من هو؟، هو شاب هادئ، ملتزم، معتدل الفكر، صائب الرأي، حسن الرؤية، ينأي بنفسه عن الفساد والشر، ويعصم نفسه منهما، ولا يندفع وراء –بعض- أهواء الشباب الفارغة والهاوية، والتي أدت إلي انحدار أجيال سابقة، وما زالت تؤدي إلي انحدار أجيال حالية، وستستمر في عملها الخبيث مستقبلا إن لم تجد من يقومها، ومن يحجمها، ومن ينأي بنفسه عنها. ربما يندفع الكثير من الشباب وراء أهواء تافهة لأسباب كثيرة؛ ربما بسبب الفراغ، أو لأن الأغلبية هكذا، أو لأنهم يرون السعادة فيها، وان الوقت لا يضيع دونها، أو يري البعض أن حرية الرجل لا تكمن سوي في هذه الافعال، ولا يدركون أن حرية الرجل ومكانته تكمن في إرادته وانفراده بشخصيته وعدم اندفاعه وراء أفعال الغير، وانعزاله بنفسه عما يضر بحاضره وبمستقبله. ولعل الكثير من هؤلاء المندفعين المتهورين يتمتعون بالشخصية والذكاء وثقة النفس التي تجعل منهم مؤهلين لكل فعل رزين، وحكيم وسليم. ربما تتساءل الأن: أين نجد شابا مخالفا لطباع جيله، كابحا جماح سنه، معتدلا في فكره، واثقا من صحة اختلافه عن غيره، ولكني اطمئنك إلي أن هذا الشاب موجود، قريب، ليس ببعيد أو مستحيل الايجاد. ربما هو ابنك لكن اذا قومته واقتربت من نفسه المتمردة ووجهتها إلي الطريق الصحيح، ربما هو صديقك الذي يريد الرجوع إلي صوابه ولا يعي الطريق، وربما هي ابنتك التي تحتاج منك ان تحتضنها وتفهمها ولا تلقي اللوم عليها دائما لأنها بنت. فهذا الشاب بكل ما يتمتع به من صفات نادرة، يقع علي عاتقه مسئولية كبيرة.. مسئولية ثباته متمسكا باخلاقه كجبلا راسخا.. مسئولية –محاولة- اصلاح من فسدت أخلاقهم.. مسئولية بقائه متحليا بصفاته كشابا هادئا متزنا وصابرا. عزيزي القارئ لا أتكلم عن دون سابق معرفة بوجود هذه النوعية من الشباب المحترمين، ولا أتهم الكثير من الشباب جزافا باندفاعهم وراء رغباتهم الهاوية، فلقد قابلت هذا وذاك ولكن هل يبقي هذا الشاب محمد الخلق ومحترم النفس؟! وهل يتغير هذا الشاب المندفع الهوي ويرسم لنا الامل؟!.