قال بهلول: للرشيد يا أمير المؤمنين كيف لو أقامك الله بين يديه فسألك عن النقير والفتيل والقطمير "وهم ثلاث أشياء موجوده في نواة البلح فالغشاء المغطي للنواه هو القطمير والخيط الذي بين فلقتي النواة هو الفتيل وهناك نقرة صغيرة فى النواة فهي النقير ولكد تم ذكرهم في القرأن الكريم"؟ فخنقت هارون الرشيد العبرة وقال الحاجب حسبك يا بهلول قد أوجعت أمير المؤمنين فقال الرشيد: دعه فقال بهلول: إنما أفسده أنت وأضرابك فمنذ عهد هارون الرشيد ومن قبله ومن قبل قبل قبله ودائماً ما تجد بطانة للحاكم إما أن تصنع منه دكتاتوراً ظالماً متجبراً أوأن تجعل منه حاكماً ذو دهاء ومكر أو أن تجعل منه حاكماً عديم الخبره والفائده وليس لديه قرار وإما أن تجعل منه فرعوناً يريد الناس أن تعبده أو أن تجعل منه حاكماً معتدلاً وسطياً يؤمن بحرية الأخرين وبحقهم في العيش بكرامه, يستمع إليهم وإلي شكواهم ويكون فاروقاً يفرق بين الحق والباطل ولا يستمع إلا لصوت الحق والعدل. فهل يتخذ مرشحي الرئاسه أياً ما كانوا بطانة صالحه تعينهم علي المسؤلية التي سوف يتحملونها ؟ فاوالله إذا توقف أياً منا مع نفسه فسيجد أنها مسؤلية لا يطيقها بشر فرب الأسرة المسئول عن أربعة أو ثلاثة أفراد كثيراً ما يشعر بعبء غير محتمل من مسئوليتهم ويخشي الله من سؤاله عليهم إذا ما أحسن تربيتهم فما بالك من حاكم يسأله ربه عن رعاياه وإن كانوا بالملايين فيا ولاة أمورنا وفققم الله للبطانه الصالحه التي تعينكم علي ما كتب عليكم , فأحسنوا إختيار مساعديكم ومستشاريكم لكي يكونوا عوناً لكم لا عليكم فإن الوقوف بين يدي الله يوم الحساب عظيم ويكون أعظم علي من يتولي أمر البلاد والعباد فأحسنوا إلي هذا الوطن يرحمكم الله. وإلي كل المنتفعين الذين بدأوا من الأن للتخطيط لكيفية الأنتفاع من الإنتخابات الرئاسية نرجوا أن توجهوا أموالك لمن يحتاجها فعلاً وهم كثر في هذا البلد فأموال الإعلانات واليافطات كافيه لكساء وغذاء كثير ممن هم تحت خط الفقر , فأنفقوا هذه الأموال علي مستحقيها وأتركوا هذا الوطن في سلام بدون مفاسد أموالكم يرحمكم الله.