نشأة قروية واحدة جمعتهما، شبّا على الحياة وترعرعا بين المزارع الخضراء والسماء الصافية، سهرا الليالى ونالا العُلا، تمردا على واقعهما وفقرهما فتغلبا عليه، اتسمت خطاباتهما برفض أى هيمنة أو سيطرة من القوى الخارجية.. هما نتاج حركة الإسلام السياسى باختلاف مذاهبها «سنية أو شيعية» حتى مشاريعهما تخللها الطابع الدينى، حملا لقب «الباشمهندس»، ثم قفزا إلى كرسى الحكم.. محمد مرسى، ومحمود أحمدى نجاد، يحكمان بلادهما وفوقهما «مرشد»، مرشدان: الأول يقبع فى القاهرة مُتخذاً من أفكار سيد قطب منهاجاً لجماعته، والثانى فى العاصمة الإيرانية يتخذ من الخمينى مرجعية لدولة الملالى، دعما كلاً من مرسى ونجاد قبيل انتخاباتهما الرئاسية، وفرا لهما الحشد والدعم، ووضعا لهما النقاط فوق الحروف حتى استطاعا الحصول على أصوات الملايين. «كل واحد فيهم مركب دقن»، يقولها الدكتور محمد السعيد إدريس بسخرية حول أوجه الشبه بين الرئيسين المصرى والإيرانى، ويُضيف: «الاتنين متفوقين فى دراستهما وكل واحد فيهم حصل على بكالوريوس هندسة، نجاد فى تخصص الهندسة المدنية وتخطيط النقل المرورى، بينما مرسى درس هندسة المعادن والفلزات ثم عمل فى وكالة ناسا لعلوم الفضاء». ابنا النظام الإسلامى باختلاف مذهبيه السنى والشيعى، يرتبطان بفكر «المرشد»، ف«آية الله على خامنئى» هو المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، صاحب الكلمة السحرية فى فوز «نجاد» بالانتخابات الرئاسية عام 2008، عندما قال فى أحد خطاباته خلال فترة الانتخابات: «إننى أرى أن أحمدى نجاد رئيس فى السنوات الخمس المقبلة»، لينتصر فى المعركة على منافسه زعيم المعارضة مير حسين موسوى، ويقول الدكتور «إدريس»: «سلطة المرشد الأعلى فى إيران أعلى من سلطات رئيس الجمهورية، ف(نجاد) ليس سوى الرجل الثانى فى الدولة لأنه حتى فى بعض القرارات لا بد من الأخذ برأى خامنئى»، أما المرشد الإخوانى محمد بديع، فقد أعد الحشد لدعم مرشح حزب «الإخوان» الدكتور محمد مرسى الذى بايعه وعاهده على أن يكون جندياً مخلصاً ل«الجماعة» وأن يسير على مبدأ السمع والطاعة فى العسر واليسر والمنشط والمكره -وفقاً لنص بيعة الإخوان المسلمين- وبالنسبة لسلطاته فهى محدودة ويكون لرئيس الدولة الكلمة العليا فوق كلمة المرشد. الاثنان لم يكونا معروفين لدى الطبقات الشعبية، على الرغم من أن «نجاد» كان عضواً فى اللجنة المركزية لمجلس المهندسين الإسلامى، بينما «مرسى» تقلد منصبه كرئيس لحزب الحرية والعدالة -الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين- فإنهما كانا خارج دائرة الضوء، ويقول الخبير فى الشئون الإيرانية: «القطيعة أوجدت نقطة اتفاق بين الاثنين فهما يدعمان حركة حماس (الجناح الفلسطينى لإخوان مصر) فى مواجهة إسرائيل وأمريكا». الرئيسان