أعلن البيت الأبيض مقتل قاسم الريمي زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في عملية عسكرية أمريكية في اليمن، ليؤكد الأنباء التي تم تداولها منذ أيام قليلة عن مقتل الريمي، نائب زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري. ونائب الظواهري، يدعى قاسم عبده محمد أبكر أو قاسم الريمي، وملقب ب"أبوهريرة الصنعاني"، ولد في 5 يونيو 1978 في اليمن، وانضم إلى القاعدة بعدما اختفى مع أهله وأقاربه من محافظة ريمة اليمنية وهو في عمر ال 15 عاماً، وسافر بعدها إلى أفغانستان وتدرج في المواقع القيادية حتى وصل إلى درجة "مدرب" في معسكر تابع لتنظيم "القاعدة" في أفغانستان، قبل الاجتياح الأمريكي في 2001. أحيا تنظيم القاعدة في اليمن من داخل محبسه عقب عودته إلى اليمن، تم اعتقاله في سجن الأمن السياسي في صنعاء مع عدد من الإرهابيين العائدين من أفغانستان، واستطاع إحياء تنظيم القاعدة من داخل سجنه، وفي فبراير 2006 استطاع الفرار من السجن في صنعاء مع 23 سجينا آخرين، وفي يوليو 2007 ارتبط اسم قاسم الريمي بالهجوم الذي استهدف مجموعة مع السياح الإسبان وأسفر عن مقتل ثمانية منهم في مأرب بوسط اليمن، وفي عام 2008 خطط للهجوم على السفارة الأمريكية في صنعاء والذي أدى لمقتل 10 حراس و4 مدنيين. وأسس الريمي لاندماج فرعي تنظيم القاعدة في اليمن وفي السعودية في 2009، وتولى منصب القائد العسكري للتنظيم المستحدث، بعد أن نجحت السعودية في التضييق لدرجة كبيرة على التنظيم ضمن أراضيها، كما تولى مسؤولية تجنيد الشباب اليمني والعربي للانضمام إلى القاعدة، وفي عام 2009 أيضاً اتهمت الحكومة اليمنية الريمي بإدارة معسكر تدريبي تابع ل"القاعدة" في محافظة أبين. وارتبط اسم الريمي أيضاً بمحاولة التفجير الانتحاري الذي حاول عمر فاروق عبد المطلب القيام به في ديسمبر 2009 على متن طائرة ركاب متجهة إلى الولاياتالمتحدة، كما ارتبط اسمه بإرسال طرود مفخخة إلى الولاياتالمتحدة في 2010، وأدرجت واشنطن اسمه على قائمة الإرهاب في مايو من نفس العام 2010، وتم تجميد جميع أرصدته في الولاياتالمتحدة، وإدراج اسمه على قائمة العقوبات الأمريكية. تبنى لاقتحام مستشفى وزارة الدفاع اليمنية ورصدت أمريكا 10 مليون دولار لمن يرشد عنه وفي 20 ديسمبر 2013 ظهر الريمي ليعلن عن تبني تنظيم "القاعدة" لاقتحام مستشفى وزارة الدفاع اليمنية، الذي راح ضحيته أكثر من 60 شخصا، منهم أطباء ومرضى. وأصبح قائدًا للتنظيم الإرهابي في جزيرة العرب في 16 يونيو 2015 خلفا لناصر الوحيشي، الذي عمل معه تحت إشراف زعيم التنظيم، أسامة بن لادن، وقُتل بغارة لطائرة بدون طيار في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت شرق اليمن، وذلك بعد أن أقسم الولاء لزعيم القاعدة أيمن الظواهري، ودعا حينها إلى شن الهجمات ضد الولاياتالمتحدة. وظهر الريمي في فيديو بتاريخ 7 مايو 2017، حث فيه المؤيدين له الذين يعيشون في الدول الغربية على شن هجمات "سهلة وبسيطة"، كما أشاد بعمر ماتين الذي قتل 49 شخصاً بإطلاق النار في ملهى ليلي في فلوريدا في يونيو 2016. يذكر أن الريمي كان هدفاً لهجوم شنه فريق من القوات الخاصة الأمريكية على مقر تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب" في اليمن في يناير 2017، وأسفر الهجوم حينها عن مقتل 14 قياديا من تنظيم "القاعدة" باليمن لم يكن بينهم قاسم الريمي، وفي أكتوبر 2018 رصدت وزارة الخارجية الأمريكية مكافأة بقيمة 10 ملايين دولار بعدما كانت 4 ملايين دولار لمن يقدم معلومات تساعد في اعتقاله. الإدارة الأمريكية وصفته بأخطر القيادات دموية نسبة لما ارتكبه من جرائم كبيرة، ويعد قتله إنجازاً كبيراً لواشنطن، وله شقيق محبوس في معتقل جوانتانامو.