منذ بداية شهر رمضان الكريم، بدأت أعداد الإصابة بفيروس كورونا المستجد في الارتفاع وكسر حاجز 200 إصابة في بداية الشهر، وتعدت حاجز 300 حالة، وسجلت أعلى معدل للإصابات 358 حالة في أول أيام مايو، لنقترب من حاجز 7 آلاف حالة. ارتفاع الإصابات علق عليه الدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية ومساعد وزير الصحة، خلال استعراضه لوضع كورونا بمصر في البرلمان أمس، قائلا إنّ الوزارة تعلن جميع الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا داخل مصر بكل شفافية، نافيا ما تردد عن إخفاء الأرقام الحقيقية لعدد الحالات. وحذر السبكي، من تزايد عدد الإصابات في مصر، وقال إنّ المستشفيات الخاصة بالعزل الصحي للمصابين وصلت هذا الأسبوع للحد الأقصى للاستيعاب، ما دعا الوزارة للتفكير في بدائل أخرى واستغلال فترة تعطل حركة السياحة باستغلال الفنادق ولكن ستكون التكلفة أعلى. وتابع أنّ بروتوكول العلاج في العالم به تخبط، والوزارة بدأت تطبيق علاج الحقن ببلازما الدم على 3 مرضى، وفي انتظار النتائج، لكن حتى هذا العلاج لم يتم الموافقة عليه بشكل نهائي بالخارج. وطالب السبكي، المواطنين بالالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية والتدابير الصحية، وقواعد التباعد الاجتماعي، في هذه المرحلة الحرجة، مضيفا: "يجب أن يلتزم المواطنون بالإجراءات الوقائية، لوقف والحد من الزيادة اليومية في أعداد المصابين". أما الدكتور حسام حسني، رئيس اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا بوزارة الصحة، فأكد في تصريحات سابقة خاصة، ل"الوطن"، أنّ مصر وصلت إلى مرحلة ذروة انتشار الفيروس، وهو سبب تزايد حالات الإصابة المعلن عنها يوميا، مشيرا إلى أنّ المواطنين يخترقون حظر التجوال المفروض في مناطق كثيرة، ونحتاج إلى عقوبات صارمة لردع المخالفين، لأن نتائج الاستهتار ستكون كارثية. وأوضح رئيس اللجنة العلمية، أنّ ارتفاع أعداد مصابي فيروس كورونا بمصر يرجع إلى سببين، أولهما زيادة وعي المواطن والذهاب للكشف المبكر عن الفيروس، والثاني تجمعات المواطنين واختراق ساعات الحظر، مؤكدا أنّ تعاون المواطنين مع الدولة والتزامهم سيؤدي إلى ثبات معدل الإصابات، ثم بدء التراجع والهبوط للسيطرة على الفيروس، وأوضح أنّ جميع الأدوية المطرحة لعلاج كورونا ما زالت قيد التجارب السريرية وليس هناك نتائج نهائية لها. بدوره، قال الدكتور ماهر الجارحي نائب مدير مستشفى حميات إمبابة، إنّ عدم وعي المواطنين في الفترة الأخيرة، أدى إلى زيادة عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد. وأضاف ماهر، ل"الوطن": "توقعنا انخفاض الأعداد المصابة بالفيروس خلال مايو، خاصة في ظل اتجاه الدولة لتخفيف الإجراءات الاحترازية، إلا أننا فوجئنا بزيادة الأعداد بشكل كبير، ما انعكس على إحداث ضغط شديد على مستشفى الحميات" متابعا: "توقعنا الأعداد هتقل وبالتالي الضغط علينا هيصبح أقل، لكن اللي حصل هو العكس". وتابع ماهر أنّ زيادة الأعداد يوضح عدم التزام المواطنين بالإجراءات الاحترازية، واصفا الأمر ب"الكارثة"، وحدوث ضغط كبير على مستشفى الحميات. وطالب ماهر، المواطنين حال الشعور بأي أعراض مثل السعال وارتفاع درجة الحرارة، وألم في الجسم، التوجه مباشرة إلى أقرب مستشفى حميات لأنه "ترمومتر" المريض، والجهة الوحيدة القادرة على اكتشاف الفيروس بشكل مبكر، وبالتالي تجنب حدوث أي مضاعفات. ولفت إلى وجود حالات كثيرة تخشى الذهاب إلى مستشفيات الحميات، وتلجأ إلى طبيب خاص، ونتيجة لذلك يتم تشخيصها بشكل خاطئ في البداية، وعندما تصل إلينا تكون الحالة متدهورة، خاصة مع طبيعة عمل الفيروس الذي يعمل على تكسير الهيموجلوبين في الدم، مايؤثر على جميع أعضاء الجسم، ويسبب لزوجة فيه تعمل على حدوث تجلطات دموية داخل الرئتين. ارتفاع أعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد في الفترة الأخيرة، دفع وزارة الصحة والسكان للتفكير في تحويل مستشفى الحميات والصدر إلى مستشفيات عزل، إضافة إلى دورها في استقبال حالات المشتبه بإصابتهم بكورونا، إذ أجرت الوزيرة جولات تفقدية لمستشفيات صدر وحميات العباسية وإمبابة خلال اليومين السابقين. وأعلنت الوزارة في بيان صحفي، أنّ أعمال تطوير ورفع كفاءة مستشفيات الحميات والصدر والبالغ عددها 34 مستشفى بمختلف محافظات الجمهورية، سيتم على 3 مراحل تباعًا من خلالها يتم رفع كفاءة شبكة الغازات وأعمال السباكة والكهرباء والصرف الصحي والدهانات بكل مستشفى وإمدادها بأجهزة التنفس الصناعي، لافتا إلى تبني مبادرة للتشجير المساحات الخضراء بتلك المستشفيات، مضيفًا أنّ ذلك يتم بالتوازي مع الحفاظ على تقديم الخدمة الطبية لحين الانتهاء من أعمال التطوير ورفع الكفاءة في أقرب وقت ممكن وتسليمها. كما أكدت الوزارة في بيانها أيضا أنّه جار تدريب ورفع كفاءة القوى البشرية من الأطقم الطبية على معايير مكافحة العدوى وبروتوكولات العلاج في مستشفيات الصدر والحميات، إضافة إلى دعم المعامل بالإمدادات والأجهزة اللازمة، وتوفير أجهزة تابلت بكل مستشفى لتسجيل ملفات المرضى إلكترونيًا.