إيران: الانتقام من غارات واشنطن على "الحشد" حق طبيعي للعراق

اعتبر الحرس الثوري الإيراني القصف الأمريكي على مواقع "الحشد الشعبي" العراقي هجوما "إرهابيا"، مشددا على أن الرد عليه والانتقام منه حق طبيعي للقوات العراقية، ودان الحرس الثوري الإيراني، في بيان، اليوم، بشدة الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة على مواقع "كتائب حزب الله" التابعة ل "الحشد الشعبي"، أمس الأحد، واصفا إياها ب "العدوان الإرهابي".
"الحرس الثوري": العملية ستضر المصالح الإسرائيلية
وشدد "الحرس الثوري"، أن الانتقام من هذه الهجمات والرد عليها "حق طبيعي للقوات العراقية والشعب العراقي"، مضيفا: "عدوان الإرهابيين الأمريكيين المعتدين انتهاك للسيادة الوطنية للعراق ودليل على أن أمريكا هي العامل الأساسي لزعزعة الأمن ونشر الفوضى وتعزيز التوتر في المنطقة"، واعتبر أن "إخراج القوات الأمريكية الإرهابية المحتلة من العراق هو الضامن لتعزيز أمنه واستقراره"، مؤكدا: "الشعب العراقي الحكيم والحشد الشعبي البطل، وبناء على القوانين والأعراف الدولية، يحتفظان بحقهما في الرد والانتقام على الهجمات الأمريكية"، وفقا لما ذكرته قناة "روسيا اليوم" الإخبارية الروسية.
وأشار الحرس الثوري الإيراني، إلى أن هذه العملية ستضر المصالح الإسرائيلية، قائلا: "على الكيان الصهيوني ألا يفرح من هجمات الشيطان الأكبر والقوات الأمريكية الإرهابية في العراق لأن ذلك سيوسع دائرة غضب الأمة الإسلامية من إسرائيل".
وشنّت القوات الأمريكية سلسلة غارات أمس الأحد على 5 أهداف لكتائب حزب الله العراقي المنضوية تحت لواء "الحشد الشعبي" عند الحدود العراقية السورية، ما أسفر عن مقتل 25 مقاتلا على الأقل، وإصابة 51 آخرين بجروح، وجاءت الغارات بعد يومين على هجوم صاروخي استهدف قاعدة عسكرية في كركوك، المنطقة النفطية الواقعة شمال بغداد، تسبب بمقتل متعاقد مدني أمريكي وإصابة عسكريين أمريكيين ومواطنين عراقيين بجروح. وتوجد في القاعدة قوات تابعة للتحالف الدولي بقيادة أمريكية.
بدوره، أكد "الحشد الشعبي" أن الهجوم استهدف قيادة قاطع عمليات الجزيرة في محافظة الأنبار وموقع اللواءين 45 و46، وأسفر عن مقتل 25 من عناصره وإصابة 51 آخرين.
"طهران": غارات الولايات المتحدة في العراق تظهر "دعمها للإرهاب"
وكانت إيران اعتبرت في وقت سابق اليوم، أن الولايات المتحدة أظهرت أنها "تدعم الإرهاب" بشنها ضربات جوية في العراق، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية عباس موسوي إن "هذه الهجمات أثبتت مرة أخرى زيف مزاعم الولايات المتحدة بمقاتلة داعش، حيث أن الولايات المتحدة استهدفت مواقع قوات كانت توجه ضربات مدمرة لإرهابيي داعش على مر السنوات الماضية".
ورأى موسوي، أن "الولايات المتحدة كشفت بهذه الهجمات دعمها القوي للإرهاب، متجاهلة استقلال وسيادة الدول، ويجب أن تتحمل عواقب عملها غير القانوني"، معتبرا أن وجود القوات الأجنبية في المنطقة هو سبب انعدام الأمن والتوتر فيها، مؤكداً أن "على الولايات المتحدة أن تنهي وجودها المحتل في المنطقة"، وفقا لما ذكرته وكالة الانباء الفرنسية "فرانس برس".
وتصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي مع طهران العام الماضي وإعادتها فرض عقوبات مشددة على إيران.
من جانبه، دان المرجع الديني الأعلى في العراق، علي السيستاني، الضربات الأمريكية، معتبرا أنه خرق لسيادة البلاد والسلطات العراقية هي الجهة الوحيدة المعنية بالتعامل معه، ونشر الموقع الرسمي للسيستاني، اليوم، بيانا صحفيا قال فيه إن "المرجعية الدينية العليا إذ تدين هذا الاعتداء الآثم الذي استهدف جمعا من المقاتلين المنضوين في القوات العراقية الرسمية، فإنها تشدد على ضرورة احترام السيادة العراقية وعدم خرقها بذريعة الرد على ممارسات غير قانونية تقوم بها بعض الأطراف".
وأضاف السيستاني، أن "السلطات الرسمية العراقية هي وحدها المعنية بالتعامل مع تلك الممارسات واتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنعها، وهي مدعوة إلى ذلك وللعمل على عدم جعل العراق ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية وتدخل الآخرين في شؤونه الداخلية"، وفقا لما ذكرته "روسيا اليوم".
واستنكر رئيس مجلس النواب العراقي، محمد الحلبوسي، الغارات الجوية التي شنتها القوات الأمريكية على قوات من الحشد الشعبي، والتي أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى، معتبرًا هذا الاستهداف انتهاكا لسيادة العراق، وقال، في بيان أوردته قناة "السومرية" الإخبارية العراقية، "في الوقت الذي نطالب الجميع بضبط النفس؛ نجدد دعوتنا بأن تكون جميع القوات تحت إمرة القائد العام للقوات المسلحة".
وأكد الحلبوسي، ضرورة الالتزام بتوفير الحماية للبعثات الدبلوماسية وقوات التحالف الدولي التي تتواجد على الأراضي العراقية بطلب وموافقة من الحكومة، وأن تتوحد الجهود لإكمال الحرب ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، وفقا لما ذكرته وكالة انباء "الشرق الاوسط".
ودعا النائب الأول لرئيس البرلمان العراقي حسن الكعبي، المدعوم من تحالف "سائرون" البرلماني الذي يحظى برعاية زعيم "التيار الصدري"، مقتدى الصدر، الحكومة إلى إتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة الهجمات الأمريكية، الامر الذي طالبت به ايضا "منظمة بدر"، احد أبرز الفصائل المسلحة الموالية لإيران، كما ندد العديد من النواب بالإتفاق العراقي-الامريكي الذي يسمح بوجود قوات أمريكية في البلاد.
وأكد عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية العراقية بدر الزيادي، اليوم، على ضرورة اتخاذ موقف موحد تجاه الخروقات الأمريكية على الأراضي العراقية؛ وذلك عقب تعرض مقر تابع لقوات الحشد الشعبي لضربات أمريكية، مشددا - في تصريح لقناة "السومرية" العراقية - على ضرورة توحيد الموقف وترك كافة الخلافات بوجهات النظر على القضايا السياسية والقانونية جانبًا والخروج بموقف وطني قوي خلال جلسة البرلمان المقرر انعقادها في وقت لاحق اليوم تجاه الخروقات الأمريكية المستمرة على الأراضي العراقية.
واستنكر الزيادي، الاعتداء على مقر قوات الحشد الشعبي، واصفًا إياه بأنه يعد انتهاكًا صارخًا لسيادة البلاد، وقال عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية: "إن العراق دولة ذات سيادة وأي تجاوز على سيادته بحاجة إلى رد رسمي حكومي وبرلماني وشعبي لرفض أية خروقات من أي طرف". ويأتي هذا في الوقت الذي من المقرر فيه أن يعقد مجلس النواب العراقي، جلسته الاعتيادية ال27 لمناقشة عدد من القوانين.وكانت خلية الإعلام الأمني قد أعلنت مساء أمس، الأحد، تعرض مقر اللواء 45 بالحشد ‏الشعبي إلى 3 ضربات جوية أمريكية، أسفرت عن سقوط 19 شخصًا بينهم معاون آمر اللواء و35 جريحًا.وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن قواتها الجوية نفذت غارات دفاعية على 5 أهداف تابعة لهذه الجماعة المسلحة في أراضي العراق وسوريا؛ ردًا على الهجمات التي سبق أن استهدفت القواعد الأمريكية في العراق.
سجّل 11 هجوما على قواعد عسكرية عراقية منذ 28 اكتوبر الماضي
وكانت خلية الإعلام الأمني، أعلنت أمس الأحد، عن تعرض مقر اللواء 45 بالحشد ‏الشعبي إلى ثلاث ضربات جوية أمريكية، أسفرت عن مقتل مقاتلين بينهم معاون قائد اللواء، وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن قواتها الجوية نفذت غارات على 5 أهداف تابعة لهذه الجماعة المسلحة في أراضي كل من العراق وسوريا ردا على الهجمات التي سبق أن استهدفت القواعد الأمريكية في العراق، فيما أكد "الحشد الشعبي" بالعراق تعرض مواقع تابعة له في محافظة الأنبار لهجمات من قبل طائرات مسيرة أمريكية
"المالكي": الهجوم يعد انتهاكا لسيادة العراق
بدوره، أعلن ائتلاف دولة القانون العراقي، اليوم، رفضه استخدام الأراضي العراقية ساحة لتصفية الحسابات، داعيا الولايات المتحدة إلى احترام العراق، وقال رئيس ائتلاف دولة القانون، نوري المالكي، في بيان، أوردته قناة "السومرية" الإخبارية العراقية، "إن الهجوم السافر على مقاتلي اللواء 45 التابع للحشد الشعبي جراء عدوان غير مبرر من قبل الولايات المتحدة الأمريكية في مدينة القائم مساء أمس".
وأضاف المالكي، أن الهجوم يعد انتهاكا لسيادة العراق واستهدافا لقوة عراقية منضوية ضمن القوات المسلحة والذي جاء متزامنا مع بدء المرحلة الثامنة من عمليات إرادة النصر لملاحقة عناصر تنظيم داعش الإرهابي، وطالب الائتلاف الحكومة العراقية "باتخاذ التدابير اللازمة لحماية الأراضي العراقية من أي اعتداء خارجي والحفاظ على سيادة وأمن العراق".
وتأتي الغارات الأمريكية بعد شهرين من تسجيل تصاعد غير مسبوق في الهجمات الصاروخية ضد مصالح أمريكية في العراق الذي يشهد حركة احتجاج ضد السلطة وحليفتها إيران. ومنذ 28 اكتوبر الماضي، سجّل 11 هجوما على قواعد عسكرية عراقية تضم جنودا أو دبلوماسيين أمريكيين، وصولا الى استهداف السفارة الأمريكية الواقعة في المنطقة الخضراء المحصنة أمنيا في بغداد.
من جانبه، ندد المتحدث باسم رئيس حكومة تصريف الأعمال في العراق عادل عبدالمهدي، وهو القائد العام للقوات المسلحة، ب"انتهاك السيادة العراقية".
عصائب "أهل الحق": الوجود العسكري الأمريكي صار عبئاً على الدولة العراقية
ورأت جماعة عصائب أهل الحق التي جرى الإعلان في المدة الأخيرة عن عقوبات أمريكية بحق قياديين فيها، أنّ "الوجود العسكري الأمريكي صار عبئاً على الدولة العراقية بل صار مصدراً لتهديد واعتداء على قواتنا المسلحة"، مضيفة في بيان "أصبح لزاماً علينا جميعاً التصدي لإخراجه بكل الطرق المشروعة".
بدوره، دان حزب الله اللبناني، اليوم، بشدة الغارات، معتبراً أنه "اعتداء سافر على سيادة العراق وأمنه"، وأعرب حزب الله اللبناني في بيان عن استنكاره لما وصفه ب"عدوان أمريكي وحشي وغادر"، معتبراً أنه "اعتداء سافر على سيادة العراق وأمنه واستقراره وعلى الشعب العراقي".
وأشار "حزب الله" اللبناني، إلى أن الهجوم يؤكد أن واشنطن تريد "ضرب عناصر القوة الكامنة في الشعب العراقي والقادرة على مواجهة داعش وقوى التطرف والإجرام الذين دعمتهم الإدارة الأمريكية على أكثر من صعيد"، وفقا لما ذكرته وكالة الانباء الفرنسية "فرانس برس".
من جانبه، نفى المتحدث الصحفي باسم الرئاسة الروسية "الكرملين" دميتري بيسكوف، اليوم، أن تكون الولايات المتحدة قد أبلغت بلاده بقصف مواقع"حزب الله" العراقي في العراق وسوريا، وقال، في تصريح صحفي، ردا على سؤال بشأن ما إذا كانت واشنطن قد أبلغت موسكو بهذا القصف: "لا، لم يتم إخبارنا بقصف مواقع حزب الله في العراق وسوريا".
تأييد بحريني للقصف الأمريكي على منشآت كتائب "حزب الله" في العراق وسوريا
وفي سياق متصل، أعربت مملكة البحرين، اليوم، عن تأييدها للقصف الذي شنته الولايات المتحدة الأمريكية والذي استهدف منشآت كتائب "حزب الله" في كل من العراق وسوريا، ردًا على الأعمال الإجرامية المتكررة التي تقوم بها هذه الكتائب الإرهابية، وقالت وكالة الأنباء البحرينية الرسمية "بنا"، إن مملكة البحرين تشيد بالدور الاستراتيجي المهم الذي تقوم به الولايات المتحدة في التصدي للجماعات الإرهابية في المنطقة، وتجدد موقفها الداعم لكل الجهود والخطوات التي تتخذها من أجل ضمان الأمن والسلم على الصعيدين الإقليمي والدولي، وفقا لما ذكرته وكالة انباء "الشرق الاوسط".