هاجم الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، المجلات الدينية التي تصدر عن الجمعيات الأهلية، مؤكدًا أنه يسيطر عليها غير المتخصصين في العلوم الشرعية أو بعض المنتمين بوضوح إلى تيار الجماعات الإرهابية أو المحظورة أو المتشددة أو غير المتخصصة. وأكد وزير الأوقاف، في بيان له، أن تلك المجلات تعد من أهم روافد التشدد وإثارة البلبلة في مجال الفتوى بترويجها لفتاوى لغير المتخصصين، ما يشكل خطرًا داهمًا على الثقافة الإسلامية الصحيحة والأمن والسلام المجتمعي، بل إن بعضها يتضمن نبرات تحريضية وغطاءً للعنف الفكري، وترويجًا لأفكار جماعات متشددة. ولفت إلى أن بعضها صادر دون أي تراخيص وغير معتمد من نقابة الصحفيين، مطالبًا النقابة بإعادة النظر في جميع الإصدارات الدينية التي تصدر عن الجمعيات الأهلية في غير اختصاصها. وطالب جمعة، بسرعة الكشف عن تمويل هذه المجلات، لافتًا إلى أن إصدارها ربما يكون على حساب أموال التبرعات التي ينبغي أن توجه لسد جوعة الأيتام والفقراء لا تلميع بعض الوجوه إعلاميًا من خلال هذه المجلات، أو بتمويل أو دعم أجنبي يهدف إلى شق صف البناء الفكري والثقافي والنسيج المجتمعي المتلاحم لهذا الوطن، مشددًا على خطورة طبع عشرات الآلاف النسخ من تلك المجلات وتوزيع معظمها مجانًا، ما يدفع للقلق. ودعا الوزير إلى أخذ رأي هيئة كبار علماء الأزهر الشريف في هذه الإصدارات، وشدد على أن بعض المجلات الدينية تعمل لصالح فكر بعينه أو فصيل بعينه، وأن أجهزة الدولة تمكنت في الشهور الماضية من ضبط شحنات كبيرة من الكتب تروج لأفكار الجماعة الإرهابية المحظورة، ما يؤكد أننا نواجه حربًا ممنهجة في كل الجوانب الأمنية والفكرية. ودعا جمعة إلى ضبط الانفلات الفكري الذي لا يقل أهمية عن إحكام السيطرة الأمنية على البلاد، نظرًا لأن بث الأفكار الفكرية المتطرفة لا يقل خطورة عن الانفلات الأمني وفوضى انتشار السلاح، بل إن الأمر الأول قد يكون مقدمة للأمر الثاني مع تهيئة المناخ له، ما يستوجب التصدي بكل حزم لفوضى الفتاوى واقتحام غير المتخصصين لمجالها. وناشد الوزير، وسائل الإعلام الرسمية المرئية والمسموعة والمقروءة بتخصيص مساحات وافية للفكر الإسلامي الصحيح على أيدي العلماء المتخصصين، لأن أهل الباطل لا يعملون إلا في غياب أهل الحق أو عدم إعطائهم الفرصة والمساحة الكافية لنشر صحيح الإسلام القائم على السماحة والوسطية ومراعاة مصالح الأوطان والبلاد والعباد.