أخطرها الخفاش.. بيطريون يكشفون دور حيوانات في نقل الفيروس إلى الإنسان

بعد انتشار وتفشي وباء كورونا في العديد من بلدان العالم وإشارة الكثير من الدراسات إلى إمكانية أن يكون طائر الخفاش هو من نقل الفيروس الفتّاك إلى الإنسان، إلاّ أنه لم يكن الفيروس الوحيد الذي يستطيع الخفاش نقله دون أن يصاب به، بالاضافة إلى أنه ليس الخفاش وحده هو من ينقل الأمراض إلى الإنسان ولكن هناك العديد من الحيوانات الأخرى التي تلعب دور الوسيط في نقل الفيروسات والأمراض إلى الإنسان عبر أجسادها.
يقول عمرو صالح، طبيب بيطري بمديرية الطب البيطري بالغربية، إن من أمثلة الأمراض التي تصيب الإنسان عن طريق الحيوانات مرض "البروسيلا"، هو مرض بكتيري معدي يصيب الأبقار والجاموس والأغنام والماعز والإبل والخيول وينتقل منها إلى الإنسان عن طريق تناول لحومها أو شرب ألبانها أو منتجاتها، أو التعامل المباشر مع الحيوان المصاب، ويتميز المرض البكتيري بارتفاع درجة الحرارة لمدة 21 يوماَ بالتزامن مع التهاب في الأعضاء التناسلية والأغشية الجنينية وإجهاض الإناث الحوامل كما يؤدي إلى العقم، واحتمالية كبيرة في الوفاة بالنسبة لبعض الحالات المتأخرة.
ويشير "صالح" إلى أنّ هناك مرض آخر من سلالة حيوانية ويعرف ب "السل"، حيث يعتبر من الأمراض المزمنة التي تسببه البكتيريا وهي متعددة الأنواع وتصيب الأنواع الممرضة منها الإنسان والثدييات والطيور وأهمها العترة البقري "السل البقري"، وهو مرض مشترك ينتقل للإنسان عن طريق التعامل المباشر مع الحيوان وخصوصاّ في المجازر أو عن طريق الألبان واللحوم والمنتجات الحيوانية التي يتواجد بها ميكروب السل البقري، كما يمكن أن تنتقل العدوى عن طريق استنشاق هواء ملوث علقت به الميكروبات المسببة للمرض وهو المسبب الرئيسي للإصابات الرئوية.
"محيي": الخفاش يملك العديد من الخصائص الجينية الفريدة التي تؤهله للنجاة مع حمل العديد من أخطر الفيروسات على كوكب الأرضويقول محيي عبدالخالق، طبيب بيطري بمحافظة الشرقية، إنّ الخفافيش لا تنقل فقط فيروس كورونا الخطير كما أشارت الدراسات، ولكن كان لها مساهمات مفزعة في نقل العديد من الأمراض الأخرى دون أن تصاب بأي أذى فقد نقلت أيضا السارس وميرز والإيبولا إلى القرود ومنها إلى الإنسان وإنفلونزا الطيور من قبل، مشيراَ إلى أنّ الخفاش يملك العديد من الخصائص الجينية الفريدة التي تؤهله للنجاة مع حمل العديد من أخطر الفيروسات على كوكب الأرض.
ويضيف الطبيب الثلاثيني أن عدوى "إيبولا" تنتقل إلى الإنسان بملامسة دم الحيوانات المصابة بالمرض أو إفرازاتها أو أعضائها، وأن حالات الإصابة بالعدوى التي جرى توثيقها في أفريقيا جرت عن طريق التعامل مع الخفافيش آكلة الفاكهة التي تحمل الفيروس وتنقله إلى العديد من الحيوانات وأشهرها وأكثرها وجوداَ قردة الشمبانزي والغوريللا والنسانيس، التي بدورها قامت بنقل العدوى إلى الإنسان الذي يتعامل معها.
ويتابع "محيي" أنه بعيداَ عن الخفاش فإن هناك حيوانات أخرى مثل الخنازير تقوم بنقل أمراض للإنسان أقل حدّة وخطورة من تلك التي ينقلها الخفاش، حيث يشير إلى أن إنفلونزا الخنازيرهو مرض تنفسي يصيب الخنازير وتسببه فيروسات الإنفلونزا من النوع "أ" التي تتسبب بانتظام في تفشي إنفلونزا الخنازير وينتقل إلى البشر.
ويضيف: "من الأمثلة كمان على الأمراض اللي بيكون الحيوان وسيط بين الفيروس والإنسان مرض الجمرة الخبيثة"، وهو مرض مميت بينتقل من الحيوانات الأليفة اللي بيتعامل معها الكثير من الأشخاص بصورة يومية مثل الأبقار والأغنام ويؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم والصداع وضيق التنفس"، كما يعد مرض عدوى الأسماك من الأمراض الجلدية الخطيرة وهي عدوى تنتقل إلى الإنسان عن طريق الاتصال المباشر مع الأسماك وتؤدي إلى ظهور قروح مؤلمة على الجلد.
ويقول "محيي" إنّه بسبب الارتباط الوثيق بين الإنسان والحيوانات، فيجب أن يكون هناك وعي بالطرق الشائعة التي تنتقل من خلالها الجراثيم، ومن الممكن أن تسبب أمراض حيوانية المصدر: "لازم الناس اللي ليها احتكاك كبير ومباشر مع الحيوانات يكونوا على دراية بقواعد السلامة اللي لازم يتبعوها تجنباَ للخطر".