قال الأمين العام ل"حزب الله"، حسن نصرالله، إن الحزب هو الذي زرع العبوة الناسفة التي استهدفت دورية إسرائيلية بمزارع شبعا المحتلة في منتصف مارس الماضي، ردًا على الغارة الإسرائيلية على موقع للحزب في جنتا لبنان قرب الحدود السورية. وأضاف "نصرالله" في حوار مع جريدة "السفير" اللبنانية، نشرت الجزء الأول منه اليوم: "هدف إسرائيل من هذه الغارة كانت تغيير قواعد الاشتباك وأن تعطى لنفسها حق ضرب أهداف داخل لبنان بدعوى منع نقل سلاح نوعي لحزب الله، وكان هدف رد حزب الله هو منع تغيير قواعد الاشتباك، وكان استهداف الدورية الإسرائيلية في شبعا جزء من الرد. واستبعد أن تقرر إسرائيل حربًا جديدة على لبنان، في ظل الأوضاع الحالية في سوريا والتي اعتبرها تزيد من قلق الإسرائيليين، مشيرًا إلى وجود قلق إسرائيلي على منطقة الجليل بشمال إسرائيل، خاصة مع زيادة قدرة الحزب على المواجهة. ولفت إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق "إيهود باراك" تحدث مؤخرًا أن تكنولوجيا الصواريخ الدقيقة أصبحت سهلة المنال ويمكن أن تصل إلى حزب الله وحماس والجهاد، وتصبح هذه الحركات، بالأخص "حزب الله"، قادرة على أن تضرب أي هدف في عمق فلسطين. وردًا على سؤال حول إمكانية استغلال إسرائيل للوضع العربي السئ لشن حرب على حزب الله، قال "نصر ا لله": "متى كان الوضع العربي مانعًا أو رادعًا أو يدخل في الحسابات الإسرائيلية إذا قرر العدو أن يعتدي على لبنان أو عزة أو سوريا أو أي بلد عربي". واعتبر "نصرالله" أن خطر التفجيرات الإرهابية في لبنان تراجع بدرجة كبيرة جدًا، وإن المقاومة لا تواجه مشكلة مع جمهورها حول المشاركة في سوريا. وأكد أن مرحلة إسقاط النظام والدولة في سوريا انتهت، قائلًا: "يستطيعون أن يعملوا حرب استنزاف، طالما هناك دول لا تزال تمول وتسلح وتحرض وتدفع بهذا الاتجاه، ولكن ليس في الأفق ما يظهر أن المعارضة قادرة على القيام بحرب كبيرة، والذي يحدث في اللاذقية وكسب لا يمكن أن نسميه حربا كبرى". وكشف "نصرالله" عن عروض جدية قدمت إلى الرئيس بشار الأسد مفادها، قطع العلاقات الديلوماسية مع إيران ومع حركات المقاومة، والاستعداد للدخول في التسوية بشكل حقيقي وكامل مع الجانب الإسرائيلي، مؤكدًا أن بشار الأسد رفض هذه العروض. وأشار "نصرالله" إلى أن الكثير من الدول العربية على اتصال بالنظام السوري "من تحت الطاولة" وتؤكد دعمها لنظام بشار. وحول مقاربته ل"الربيع العربي" قال: "نحن فهمنا عن البدايات في تونس وليبيا ومصر، أن الموضوع بدأ شعبيًا وشبابيًا وفاجأ الأنظمة كما فاجأ الأمريكيين والفرنسيين والغرب والمجتمع الدولي".