فى لفتة وصفتها وكالة «الأسوشييتدبرس» بأنها نادرة، نشرت نص خطاب الرئيس المصرى، المستشار عدلى منصور، الموجه لإحدى الأمهات الأستراليات بشأن القبض على ابنها الصحفى الأسترالى بيتر جريتسه، من قبَل السلطات المصرية على ذمة «خلية الماريوت»، التابعة لقناة الجزيرة، لتورطها فى أحداث تنظيم مظاهرات الإخوان ضمن خمسة أفراد فى ديسمبر الماضى. وذكرت الوكالة الأمريكية نصاً بتاريخ 19 مارس 2014 قول الرئيس منصور لوالدة بيتر الأسترالى: «أود أن أذكر بصفتى رئيساً لمصر أننى لن أضيع أى جهد للعمل على حل سريع للقضية يتفق مع القانون ويضمن لم شمل الأسرة فى المستقبل القريب»، وهو ما تناقلته وسائل إعلام مصرية وعربية وعالمية باهتمام بالغ مؤكدين على أهمية اللفتة والاهتمام الكبير من قبَل رئيس مصر لطمأنة أم أسترالية على نجلها. وعلى المستوى الشخصى أنا أيضاً شعرت بالفخر بهذه اللفتة للوهلة الأولى، وتأكدت أن هناك سياسة جديدة للتواصل مع الجميع، لكننى قارنت هذه اللفتة، التى وصفها الإعلام العالمى ب«النادرة»، مع لفتة أخرى لا يعلم الرئيس المصرى، المستشار عدلى منصور، عنها أى شىء، لأنها قضية مشابهة، لكن كل أفرادها المتهمين مصريون، ولا يوجد بينهم أجانب للاهتمام بهم، فهذه الرسالة موجهة إلى رئيس مصر الذى طمأن أماً أسترالية على ابنها المقبوض عليه فى مصر، وبالمثل أطالب الرئيس بأن يطمئن أماً مصرية أولى من الأم الأسترالية، وهى «أم إبراهيم»، تلك الأم المصرية التى تم القبض على نجلها المحاسب المحترم إبراهيم عيد عبدالحكيم على فى يوم 25 يناير 2014 فى ميدان التحرير أثناء الاحتفال بالثورة. حيث قُبض عليه من خلال ضابط أشار إليه عن بعد، ثم ذهب إليه إبراهيم ليقبض عليه دون أدنى ذنب فقط؛ لأنه كان متجهاً إلى ميدان التحرير للاحتفال بالثورة، سُرق خلالها تليفونه المحمول باهظ الثمن، وهذا مثبت فى محضر النيابة وقامت الشرطة بإيداعه فى قسم الأزبكية ومعاملته أسوأ ما يكون، وتم بعدها ترحيله لقسم قصر النيل، ثم وضع مع بعض المجموعات الأخرى، ثم أُلصقت به تهم مع 68 شاباً آخرين لا يعرفهم ولا يعرفونه، وتبين أن هذه المجموعات تم القبض عليها فى أربعة أماكن مختلفة بواسطة أربع مجموعات شرطية مختلفة والتهمة واحدة، وهى التظاهر بدون إذن، وبعدها قرارات نيابة جماعية. ثم تم الحكم عليه وعلى الشباب بالحبس لمدة عامين، ومثلهما مراقبة، والسبت، 12 أبريل الحالى، موعد لجلسة الاستئناف على الحكم، وأم إبراهيم المصرية لم تتلق أى خطاب من الرئيس منصور يطمئنها، ولم تجد فى الأقسام أو النيابة أو سجن أبوزعبل سوى أسوأ معاملة؛ لأنها لا تحمل الجنسية الأسترالية، فقط لأنها مصرية، هذه رسالة السيدة أم إبراهيم عيد عبدالحكيم على، الشاب الذى نزل ليحتفل بالثورة فأصبح مجرماً وداهم المرض والحزن أمه التى تبكى ليل نهار على ابنها الذى أُلقى القبض عليه ظلماً ولم تنصره النيابة؛ لأن قرارات الاتهام جماعية على 68 شاباً لا يعرفون بعضهم. وأنا أشهد شهادة حق أمام الله يا سيادة الرئيس هذا الشاب لا ينتمى لأى تيار سياسى ولا دينى، ولأجهزة الدولة كافة، أتحدى أن يثبت عليه أى دليل لأنه جارى، يقطن أمام شقتى، وأنا أعرفه جيداً ولا أصدق ما جرى معه، وأسأل نفسى ماذا سيفعل هذا الشاب والمئات مثله من المظلومين؟ أثق فى القضاء العادل يوم السبت المقبل فى براءة إبراهيم، وأخشى أن يتحول الشباب المظلوم إلى مجرمين؛ لأنهم وضعوا فى السجون دون أى ذنب، وأتساءل: هل هؤلاء الشباب المحترم المتعلم المؤدب مجرمون، وهل ما شاهدوه من ظلم وحبس سيجعل انتماءهم للبلد يحول عقيدتهم إلى أشياء أخرى؟ سيادة الرئيس أنقذ إبراهيم ومن مثله من شباب الوطن قبل فوات الأوان. سيادة القاضى العادل أثق فى عدل القضاء لإنصاف إبراهيم فى استئناف السبت، وأثق فى سيادتكم فى إرسال خطاب لأم إبراهيم المصرية لطمأنتها والشد من أزرها؛ لأنها أولى من أم بيتر الأسترالية، فلا يمكن أن نحمل أم إبراهيم مشكلة جنسيتها المصرية رغم دعائها فى الصلاة وتمنياتها أن تكون أسترالية أو أمريكية، فهل تعيد سيادة الرئيس لكل الأمهات المصريات كرامة جنسيتهن فى سؤالك على أم إبراهيم التى كانت تلاحقنى يومياً صباحاً ومساء بأغنية تسلم الأيادى، وامتنعت عن سماعها بعد القبض على نجلها، لا أنتظر مجرد وصول ساعى بريد الرئاسة إلى أم إبراهيم، بل أطمح وأنتظر مقابلة الرئيس العادل منصور لأم إبراهيم المصرية.