أعلنت الخارجية اليونانية على لسان نيكولاس بازيوس مساعد وزير الخارجية اليونانى لشئون الشرق الأوسط والدول العربية دعم بلاده الكامل لمصر، ومساندتها فى حربها على الإرهاب، ورفضها التام لتمويل العمليات الإرهابية التى تنفذها الجماعات على أرضها، وأكد بازيوس خلال استقباله أمس وفد القوى السياسية المصرية -الذى يزور العاصمة اليونانية أثينا حالياً- مساندة بلاده لمصر فى جهودها التى تبذلها من أجل تنفيذ خارطة الطريق، وتحقيق الديمقراطية التى ثار من أجلها المصريون، واستعادة الأمن من جديد. ويزور وفد من القوى السياسية المصرية العاصمة اليونانية أثينا فى إطار جولة أوروبية تشمل زيارة ألمانياوسويسرا، فى إطار حشد المصريين فى الخارج وحكومات هذه الدول لمساندة مصر فى طريقها نحو الانتخابات الرئاسية المقبلة وتنفيذ خارطة الطريق التى أقرتها ثورة 30 يونيو، والتكاتف من أجل القضاء على الإرهاب الذى تحاربه مصر منذ قيام الثورة. وخلال استقبال نائب وزير الخارجية اليونانى للوفد المصرى الذى ترأسه المستشار أحمد الفضالى -منسق عام تيار الاستقلال- أكد بازيوس أن دول العالم لا تنكر دور مصر المحورى فى منطقة الشرق الأوسط، داعياً الوفود الرسمية والشعبية المصرية للعمل على توضيح حقيقة ما يحدث فى مصر منذ ثورة يونيو وحتى الآن، للعمل على توحيد جهود جميع الدول فى حصار الإرهاب ومواجهته، لافتاً النظر إلى الجهات التى تعمل فى الخارج تحديداً لتشويه صورة الثورة المصرية وتزييف الحقائق حولها وحول الأوضاع الراهنة فى مصر، وتصويرها على أن حرباً أهلية تدور هناك، وهى أمور تنافى ما يحدث على أرض الواقع، معتبراً حرص بلاده اليونان على دعم مصر فى كل أوجه التعاون الاقتصادية والسياسية إنما يرجع للعلاقات التاريخية التى تربط البلدين، حكومة وشعباً، وأن استقرار الأوضاع فى مصر إنما ينسحب فى الأساس على استقرار المنطقة بأكملها. ولم يفت مساعد وزير الخارجية اليونانى إبداء أسفه للوفد المصرى مما وصفه بأنه تصرفات غير مسئولة من أحد الأقطار العربية الصغيرة حجماً، التى تمتلك أموالاً طائلة لا تعرف كيف تنفقها، فتجد سبيلاً لإنفاق جزء من أموالها على تحدى إرادة شعب مصر وفرض آرائها على عدد من الدول دون مبرر. تأكيدات الجانب اليونانى على دعم مصر، اعتبره كمال أبوعيطة وزير القوى العاملة السابق وعضو الوفد المصرى، من أقوى المواقف الأوروبية على الإطلاق، مشيداً بموقف اليونان تجاه الثورة المصرية وإرادة الشعب فى 30 يونيو، وطالب «أبوعيطة» اليونان باستكمال دورها الإيجابى فى تصحيح الموقف الخاطئ والصورة السلبية عن مصر التى نشرها التنظيم الإرهابى فى عدد من الدول الأوروبية، وتسببت فى حالة عداء بين هذه الدول ومصر، وهو ما شدد عليه المستشار الفضالى رئيس الوفد السياسى المصرى، محمّلاً اليونان عبء هذه المرحلة خاصة أنها ترأس الاتحاد الأوروبى، مثمّناً على حديث مساعد وزير الخارجية اليونانى حول دعم قطر للإرهابيين فى مصر، ومشاركتها فى الهجمة الشرسة التى تتعرض لها مصر من عناصر الإخوان فى الخارج، والتى تؤثر بشكل واضح على الاستقرار وسير خارطة الطريق، وزعزعة الأمن. كان مساعد وزير الخارجية اليونانى قد استقبل الوفد السياسى المصرى وحاول 8 من أنصار المعزول مرسى منهم غير مصريين إفساد اللقاء بحصار السفارة المصرية فى أثينا أمس حاملين أعلاماً صفراء وشارات رابعة العدوية والهتاف ضد مصر ووفدها السياسى، وهو ما أجهضه الأمن اليونانى بالتصدى لهم وإبعادهم عن السفارة، ليتم اللقاء فى حضور حسين أبوجاد نائب رئيس حزب السلام الديمقراطى والكاتب الصحفى نبيل زكى والفنان أحمد ماهر، والإعلامى طارق علام، أعضاء الوفد، الذين فوجئوا باستقبال حافل لهم لدى وصولهم مطار أثينا، من قبل أعضاء السفارة المصرية باليونان وعدد كبير من أعضاء الجالية المصرية هناك. ويغادر الوفد السياسى المصرى أثينا اليوم متجهاً إلى ألمانيا ومنها إلى سويسرا لاستكمال الرحلة الأوروبية، الهادفة إلى دعم خارطة الطريق، وتحسين الصورة السلبية التى يحاول أعضاء التنظيم الإرهابى تصديرها عن الوضع فى مصر، حيث أكد الوفد المصرى على لسان رئيسه المستشار الفضالى أن كل خطوات الإرهابية نحو تعطيل الانتخابات الرئاسية لن تفلح مع المصريين سواء فى الداخل أو الخارج، الذين انطلقوا لتحقيق مطالب ثورتى يناير ويونيو، واصفاً الوضع الحالى فى مصر بأنه تجسيد لمعنى شعار «الجيش والشعب والشرطة يد واحدة، وقال الفضالى: المصريون يقفون فى خندق واحد مع الجيش والشرطة لمواجهة الإرهاب، خاصة بعد انكشاف أوراق اللعبة والتمويل الذى يحصل عليه الإرهابيون من دول أخرى مثل تركياوقطر، وهو الأمر الذى بدا معلوماً حتى للدول الأخرى المهتمة بمصر وحجمها فى الشرق الأوسط، مؤكداً عزم مصر بكل تياراتها وفصائلها وقواها الفاعلة على مواجهة الإرهاب وتجفيف منابعه وملاحقة مرتكبيه.