وبدأت الحدوتة

فى الثانى من أبريل عام 1805، كان مولد أديب الأطفال الشهير هانز كريستيان أندرسن، فى أسرة متواضعة الحال، كان والده يعمل صانع أحذية، بينما كانت والدته تعمل فى تنظيف ملابس الأغنياء فى المنازل الكبيرة، وكانت له شقيقة واحدة فقط، توفى والده عام 1816 م وتوفيت والدته عام 1833.
عاش أندرسن فى أسرة فقيرة، فعانى وهو مرهف الإحساس، من الحرمان، لكنه تعلق بالفنون منذ صغره، فأقام فى ركن من الغرفة الوحيدة لأسرته مسرحاً للدمى، وراح يمضى وقته فى محاكاة دماه وتحريكها، متخذاً منها شخصيات لمسرحه الخيالى الصغير، وكان يتابع بشغف عروض مسرحيات شكسبير وغيره من عباقرة المسرح التى كانت تقام على المسرح الملكى فى كوبنهاجن.
كان للحكايات والقصص الشعبية التى تحكيها له والدته، أثر كبير فى صنع عالمه، فاستطاعت بأسلوبها البسيط أن تحرك خيال الطفل الصغير أندرسن، فعاش مع كل قصة وكأنه أحد أبطالها، وانطبعت كوشم جميل فى ذاكرته البريئة، فعشق عالم الحكايات.. توفى أندرسون فى الرابع من أغسطس عام 1875، عن عمر يناهز السبعين عاماً، بعد أن منح العديد من الأطفال السعادة بمجموعة كتبه الضخمة التى قدمها لهم فى شكل سلس جميل حبب القراءة إلى نفوسهم، ولم تكن هذه الكتب للتسلية والحكايات الترفيهية فقط، ولكن كانت تتضمن الحكمة والمعرفة أيضاً، لم يكن طريق الشهرة ممهداً لهذا الفتى الموهوب، بل لاقى الكثير من الصعوبات والعقبات، وحين سئل أندرسن، ذات مرة، عن سيرة حياته، أجاب: «اقرأوا حكاية فرخ البط القبيح». بمناسبة الاحتفال باليوم العالمى لكتاب الطفل، فى الثانى من شهر أبريل، يوم ميلاد الأديب الدنماركى هانس كريستيان أندرسن والذى بدأ الاحتفال به منذ عام 1967، نعيش اليوم أصدقائى مع قصة من روائع أندرسن.