سيدى القارئ.. دائماً نكتب لكم ولكن اليوم أستأذنك بالسماح أن أكتب عنا نحن.. أكتب عن تلك الأسماء التى تراها تحت عناوين الأخبار والصور الصحفية.. أكتب عن زملائى وأساتذتى فى جريدة «الوطن».. والمناسبة باختصار أن جريدة «الوطن» تستعد لبداية عامها الثالث، مواصلة التحدى الذى قطعته على نفسها منذ فترة التحضير لانطلاقها وهى أن تكون جريدة كبرى منذ عددها الأول -ومناسبة أغلس على الزملاء وأفكرهم بأنى كنت صاحب أول مانشيت- وقد كانت وتملك من الذخيرة البشرية والإدارية ما يجعلها تصل لأبعد ما يتصوره المتشنجون من هذه الجريدة أيضاً منذ عددها الأول. جئت إلى «الوطن» بعد سنوات من العمل فى «روزاليوسف» وخبرة أعتز بها فى صحف «الراى» الكويتية و«الشرق الأوسط» اللندنية وأسند إلىّ حينها -قبل تعيينى مديراً لمكتب الجريدة فى واشنطن- مهمة تأسيس قسم دبلوماسى فى توقيت كانت فيه السياسة الخارجية لمصر فى آخر اهتمامات القارئ فى ظل الوضع الداخلى الاستثنائى، وعملت مع زملائى المحررين الدبلوماسيين المتميزين أكرم سامى وبهاء الدين محمد على أن نجعل من هذا القسم مصدر أخبار مختلفة تمس الحدث الداخلى، حتى يكون لنا وجود، وقد كان فى ظل منافسة شرسة على مساحات النشر مع مختلف الأقسام والتى تضم نخبة من أفضل صحافيى مصر.. كيف تقتنص مساحة نشر من غزو قسم الأخبار الذى يديره الزميل عبده زينة ومعه الزميل محمد المعتصم قبل أن يتفرغ «معتصم» لإدارة تحرير البوابة الإلكترونية، وإذا أفلت منهما تواجه احتلال المساحات من قبل القسم السياسى وجعبة ممتلئة للزملاء عيد حامد وأحمد الخطيب فى اجتماع التحرير فى الصباح تحمل سيناريوهات للأزمات المتلاحقة التى تمر بها البلاد، ثم تقابل سيلاً من القصص الخبرية المميزة من المحافظات يعرضها الزملاء صلاح البلك وأسامة خالد ثم يدخل «إمبراطور» الحوادث سامى عبدالراضى بتفاصيل قضايا وتحقيقات تهم الرأى العام، ومن بعده يفاجئك الزميل سيد جبيل بإبداع من نوع خاص، وتعرض الزميلة يسرا زهران الجهد الوافر للقسم الخارجى، ثم تفترس الزميلة شيماء البردينى حقوق قسم «الفيتشر» فى الوجود بلقطات صحفية مبهرة.. ومع ذلك كانت رحمة الله وتوفيقه حاكمة وسابقة، ومن رحمته وجود سكرتارية تحرير فائقة التميز تضم الزملاء أشرف عبدالغنى الذى أصبح فيما بعد مديراً لتحرير الجريدة والدينامو محمود خليل والبشوش على صالح.. وإخراج فنى للمايسترو الدكتور أحمد محمود بتصميمه ماكيت للجريدة يتسع لأكبر عدد ممكن من الموضوعات.. وإدارة تحرير تدرك جيداً نبض الشارع وما يمسه ولن أكتب عنهم كثيراً حتى لا يفسر الحديث بغير ما أبغيه، فقط أسجل احترامى واعتزازى بالعمل معهم الأساتذة محمود مسلم ومحمد البرغوثى وعلاء الغطريفى وميلاد زكريا والخال محمود الكردوسى والدكتور محمود خليل. أما الأستاذ مجدى الجلاد رئيس تحرير جريدة «الوطن» الذى أعرف جيداً كم الأعباء والضغوط التى يواجهها كل يوم، فلم يحن الوقت بعد لكى أكتب عنه، فقط أسجل له اعترافاً بأنه رجل لا يرهبه تهديد وعنوان مختلف فى إدارة العمل الصحفى. هذه بعض الأسماء من الأساتذة والزملاء وأعتذر لكل من نسيته عن دون قصد.. فقط أردت أن أوجه لهم التحية.. كل سنة والوطن وجريدته بخير.. كل سنة والوطن قوته فى ناسه.