كيف ترفعون شعارات الإسلام وتؤسسون الهاشتاج الفاحش ثم تنسبونه إلى الكتاب والسنة؟ هو انت زعلت من الهاشتاج ومزعلتش على الناس اللى ماتت فى «رابعة»؟ كيف يرقص بعض الإخوان على الطبلة فى «قطر» ويتركون الشباب يواجه الموت فى مصر ويخربون ويحرقون؟ هو انت زعلان على الرقص والتخريب ومش زعلان على اللى ماتوا فى «رابعة»؟ مش هتبطلوا أكاذيب وهتك لأعراض الناس؟ هو انت زعلان على هتك الأعراض ومش زعلان على البنات اللى اتقتلت فى «رابعة»؟ أين أنت من «رابعة»؟ أين أنت من «رابعة»؟ سؤال جعلوه جسراً لتبرير كل أنواع البذاءات والتخريب.. وأعتقد أن القول بأن الجيش قاتل وانقلابى يدخل ضمن الاختلاف السياسى، بل حين يستخدمون مصطلحات أبناء الشوارع فى الخلاف فالأمر مع انحطاطه مقدور عليه، لكن حينما يستخدمون هذه الألفاظ ويوجدون لها مبرراً شرعياً فهنا قمة التجاوز، وذروته حينما تقول لهم: هذا اسمه «بذاءة وفحش»، فيقولون لك: أين أنت من دماء «رابعة»؟ فنصبح بهذا أمام ثلاث جرائم مركبة؛ الجريمة الأولى: البذاءة والفحش، والثانية: إلصاق البذاءة والفحش بالدين، والجريمة الثالثة: استخدام دماء «رابعة» لتمرير الجريمتين، والأخيرة هى أحدث نسخة فى مسلسل خيانة أحياء الإخوان لشهداء «رابعة».. خانوهم حين هربوا من «رابعة» وتركوهم وحدهم، وخانوهم حين غيروا الشعار الذى ماتوا من أجله، وخانوهم حين أعطوا مئات الوعود لعودة د. مرسى فأخلفوا وعودهم، فلا هم اعتذروا لأتباعهم عن جهلهم بالواقع، ولا عما دغدغوا به عواطفهم من أن الانقلاب يلفظ أنفاسه الأخيرة، وأن المظاهرات اليومية ستطيح به، فكانت وعودهم خداعاً وتلاعباً وعبثاً واستعباطاً. ثم جاءت أحدث نسخ الخيانة حين جعلوا دماء البسطاء ملهمةً ومبررةً للبذاءات، فبسؤال أين أنت من دماء «رابعة»؟ برروا لأنفسهم الأكاذيب والافتراءات ودافعوا عن فحشهم وانحطاطهم الأخلاقى. فلم يجعلوا دماء «رابعة» مشوِّقةً ل{ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ}، ولا ملهمةً ل{وَجِىءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِىَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ}، ولا مذكرة ب«إن للشهيد عند الله خِصالاً: يغفر له فى أول دفقة من دمه، ويَرى مقعده من الجنة، ويُحَلَّى حُلَّة الإيمان»، وإنما جعلوها ملهمة للبذاءات والفحش، الواحد فيهم يصل إلى أعلى درجات الانحطاط الأخلاقى، ويُلبس هذا الانحطاط ثوب الشرع، فإن راجعته قال لك: أين أنت من دماء «رابعة»؟ فصار سؤالُ دماءِ «رابعة» حائط صد ضد القيم، ومبرراً لجميع أنواع البذاءات، وتذكرة مرور لإطلاق الألسنة لهتك الأعراض، ولقد رأيت بناتٍ فى «مدينة نصر» يرفعن إشارات «رابعة»، ويرددن هتافات بصوت مرتفع تحوى جملاً وألفاظاً قامت عليها الدنيا لما تكررت فى فيلم «حلاوة روح» بحجة أنها ألفاظ وصلت إلى درجة عالية من الفجاجة والفحش! تخيلوا تم وقف الفيلم لما يحتويه من ألفاظ بذيئة وردت على لسان أبطاله وبطلته الراقصة اللبنانية، ثم نرى بنات الإخوان يهتفن بأعلى أصواتهن فى الشارع العام أمام المارة بهذه الألفاظ دون حياء، وهن فى حالة دفاع عن دماء «رابعة»! حقاً لو بذل أعداء الإسلام كل إمكانياتهم للإساءة إليه ما استطاعوا أن يفعلوا به ما فعله البعض من نسبة انحطاطهم الأخلاقى إلى الكتاب والسنة، وإلى الدفاع عن الدماء. وأختم بما قلته من قبل بتصرف: لو علم من ماتوا فى «رابعة» هروب قياداتهم وتبرير زملائهم لهذا الهروب وتلك الخيانة، ولو علموا استخدام دمائهم لتمرير وتبرير البذاءات والفحش لما بذلوا دماءهم، ولبصقوا فى وجه هؤلاء، لكن أراد الله ألا يعلموا ليكونوا فى ركب الأنبياء والشهداء، ولتكون قياداتهم والمبررون من زملائهم فى ركب الخونة والهاربين والمخادعين.