فى الثانى من شهر أبريل عام 1805، وفى إحدى قرى الدنمارك كان ميلاده بأحد الأحياء البسيطة، بمنزل ريفى وسط الطبيعة التى منحته الرقة والتأمل وصفاء الذهن ونقاء الروح، إنه عاشق الأطفال هانز كريستيان أندرسن، كان طفلاً شديد الحساسية يعيش دوماً فى الخيال، مولعاً باللعب بالعرائس التى يصنعها له أبوه شبيهة بعرائس الماريونت التى نشاهدها بمسرح العرائس، وكذلك بتأليف القصص ليقوم بتمثيلها مع أطفال الحى.. عاش أندرسن حياة قاسية صعبة، لكنه كان مثابراً متفائلاً، خاصة بعد رحيل أبيه وهو ما يزال فى الحادية عشرة من عمره، فاقتحم مجالات عديدة، ومارس حرفاً مختلفة وعانى الكثير من المتاعب، لكنه كان يحلم أن يصبح كاتباً شهيراً، لذلك قرر الذهاب للعاصمة كوبنهاجن وهو فى الرابعة عشرة من عمره، ونجح فى الحصول على عمل بالمسرح الملكى، واستطاع بالصبر والإصرار أن يلتحق بجامعة كوبنهاجن، فى عام 1828، وفى عام 1822 نشر هانز كريستيان أندرسن أول كتاب له باسم مستعار هو (ويليام كريستيان والتر) وكأنما أراد أن يرصع اسمه الشخصى باسمى الكاتبين الشهيرين وليام شكسبير ووالتر سكوت، وكأنهما ذراعان تحتضنانه.. كان أندرسن عاشقاً للرحلات، فخلال سبع عشرة سنة متواصلة، زار الدول الإسكندنافية الأخرى وإيطاليا وإسبانيا والبرتغال واليونان، بالإضافة إلى العديد من دول آسيا، وسجل انطباعاته ومشاهداته فى عدد من كتب الرحلات. فى عام 1875 رحل أندرسن، بعد أن أوصى وهو على فراش الموت بأن يكون إيقاع وزمن الموسيقى التى تصاحب جنازته مناسبا لخطوات الأطفال الصغيرة، والذين كان يتوقع أن يكونوا غالب مشيعيه لمثواه الدنيوى الأخير، رحل أندرسن بعد وصلت شهرته ككاتب للأطفال لكل بقاع الدنيا، حتى أن تاريخ ميلاده فى الثانى من أبريل أصبح هو اليوم العالمى لكتاب الطفل، نحتفل به فى مختلف أنحاء العالم كل عام.. واليوم أصدقائى نعيش مع قصة رائعة وروائع هانز كريستيان أندرسن.. أدعوكم للاستمتاع بها وبكل ما كتب من قصص عنكم ولكم.