استعدت محافظة البحر الأحمر للاحتفال بعيد الميلاد، وشددت الإجراءات الأمنية في محيط الكنائس وكثفت الدوريات الأمنية، وانتشرت الأكمنة الثابتة والمتحركة لتأمين الاحتفالات، وتزينت الكنائس لاستقبال الزائرين للاحتفال بأعياد الميلاد. وتمتلك محافظة البحر الأحمر أقدم الكنائس والأديرة التي تعود إلى العصور البيزنيطية وعلى رأسها دير الأنبا بولا، الذي تأسس في القرن الرابع الميلادي بواسطة تلاميذ الأنبا "أنطونيوس"، وتم تشييده على هضبة مرتفعة، بطريق الزعفرانة برأس غارب شمال محافظة البحر الأحمر، حيث يبدأ طريق الدير بعد مسافة 25 كيلومتر جنوب قرية الزعفرانة متفرعا من الطريق الرئيسي "الزعفرانة - غارب" بامتداد 12.5 كيلومتر غربا داخل الصحراء الشرقية. وقال بشار أبوطالب، نقيب المرشدين السياحيين في البحر الأحمر، إن الدير يضم ثلاث كنائس: الأولى كنيسة القديس "مرقوريوس"، والثانية كنيسة "الملاك ميخائيل"، ثم كنيسة القديس "بولا"، وهى مشيدة فوق المغارة التي عاش فيها القديس "بولا"، والثلاث كنائس أثرية وأقدمهم كنيسة القديس بولا الأثرية. وأضاف أبو طالب ل"الوطن"، أن "الدير يحوي عين ماء والتي هي أصل الحياة، ويضم قلالي للرهبان القديمة والحديثة، وهى عبارة عن صوامع للسكن والعبادة ومطحنتا الغلال الأثريتان والمائدة الأثرية القديمة والحديثة، والمعصرة". وأشار إلى أن تلك الأدوات من أهم العناصر التى توفر للرهبان مؤنهم. وبالدير بعض المناخس المعدة للمراقبة في أركان الدير، السراديب، السقاطات، ومائدة أثرية، وبعض الطواحين، المعاصر، آبار المياه، ثم مكتبة كبيرة بها كثير من الرسوم والمخطوطات والأعمال الفنية. وقال الأنبا دانيال أسقف ورئيس دير الأنبا بولا بالبحر الأحمر، في تصريحات صحفية، إننا "جميعا شركاء وطن واحد تجمعنا رسالة الأديان السماوية التي تدعو إلى الإيمان والسلام والمحبه لنظل قلبا وصفا واحدا درعا لكل من تسول له نفسه المساس بأمن مصرنا الحبيبة".