متى يتعاطف المجتمع مع «الضحية»؟ إذا كانت واقعة تحت تهديد السلاح مثلاً، أو خضعت للابتزاز، أو تم اغتصابها أو هتك عرضها بالقوة. لكن هل تستحق زوجة أو مطلقة مارست الزنا برضاها مع مدرب الكاراتيه «عبدالفتاح الصعيدى»، فإذا ما قام رجل عديم الضمير بتصويرها عارية تمارس الرذيلة وتحولت رغبتها المحرمة إلى فضيحة يتداولها أهالى قرية بلقينا بمركز المحلة، وتم تداولها عبر الهواتف المحمولة ونسخها على أسطوانات.. هل تستحق لقب «الضحية» أو وصف المجنى عليها؟ لا أعتقد!! إن جريمتها أشد من جريمة مدرب الكاراتيه المتهم بممارسة الجنس والفعل الفاضح مع أكثر من 25 سيدة داخل النادى بمحض إرادتهن وتصويرهن عاريات فوق سرير رياضى داخل الصالة. لقد لجأت لابن أخى الشاب «محمد» لأصل إلى المواقع التى تعرض الفيديوهات المشينة، ورأيت بنفسى حالة الانسجام والإقبال على ممارسة الزنا دون أى ضغط من المتهم.. وهو ما جعلنى أتساءل: لماذا قرر المستشار «محمد زيادة»، عضو نادى قضاة المحلة، تشكيل لجنة لتحرير مذكرة عاجلة لإقامة دعاوى قضائية ضد كل المواقع التى قامت بنشر هذه الإساءات، لحين تقديم اعتذار رسمى من هذه المواقع، وإلا سيتم تحريك دعاوى جنائية لغلقها؟! هل حماية «الفضيلة» تتم بغلق مواقع «البورنو» والفيديوهات الجنسية، أم بمعاقبة الجناة أنفسهم؟ لقد قرأت كل ما نشر تقريباً عن هذه الواقعة «الشاذة»، ولم أقرأ خبراً واحداً عن زوج أقام دعوى زنا ضد زوجته (مجرد استعداد لرفع دعاوى)، ولا قرأت حتى عن حالة طلاق رغم أن بين السيدات اللاتى تم تصويرهن عاريات حال ممارستهن الجنس 3 سيدات متزوجات! لقد اختلت معايير «الشرف»، وأصبح المجتمع يتساهل طالما بقيت وقائع الزنا فى «الخفاء»، أما إذا خرجت للنور فيتحول المجتمع لمعاقبة من شهَر وكشف حالات الزنا.. دون أن يفكر فى معاقبة شريكاته وكأنما نقاوم الجهر بالجريمة ونتستر على الجريمة نفسها! الأغرب من ذلك هو «شذوذ» مدرب الكاراتيه الفكرى، الذى جعله يثبت وقائع فحولته بالتاريخ والاسم، وعلى «لاب توب» يحمل «شعار رابعة».. وكأنما حرر «القدس»!! ما اللذة أو المتعة التى تجعل رجلاً متزوجاً يصور النساء عاريات، ويصور نفسه وهو يمارس الجنس.. هل يشعر أنه «شهريار» أو يتوهم أنه «حسام أبوالفتوح» الذى فعلها قبله.. إنه مريض نفسى قرر أن يهدم العائلات ويبتز رجال القرية باستدراج النساء إلى فراشه الدنس. الدكتور «أحمد كريمة» أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، قال إن ما حدث داخل صالة ألعاب الكاراتيه الملحقة بنادى بلدية المحلة، يدل على أننا فى «آخر الزمان»، وعلى صدق سيدنا النبى محمد (صلى الله عليه وسلم)، الذى أخبرنا بأن جرائم الزنا سوف تنتشر فى آخر الزمان، ولن يملك رجل العلم، وقتها، إلا أن يقول تنحوا عن ذلك الطريق». «كريمة» أوضح ل«الوطن» أن جريمة الزنا لا تثبت إلا من خلال عدة وسائل إثبات، منها إقرار الجانى دون إكراه، أو شهادة أربعة شهود عدول.. وقد اعترف الجانى بجريمته.. وهو يواجه الآن السجن 15 عاماً إذا ثبت على المتهم ارتكابه جريمة هتك عرض، أو 3 سنوات فى حالة ارتكاب جريمة الزنا مع الثبوت.. لكن السؤال: ما عقوبة ابن عمه الذى نسخ الفيديوهات الجنسية ونشرها بكل وسائل التكنولوجيا الحديثة؟ نحن أمام تحول حاد فى مفهوم «الشرف» الذى كان يحكم المجتمع، أمام سقوط أخلاقى غير مبرر لمجموعة فاسدة من الرجال والنساء.. يجب أن يعاقبوا جميعاً ليظل فى هذا المجتمع قيمه الراسخة حتى لا ينتشر «الزنا للزنا».. وتصبح المتعة الحرام سيفاً على رقاب رجال شرفاء سلموا أعراضهم لنساء لا يجوز عليهم إلا «الرجم».. ولو معنوياً!!