سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«إندبندنت»: عدم معرفة «كاميرون» بأنشطة الإخوان «غريب».. والمخابرات البريطانية كانت تتواصل معهم الصحيفة: لندن تعاونت مع الجماعة لمحاولة اغتيال «عبدالناصر».. ومحادثات غير رسمية مع حكومة «مرسى» فى منزل السفير
استحوذ قرار رئيس الوزراء البريطانى «ديفيد كاميرون»، أمس الأول، بإجراء تحقيق حول نشاطات جماعة الإخوان فى بريطانيا، بسبب مخاوف من علاقة الجماعة بأنشطة متطرفة وأعمال إرهابية، على جانب كبير من كتابات الصحف البريطانية، وتصريحات المسئولين. صحيفة «إندبندنت» البريطانية اعتبرت، فى تقرير لها مساء أمس الأول أن حديث «كاميرون» عن عدم معرفته الكافية بجماعة الإخوان هو أمر «غريب». وأشارت الصحيفة إلى أن دبلوماسيين ومسئولين استخباراتيين بريطانيين أبقوا على علاقات مع جماعة الإخوان طيلة سنوات وجودها فى المعارضة. وأضافت الصحيفة أن «عدداً من أعضاء حكومة الرئيس المعزول محمد مرسى، أجروا محادثات غير رسمية فى منزل السفير البريطانى لدى القاهرة، كما أنه تم إعداد أوراق بحثية واستخباراتية كثيرة عن مرسى وحكومته وجماعة الإخوان!». وأشارت الصحيفة كذلك إلى أنه كانت هناك محادثات بين بريطانيا وجماعة الإخوان فى فترة العدوان الثلاثى على مصر عام 1956، لمواجهة المخاوف الناتجة من التوجهات القومية للرئيس الراحل «جمال عبدالناصر»، وتأثيرها على قناة السويس، ووقتها طلب رئيس الوزراء البريطانى «أنطونى إيدين» من وزير خارجيته «أنطونى نوتينج» اغتيال عبدالناصر، وعُقدت المحادثات السرية مع الإخوان لتدبير مؤامرة لاغتيال «عبدالناصر». وأشارت شبكة «سكاى نيوز» الإخبارية إلى أن نشاط الجماعة فى المملكة المتحدة أثار قلقاً لدى الكثيرين، مستدلة بالأنباء التى تواردت حول فتح جماعة الإخوان مكتباً لها فى حى «كريكلوود» شمال لندن، ما دفع مجموعة من أنصار الأحزاب اليمينية فى بريطانيا إلى تظاهرة أمامه تطالب بعدم السماح لقيادات الجماعة وأفرادها بالتحرك بحرية. وقال رئيس مجلس الحوار العربى البريطانى «كريس دويل»، فى تصريح ل«سكاى نيوز»، إن «من المهم بالنسبة لبريطانيا أن تتعرف على أنشطة الجماعة بشكل كامل، خاصة بعد استبعادها من الحياة السياسية فى مصر، ما يجعل بعض أعضائها مستعداً للجوء إلى العنف والتطرف». ورأى دويل أن رسم صورة واضحة لأنشطة الجماعة لن يكون سهلاً بالنظر إلى كبر حجمها واتساع أنشطتها وتعدد أفرادها. بينما رأى خبراء أن خطوة الحكومة البريطانية رسالة مهمة، وقال الخبير الأمنى والاستخباراتى البريطانى «جلينمور هارفى» إن «كاميرون يتوجه إلى مصر والسعودية لتأكيد أن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدى إزاء أنشطة الجماعة، كما أنه يحذر أعضاء الجماعة ومؤيديها داخل بريطانيا من أن أى خرق للقانون أو أى أنشطة غير قانونية لن يُسمح لها بأن تنطلق من بريطانيا». ونفت وزارة الخارجية البريطانية، وفق ما ذكرته صحيفة «جارديان» البريطانية، مساء أمس الأول، أن يكون اختيارها للسفير البريطانى السابق فى السعودية «جون جينكينز» للتحقيق فى أنشطة جماعة الإخوان قد جاء تحت ضغوط من الرياض. وأوضحت الخارجية البريطانية أن اختيار السفير «جون جينكينز» تم لأنه الأكثر خبرة ودراية بهذا الملف. ونقلت الصحيفة عن مواطن بريطانى من أصل مصرى يُدعى «محمد غانم»، قدم نفسه على أنه مدير منظمة الخدمات الإعلامية العالمية، وهى تابعة لموقع «إخوان ويب» الإخوانى، قوله إن ما يقال عن الجماعة «هراء، ونحن ننبذ العنف والتشدد فى كل مكان». فيما كشفت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، أمس الأول، عن وجود خلافات فى قلب الحكومة البريطانية، بسبب قرار رئيس الوزراء بالتحقيق فى أنشطة الإخوان فى بريطانيا. وأشارت إلى أن المسئولين فى الحكومة البريطانية، متخوفون من أن التحقيق فى أنشطة الإخوان قد يسفر عن تحول جماعة معتدلة إلى إرهابية، وتساءلوا فى الوقت نفسه عن دور ضغوط دول الخليج فى اتخاذ هذا القرار. ونقلت الصحيفة عن مسئولين حكوميين قولهم إن «وزارة الخارجية البريطانية أعربت عن قلقها من أن التحقيق سوف يحول جماعة معتدلة إلى استخدام العنف».