في معسكر للتدريب شمال تايلاند، يستعد المئات لقتال شوارع، عشية تظاهرة محدد لها غدا، في بانكوك للدفاع عن رئيسة الوزراء، ينجلوك شيناوترا، المهددة بالإقالة. وقال كوانشاي بريبانا، المسؤول المحلي عن حركة "القمصان الحمر"، التي تراقب هذا التدريب في منطقة أودون ثاني في ايسان، مهد هذه الحركة التي تدعم عائلة "شيناواترا" الحاكمة، "لدينا قلوب أسود.. نحن مقاتلون حقيقيون". ويعيد حوالي 500 رجل ومجموعة من النساء، غالبيتهم في الأربعين من العمر، معا حركات ملاكمة تايلاندية تسمى المواي ثاي، تحت أشعة شمس حارقة. وهؤلاء "المتطوعون للدفاع عن الديموقراطية"، مزارعو أرز ذو بشرة سمراء، استبدلوا قمصانهم الكلاسيكية "تي-شيرت" الحمراء بأخرى سوداء للدلالة على الحداد على إثر عدم مصادقة القضاء على نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت في الثاني من فبراير. وقد شاب هذه الانتخابات الإرباك من جانب المعارضة التي تتظاهر منذ 6 أشهر وباتت تحاول إسقاط رئيسة الوزراء بناء على قرار قضائي، وعلى الأرجح في الأسابيع المقبلة. وأكد "كوانشاي" أن 40 ألف متطوع مستعدون للتحول إلى "حراس" للتظاهرات المقبلة. من هنا تأتي هذه التدريبات على الطراز العسكري والتي تتمحور حول الدفاع الذاتي من دون حمل أسلحة. وقال "كوانشاي"، الذي تلقى عدة رصاصات في يناير الماضي أمام منزله في أودون ثاني، في ما بدا هجوما سياسيا "نبني قوانا لنتعلم كيف ندافع عن انفسنا". وأوضح بجدية فائقة وهو جالس على كرسي متحرك يستخدمه للتنقل مع ذراع معوقة "عندما يموت أحد منا يولد ألف من القمصان الحمر". ويقف "كوانشاي" وراء إقامة معسكرات التدريب هذه مع سوبورن اتاوونج، المسؤول الكبير الآخر في حركة "القمصان الحمر" ويعرف باسم "رامبو ايسان". ووعد "القمصان الحمر" بأنهم سيكونون بمئات الآلاف غدا متجمعين طيلة يومين في ضاحية بانكوك في عرض للقوة، سلمي. لكن الوضع قد يخرج عن السيطرة في حال إقالة رئيسة الوزراء التي تتهمها المعارضة بأنها دمية بين يدي شقيقها، ثاكسين شيناواترا، رئيس الوزراء السابق، الذي يعيش في المنفى منذ الانقلاب عليه في 2006. وقال بول تشامبرز، المتخصص الأمريكي في شؤون تايلاند في جامعة شيانج ماي، "ما أن يحرك ثاكسين الحمر، حتى يتمكنوا من التحول إلى إناس يستحيل السيطرة عليهم طالما أن الأحقاد بين الموالين والمناهضين لثاكسين حية". وأسفرت الأزمة حتى الآن عن سقوط 24 قتيلا ومئات الجرحى في إطلاق النار وخصوصا القنابل اليدوية المجهولة المصدر. وأثناء الأزمة السابقة في 2010، عندما كان "القمصان الحمر" في الشارع للاعتراض على المعارضة التي كانت في الحكم آنذاك، أسفر تدخل الجيش إلى مقتل أكثر من 90 قتيلا.