قتيل ومصابون ومنازل محترقة وقلق وخوف وترويع للآمنين، مشاهد شهدتها قرية «البلابيش» التابعة لمركز دار السلام بمحافظة سوهاج، حيث وقعت اشتباكات عنيفة بين عائلتى «المناصرة» و«العمايرة»، استُخدمت فيها مدافع «جرينوف»، ووسط النيران المشتعلة بين الطرفين لم يجد الأهالى سوى قطع طريق سوهاج - أسوان الصحراوى غضباً. المشاهد، التى أعادت إلى الأذهان الصراع الدامى بين قبيلتى «الهلايل» و«الدابودية» فى أسوان، تسببت أيضاً فى تعطيل الدراسة وشعور سكان القرية بالخوف والقلق، حيث أغلقوا أبواب منازلهم عليهم خوفاً من تعرضهم لأذى من العائلتين المتصارعتين. ويعود النزاع بين العائلتين إلى مارس الماضى عندما تلقى اللواء إبراهيم صابر مدير أمن سوهاج، إخطاراً من الرائد مصطفى التهامى، رئيس مباحث دار السلام، بنشوب معركة بين العائلتين بسبب قيام شاب من عائلة «المناصرة» بمعاكسة فتاة من عائلة «العمايرة»، مما دعا أهل الفتاة إلى التعدى عليه بالضرب فاستعان بمجموعة من أقاربه ودارت معركة بينهما سقط فيها الشاب قتيلاً، ودارت معارك طاحنة بين الطرفين تسببت فى تعطيل الدراسة بمدارس المنطقة لعدة أيام، كما تسببت الاشتباكات فى إصابة شخصين من «العمارنة» بطلقات نارية. وتلقى مدير أمن سوهاج إشارة من مستشفى «دار السلام» المركزى بوصول كل من «نبيل عوض»، من عائلة العمايرة، و«الدندراوى عبداللاه عثمان» و«محاسن محمود» وهما يقيمان بقرية «القوصة» بدائرة ذات المركز، مصابين بطلقات نارية متفرقة، حيث تصادف وجود الأخيرين بمسرح الأحداث. وأوضح مدير الأمن ل«الوطن» أن الأجهزة الأمنية كانت قد شنت حملات على العائلتين، إلا أن المتسببين فى تطور الأحداث غادروا منازلهم إلى المنطقة الجبلية ولم تتمكن الشرطة من ضبط أى منهم، وذلك لطبيعة تضاريس المنطقة الوعرة، مؤكداً أن أجهزة الشرطة ستفرض سيطرتها على المنطقة وسيتم إلقاء القبض على المتسببين فى المعارك بين الجانبين وتقديمهم للمحاكمة.