مصاب بكورونا يلحق بابنه فى عزل كفر الدوار بعد ساعات من وصوله

استقبلوه فى ساعة متأخرة من الليل، وأنزلوه من سيارة الإسعاف إلى ساحة الاستقبال بمستشفى الحجر الصحي بكفر الدوار، بالبحيرة، وبسبب صغر سنه تعاطف معه أعضاء الفريق الطبي بالمستشفى، وزادت حيرتهم بعدما وجدوه متعلقًا بوالديه كثيرًا.
زاغت أنظاره حول المكان بحثًا عن أي فرد يعرفه، وأفصحت عيونه عن حالة الحزن والخوف التى سيطرت عليه، إلا أن القدر ساق له من يؤنس وحدته داخل الحجر الصحي، ويطمئن قلبه الصغير الذى لا يعرف سوى البراءة والارتباط الأسري.
الطفل "م.ا" الذى لم يتجاوز من العمر 7 سنوات، استقبلته مستشفى الحجر الصحي بكفر الدوار، برئاسة الدكتور ياسر زايد، والتف حوله الممرضات متعاطفات معه لصغر سنه، وتسابقن لشموله برعايتهن، بعدما وجدوه خائفًا يبحث عن أي فرد يطمئنه، وارتبط به جميع الفريق الطبى فى الساعات الأولى لدخوله الحجر الصحى.
وقالت مصادر بالمستشفى، إن الطفل المصاب بفيروس كورونا المستجد، هو أول حالة صغيرة السن تدخل الحجر، فى أول دفعة استقبلتها المستشفى، مشيرًا إلى نظراته البريئة خطفت قلوب الممرضات والأطباء، ودفعتهم إلى احتوائه وشراء الهدايا والألعاب له، فى محاولة لإخراجه من الحالة النفسية التى سيطرت عليه فور نقله العزل.
وتابعت المصادر، لم تمر ساعات إلا ووصلت دفعة أخرى من المرضى، وجرى تسكينهم بالغرف المخصصة للعزل، واكتشفنا أن والد الطفل الذى خطف قلوب الفريق الطبى بالمستشفى، أحد المرضى الذين وصلوا للمستشفى، وظهرت حالة من الارتياح المختلطة بالحزن على رب أسرة الطفل، إلا أن نفسية الطفل أصبحت إيجابية وزادت معنوياته بعدما شاهد والده.
يذكر أن مستشفى كفر الدوار العام جرى تحويلها مستشفى حجر صحى، لاستقبال مرضى فيروس كورونا المستجد، ومن بين ما يزيد عن 60 حالة، خرج 21 متعاف من المستشفى بعد تماثلهم للشفاء، وتحولت نتائجهم من إيجابية إلى سلبية.