بحث وضع آلية محددة لتحصيل الرسوم من المنشآت الفندقية والسياحية بالمحافظات    وفد روسى يصل إلى اسطنبول للمشاركة فى المحادثات بشأن السلام مع أوكرانيا    ذات يوم..15 مايو 1948.. أربع طائرات مصرية فى طريقها إلى تل أبيب بعد إعلان قيام إسرائيل بساعات وجولدا مائير: «سيأتى اليوم الذى يقبلنا فيه العرب على ما نحن عليه»    يلا كورة يكشف.. موعد انطلاقة ريفيرو مع الأهلي    يغيب عن باقي الموسم.. فيران توريس يخضع لعملية جراحية    اجتماع الانظباط.. الأهلي وبيراميدز ينتظران مصير نقاط القمة.. والزمالك خارج الحسابات    السيطرة على حريق بأشجار زينة بطريق أخميم – سوهاج دون إصابات    كيف نفهم قرار إضافة 20% من درجات العربى والتاريخ لمجموع الثانوية الدولية    وزير الخارجية الأمريكى: الدبلوماسية هى الحل للصراع الروسى الأوكرانى    بوكيه ورد وإعادة المعاش.. هيئة المعاشات تعتذر للفنان عبد الرحمن أبو زهرة    وزير النقل: وصول أول قطار مكيف للخط الأول لمترو الأنفاق لميناء الإسكندرية    خالد بيبو: حمزة علاء تهرّب من تجديد عقده مع الأهلي    ترامب: يمكن أن أسافر إلى تركيا في حال حدوث شيىء ما    وزير خارجية العراق: نؤكد دعمنا لخطة مصر بشأن إعادة إعمار غزة    مصرع شخص صدمه قطار بأسوان    وزير الإسكان ومحافظ الشرقية يبدآن جولة تفقدية بعدد من مشروعات المياه والصرف الصحي بالمحافظة    توقيع بروتوكول تعاون بين صندوق تطوير التعليم ومعهد بحوث الإلكترونيات لدعم الابتكار والتكنولوجيا    إطلاق الإعلان التشويقي لفيلم عائشة لا تستطيع الطيران قبل عرضه بمهرجان كان السينمائي    المهرجان القومي للمسرح يعلن فتح باب المشاركة في مسابقة التأليف المسرحي ضمن دورته 18    مفاجأة بشأن شكل الامتحانات الإلكترونية للمتقدمين لوظائف معلمي الحصة    وزارة التضامن تقر قيد 4 جمعيات في 3 محافظات    البدري وخشبة على رأس العائدين.. وصول الوفد الأول من الرياضيين المصريين القادمين من ليبيا    منتخب مصر للدراجات يقترب من التتويج بلقب البطولة الأفريقية    لليوم الثاني.. 21 ألف طالب وطالبة يؤدون امتحانات الابتدائية والإعدادية الأزهرية بالمنيا    ننشر توصيات مؤتمر البيئة الطبي بجامعة قناة السويس    حكم قضائي جديد يخص طلاب الثانوية العامة| بماذا حكمت المحكمة؟    طقس مائل للحرارة في شمال سيناء    تشغيل قطارات إضافية بمناسبة عيد الأضحى.. السكة الحديد تعلن التفاصيل والمواعيد    أولى جلسات محاكمة نجل الفنان محمد رمضان.. بعد قليل    نظر طعن المتهم بقتل «فتاة البراجيل».. ونيابة النقض توصي ب تأييد الإعدام    وفاة إسرائيلية متأثرة بإصابتها خلال عملية إطلاق نار في الضفة الغربية أمس    تفاصيل عودة اختبار السات SAT لطلاب الدبلومة الأمريكية بعد 4 سنوات من الإلغاء «القصة الكاملة»    محمد البهي رئيس لجنة الضرائب: التسهيلات الضريبية في صالح الصناع..    تفاصيل جولة محافظ الدقهلية في شوارع المنصورة..صور    قبل افتتاح المتحف المصري الكبير.. ما هي أبرز الجوائز التي حصل عليها؟    جامعة بنها تواصل قوافلها الطبية بمدارس القليوبية    آيزنكوت: لقاء ترامب مع أحمد الشرع نذير سوء لإسرائيل    ترامب: بايدن أسوأ رئيس للولايات المتحدة.. ولدينا أقوى جيش في العالم    مشتريات العرب تصعد بالبورصة في مستهل نهاية جلسات الأسبوع    تعرف على مدة إجازة رعاية الطفل وفقا للقانون    الصحة تنظم مؤتمرا طبيا وتوعويا لأهمية الاكتشاف المبكر لمرض الثلاسميا    حظك اليوم الخميس 15 مايو وتوقعات الأبراج    هانئ مباشر يكتب: بعد عسر يسر    كيف تتخلص من ارتفاع ضغط الدم؟ 3 طرق فعالة دون أدوية    نماذج امتحانات الصف الخامس الابتدائي pdf الترم الثاني جميع المواد التعليمية (صور)    تباين آراء الملاك والمستأجرين حول تعديل قانون الإيجار القديم    أيمن بدرة يكتب: الحرب على المراهنات    ريهام عبد الحكيم تُحيي تراث كوكب الشرق على المسرح الكبير بدار الأوبرا    إعلام فلسطيني: شهداء ومصابون جراء قصف الاحتلال مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة    حريق يلتهم مصنعا للبلاستيك بأكتوبر    موعد إجازة وقفة عرفات وعيد الأضحى المبارك 2025 فلكيًا    «5 استراحة».. اعثر على القلب في 5 ثوانٍ    سالي عبد السلام ترد على منتقديها: «خلينا نشد بعض على الطاعة والناس غاوية جلد الذات»    اللقب الثالث.. بولونيا يقهر ميلان ويتوج بكأس إيطاليا    رابطة الأندية تدعو فرق الدوري الممتاز لعقد اجتماع لهذا السبب    حكم الأذان والإقامة للمنفرد.. الإفتاء توضح هل هو واجب أم مستحب شرعًا    الكويت: سرطان القولون يحتل المركز الأول بين الرجال والثاني بين الإناث    ب«3 دعامات».. إنقاذ مريض مصاب بجلطة متكاملة بالشريان التاجى في مستشفى شرق المدينة بالإسكندرية (صور)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مرسي ونجاد.. رئيسان وثورتان وبينهما مرشدين.. هل يصلح لقاء "الأساتذة" ما أفسده الأسلاف؟
نشر في البديل يوم 30 - 08 - 2012

بمصافحة الرئيس المصري محمد مرسي و الرئيس الإيراني أحمدي نجاد اليوم في قمة عدم الانحياز، يبدو من المنطقي أن تطرح التساؤلات نفسها حول العلاقات المصرية الإيرانية في المرحلة القادمة. فبعد قطيعة دامت أكثر من 30 عاما بين القاهرة وطهران، تلوح بوادر وصلها مرة أخرى، وسط حسابات معقدة لكل من الطرفين.
طهران تسعى وفي حسبانها مصالحها ومعاركها الكثيرة، والقاهرة تترقب وتفكر، ثم تعيد التفكير، ثم تتصرف بحذر.
ذابت جبال من الجليد الممتد بين طهران والقاهرة منذ ثلاثين عاما، ودشن رجلان متشابها الخلفية وربما الأهداف، حقيقة جديدة على رقعة الشرق الأوسط، وإن تباينت أدوات كل منهما.
أحمدي نجاد من أكثر الشخصيات إثارة للجدل في الشرق الأوسط، بموجب موقعه رئيسا لدولة تتبنى خطاب ممانعة ضد المشروع الأمريكي، فضلا عن مصالحها السياسية المتشعبة والمثيرة للتساؤلات في عدد من بلدان المنطقة. إلا أن محمد مرسي على الجانب الآخر، مازال تحت الاختبار،و لا يعلم أحد إلى أي معسكر سينضم، وإن كانت البوادر اللائحة في الأفق تقول أنه لن يكون تابعا تماما للقطار الأمريكي، ولا مستقلا عنه إلى حد القطيعة. وبرغم أن الخطاب الرسمي لجماعة الإخوان التي ينتمي إليها مرسي، كان في أغلب مستوياته المتباينة، مناهضا للعدوان الأمريكي على الدول الإسلامية والعربية، فإن الممارسات الرسمية لجماعته، كانت تقول غير ذلك. فقد كان هناك دوما لقاءات بين كوادر الجماعة ومسئولين أمريكيين من قبل الثورة وبعدها، وكانت تأكيدات الجانب الأمريكي دوما تبعث على الاطمئنان صوب نوايا الإخوان التي لا تحمل بذور أي مشروع راديكالي.
وجاء لقاء مرسي ونجاد ليعكس خلفيات مشتركة يتقاسمها الرئيسان. فكلاهما أستاذان جامعيان، انطلقا من منصة العمل الأكاديمي للفضاء العام ثم قفزا إلى عرشي الحكم في بلاديهما تحت مباركة مرشد ديني. ففي حالة مرسي فقد قدم الرئيس المصري كبرلماني مغمور وكادر سياسي متوسط الشهرة في جماعة الأخوان المسلمين التي قدمته مرشحا لرئاسة مصر بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير. بينما يقضي نجاد فترة حكمه الثانية بعدما انحاز له المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي على حساب منافسه مير موسوي في انتخابات إيران 2009. بل ودعوة الخامنئي لكليهما لصلاة الجمعة في ظل خطبته هو، في أوج المعارك الانتخابية المشتعلة بين الرجلين قبل ثلاث سنوات، ثم إمالة الكفة ناحية نجاد وسحق معارضيه من أنصار موسوي الذي كان يصنف على أنه إصلاحي "يلقى دعما غربيا".
وفي حالة مرسي فقد تم حشد كل طاقات "الجماعة" ، ماديا ودعائيا، لدفعه إلى سدة الحكم بعد استبعاد القيادي الشرس خيرت الشاطر من أول السباق الرئاسي لأسباب قانونية. ثم قيل بصورة عابرة أنه في حالة نجاح مرسي في انتخابات الرئاسة فسيكون في حل من بيعته لمرشد الإخوان المسلمين د.محمد بديع، أحد الأوجه القطبية الصلبة للإخوان. وكان انفصال مرسي بتحلله من بيعته، إن كان قد حدث فعلا، إجراء وقائيا من جانب الجماعة لحماية رجلها الحاكم من تبعة انتقاده بوصفه تابعا لرجل آخر يرأسه، وهو ما لايليق بمقام "رئيس" مصر بحال من الأحوال.
ورغم أنه في أقسي الظروف فإن كلام مرشد الإخوان ليس ملزما لتصرفات مرسي عقائديا على الأقل، فإن أحمدي نجاد يخضع-بصورة شبه كلية- للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله العظمى علي خامنئي، السلطة الأعلى مطلقا في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
ورغم الاضطرابات العميقة التي ضربت علاقة خامنئي بنجاد في الأشهر الأخيرة، لدرجة القول بأن هناك تدابير "خشنة" تحاك ضد نجاد بدعم من خامنئي، خرج الراديو الإيراني الرسمي ليقول أن العلاقة بين نجاد وخامنئي علاقة ابن بوالده، في محاولة لقطع الطريق على أي تخرصات أو تكهنات، وفي محاولة للم الشمل مرة أخرى بعد قرص أذن نجاد.لدرجة أن خامنئي هدد بسلطاته أي تهديد لمسيرة الثورة الإيرانية على خلفية استقالة حيدر مصلحي وزير المخابرات من منصبه.
على الجانب الآخر، فإن مرشد الإخوان المسلمين يتبني لغة متوددة حيال رئيس دولته ومرؤوسه التنظيمي محمد مرسي، تسعى لأقناع الرأي العام باستقلالية مرسي عن الجماعة أكثر مما تجنح إلى إظهار طبيعة العلاقة-أيا ما كانت- بين الرئيس والتنظيم، على الأرجح. حيث اختار بديع أن يهنيء مرسي بمناسبة عيد الفطر داعيا إياه ب"فخامة الرئيس".
وربما من المفارقات أن خطاب مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي، ينتمي للخطاب الشيعي المحافظ الذي يتاخم التشدد ويرتكز على قناعات راديكالية بخصوص علاقة (المسلم/الشيعي) ب(الشيطان الأكبر/الولايات المتحدة)، في حين ينتمي د.محمد بديع مرشد الإخوان للمجموعة القطبية داخل الإخوان المسلمين، وهي الجناح الأكثر تشددا الذي أعادت تجربة السجون الناصرية تكوين شخصيتهم على نحو أكثر تشددا وتجهما.
وفي حين يمارس خامنئي سلطة روحية وسياسية على كثير من تابعيه على الخط الشيعي الإيراني، سواء من المتدينين العاديين أو من الحلفاء السياسيين في سوريا وحزب الله والعراق ونقاط أخرى، فإن بديع يترأس مكتب إرشاد مصر في منصب هو الأكثر حساسية وخطورة في جسم تنظيم الإخوان الذي يمتد في 77 دولة حول العالم فيما يسمى بالتنظيم الدولي للإخوان.
ورغم اصطفاف كل من مرسي وجماعته، ونجاد وثورته، على رأس مذهب مختلف غير الآخر، فقد تلاقى السني والشيعي في مشاريع متوافقة في عدد من بقاع المنطقة، وأبرزها مشروع دعم إيران لحركة حماس (الجناح الفلسطيني لإخوان مصر) في مواجهة إسرائيل وأمريكا.
يمارس كل من مرسي ونجاد صلاحياتهما في رئاسة دولتين عريقتين، هما الأقدم والأهم في المنطقة، بمزاحمة سعودية، إلا أن كليهما دفعته إلى سدة المشهد ظروف وملابسات ليست هي الأكثر ثباتا، في ظل أوضاع دولية وإقليمية عاصفة، تجعل من التنبؤ بالغد (تحالفاته وخصوماته) ضربا من المستحيل.
مصافحة مرسي ونجاد هل تصلح قطيعة دامت أكثر من 30 عاما.. وهل تعرقل المزاحمة السعودية تقارب البلدين ؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.