بحلقة الأمس قصة ابني محمد شعرت بالفخر والعزة بهذا الأسد فيما لم تتمالك والدته وجدته نفسهما وظلت كل منهنا تبكي"، وذكر شويقة أنه يستعيد دائما ما كان يدور مع بطلع وشهيده من حديث :"سأظل اتذكره حتى الممات"، متابعا لن أنسى حينما طالبت والدة أحد الشهداء بتدريس قصة بطولته في الكتب الدراسية لأبنائنا في المدارس .
يتذكر شويقة قصة استشهاد ابنه، كما علمها من قادته وخلدها المسلسل، وقال :"محمد خد قرار منفرد دون الرجوع لقادته فحينما شاهد التكفيري ألقى بنفسه عليه لينقذ كتيبته كاملة من الاستشهاد ليموت بعد انفجار التكفيري الذى كان يربط حزام ناسف على وسطه، ليلتقي الرئيس عبد الفتاح السيسي بي وبوالدته بعد استشهاده بثلاثة أيام ليكرمنا " .
وختم والد الشهيد البطل حديثه قائلا:" قسما بالله أنا على أتم الاستعداد لارتداء الميري وحمل سلاحي، وهكون أشد من الشباب فلقد خرجت من الجيش برتبة رقيب وأنا على أتم الاستعداد للتطوع في حب الجيش وبلدنا، وهما عندنا كالدماء تجرى في عروقنا والدفاع عن أرضنا أسمى هدف" .
أما عزة درويش، والدة الشهيد فتقول: "محمد كان نور عيني ابني وأخويا وحبيبي، كان أحن واحد في الدنيا على عائلته، الكبير والصغير بيحبه، كان نفسه يشوفنا ويقعد معنا لكن ملحقش".
وتضيف الأم قائلة: "آخر مرة كلمني ليلة استشهاده، وقلت له الوضع عندكم إيه يا حبيبي، قال لي ربنا يستر يا ماما، أنتي عاملة إيه، رجلك بقت كويسة يا حبيبتي، أنا كويس يا ماما، وجايلك السبت المقبل، وحضري لي الكيكة والأكل اللي بحبه يا ماما".
الجدير بالذكر أن محمد أيمن شويقة ابن قرية الإبراهيمية القبلية دائرة مركز كفر سعد بمحافظة دمياط، حاصل على دبلوم صناعة قسم زخرفة، مواليد 1 يناير 1995 ، هو أكبر أشقاءه ممتاز وإسلام الذى يؤدى خدمته العسكرية حاليا، ويحلم بأن يؤدي خدمته في سيناء الحبيبة أسوة بشقيقه الأكبر، الذى أستشهد في عمر ال21 عاما، ويعمل والده موظف بمجلس مدينة كفر سعد ووالدته ربة منزل .