بعد مقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، بضربة أمريكية في محيط مطار بغداد يوم 3 يناير الجاري، هددت طهران ب"رد قاس" على واشنطن، إلا أنها "أخطأت" فقتلت عشرات المدنيين على متن طائرة أوكرانية. وقتل 176 شخصا معظمهم إيرانيون وكنديون، من بينهم أيضا أوكرانيون وسويديون وبريطانيون وأفغان، كانوا على متن طائرة بوينج التابعة للخطوط الجوية الأوكرانية الدولية. وتحطمت الطائرة بعيد إقلاعها فجر الأربعاء الماضي من مطار الخميني الدولي في طهران، بالتزامن مع إطلاق إيران عددا من الصواريخ على قاعدتين أمريكيتين في العراق، ردا على مقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري قاسم سليماني. وكان سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق أبو مهدي المهندس وعدد من مرافقيهما قد قتلوا في غارة جوية أمريكية بطائرة بدون طيار استهدفتهم لدى خروجهم من مطار بغداد في 3 يناير الجاري، واعتبرت الإدارة الأمريكية أن استهداف الجنرال الإيراني كان عملا "دفاعيا"، فيما هدّدت إيران، في المقابل، ب"انتقام شديد" من المسؤولين عن العملية العسكرية، وسط دعوات من المجتمع الدولي لضبط النفس وتجنب التصعيد، وفقا لما ذكرته قناة"العربية" الإخبارية واليوم، برر الحرس الثوري الإيراني إسقاطه طائرة بوينج 737 التابعة للخطوط الجوية الأوكرانية بصاروخ قصير المدى، ظناً منه أن الطائرة "صاروخ كروز"، إلا أن هذه المبررات لن تطفئ النار المشتعلة في قلوب عائلات الضحايا ال176 الذين قضوا على متن الطائرة التي سقطت بعيد إقلاعها من طهران فجر الأربعاء الماضي في طريقها إلى كييف، عقب إطلاق الحرس الثوري الإيراني صواريخ نحو قاعدتين عسكريتين في العراق. ومن بين ضحايا الطائرة المنكوبة طلاب في جامعات أوتاوا وتورونتو ويورك وأساتذة في جامعة ألبرتا، وأم مع طفلتها البالغة من العمر 9 سنوات، وطلاب في كليتي جورج براون ولانجارا، وبعض الركاب الذين كانوا يزورون طهران لحضور زفاف أقربائهم وأصدقائهم، وعائلات، إضافة إلى أزواج عقدوا قرانهم مؤخراً في طهران وغيرهم من الضحايا الذين طالتهم هذه المأساة، وفق المواقع الكندية، وفقا لما ذكرته قناة"العربية" الإخبارية. وفي وقت سابق، أعلن وزير الخارجية الكندي، فرانسوا-فيليب شامبين، أن أوتاوا تعتقد الآن أن 57 كندياً لقوا حتفهم في تحطم الطائرة بعد أن أُعلن في بادئ الأمر أن 63 كندياً لقوا حتفهم في الحادث، قائلاً إنه يجري تشكيل قوة عمل طارئة لمساعدة أسر الضحايا.