سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فى مشرحة «هليوبوليس».. أهالى الشهداء يعرضون أدلة إدانة الإخوان فيديو يظهر 4 ملثمين نزلوا من سيارة «رينو» فى مسيرة الإخوان ثم أطلقوا النار من أسلحة آلية.. وصديقة «ميادة»: ظهرنا كان لقوات الأمن والرصاصة أصابت رأسها من الخلف
تحت لافتة «مكتب تسليم جثث الموتى» فى الساحة الخلفية لمستشفى هليوبوليس، تجمع عدد من أسر ثلاثة قتلى فى اشتباكات أحداث عين شمس، التى جرت أحداثها أمس الأول الجمعة، فيما امتزجت رائحة الموت مع الدموع الهاربة من عيون الأمهات الثكالى، والجميع ينتظر كالعادة خروج النعوش فى مواكب حزينة اعتادت مصر عليها منذ وقت بعيد. فى نهاية الممر المظلم كان والد الشهيدة ميادة أشرف يقف بدوره منتظراً خروج جثمان ابنته لينقلها إلى مثواها الأخير، وسط مشاعر بالغة الحزن والغضب والذهول على الذين سقطوا عبثاً، والسؤال كما هو لم يغادرالعيون والشفاه: من التالى؟ قالت الدكتورة إيناس مكاوى، مدير عام مستشفى هليوبوليس، إن مشرحة المستشفى استقبلت ثلاثة قتلى من بينهم ميادة التى توفيت بطلق حى بالرأس من الخلف، فيما قُتل الثانى برصاصة فى الرأس والثالث بطلق حى فى الصدر، بينما بلغت أعداد المصابين 13 مصاباً، بطلقات نارية حية وخرطوش فى أنحاء متفرقة فى الجسد بالفخذين والذراعين والظهر. وسط جحيم الانتظار حضر اللواء أسامة الصغير، مدير أمن القاهرة إلى المستشفى، لتفقد أحوال المستشفى والمصابين وتقديم التعازى لأسر القتلى، لكن الاستقبال الفاتر من بعض الموجودين فى محيط المشرحة من أهالى القتلى والصحفيين أجبره على الانصراف سريعاً. حيث اتهم بعض الحضور قوات الأمن بإطلاق الرصاص عشوائياً مما تسبب فى مقتل الثلاثة. وفجأة استعرض شاب من أهالى الضحايا مقطع فيديو تظهر فيه سيارة ملاكى ماركة «رينو» كانت تسير ضمن مسيرة أنصار جماعة الإخوان اندفع منها 4 ملثمين بأسلحة آلية، أشهروها ناحية قوات الأمن التى كانت تتمركز عند الطرف البعيد من شارع أحمد عصمت، وصاح الشاب الذى استعرض الفيديو «أهو الإخوان هما اللى ضربوا النار وموتوا الناس». وجرت محاولات من «الوطن» للحصول على مقطع الفيديو من صاحبه، لكن بعض أقربائه رفضوا ذلك وقال أحدهم «ولا ليه أى لزمة.. يعنى لو اتعرض الفيديو هيجيب حق أخو مراتى اللى اتقتل كان حق اللى قبله جه؟». فيما اتهم زوج شقيقة القتيل عطية أشرف، أنصار جماعة الإخوان بقتله بشكل عشوائى فى شارع أحمد عصمت بعين شمس، بالقرب من ميدان الألف مسكن، فيما رفض أقارب القتيل نشر مقطع الفيديو الذى التقطه أحدهم أثناء وجوده فى موقع الاشتباكات، فيما دخل بعضهم فى وصلة سباب ضد جماعة الإخوان وقال أحدهم «الإخوان ولاد ال... هيخلونا لو شفنا أى سنى فى الشارع هنولع فى دقنه». وامتنعت أسر قتلى أحداث يوم الجمعة فى عين شمس عن الإدلاء بأى أحاديث صحفية أثناء وجودهم فى انتظار تقرير الطبيب الشرعى واستلام جثث ذويهم، فيما اشتبك بعض الأهالى مع عدد من مصورى التليفزيون لاعتراضهم على التقاط صور أو تسجيل مقاطع فيديو لهم فى انتظار استلام الجثث. وقالت نجلاء سليمان، إحدى صديقات الشهيدة «ميادة» فى كلية الإعلام جامعة القاهرة، إن الفقيدة كانت من الطالبات المغتربات عاشت فى المدينة الجامعية طوال فترة دراستها فى الكلية، وفى السنة الأخيرة عملت مع بعض زميلاتها مشروع تخرج عبارة عن مجلة اسمها «بولوتيكا»، كانت مجلة للأطفال تقدم لهم معلومات فى السياسة لتزيد من وعيهم السياسى، وحصلت المجلة على المركز الأول على مستوى مشاريع التخرج فى قسم الصحافة دفعة 2013. وبدا فى محيط المستشفى عدد من أعضاء نقابة الصحفيين من بينهم نقيب الصحفيين ضياء رشوان، وخالد البلشى، وحنان فكرى. وأبدى عدد من زملاء ميادة اعتراضهم على موقف النقابة من حديثى التخرج من كليات الإعلام، فيما طلب «رشوان» ممن شهد منهم واقعة قتلها الإدلاء بأقواله فى تحقيقات النيابة وبحضور محامى النقابة. وتقدمت الصحفية أحلام حسانين، زميلة ميادة أشرف التى كانت برفقتها فى موقع الحدث حيث لقيت مصرعها، للشهادة فى تحقيقات النيابة، وقالت أحلام إن «ميادة كانت موجودة معايا وقت ما استشهدت، وكنا فى ناحية مسيرة الإخوان، ووقت ما بدأ الضرب كان ضهرنا للشرطة وميادة أخدت الرصاصة فى راسها من ورا». وقال عمرو عبدالرحمن، أحد أصدقاء ميادة، إن «رواتب زملائها فى جريدة الدستور 300 جنيه لكن بسبب إنها من أقدم الصحفيين فى قسم الميدانى كانت تتقاضى 700 جنيه فقط» وتابع عبدالرحمن قائلاً إن «ميادة طلبت هى وزميلاتها من الجريدة خوذات لحمايتهن أثناء تغطية الاشتباكات من الخرطوش والغاز إلا أنها رفضت لأن سعر الخوذة يصل إلى 500 جنيه وميزانية الجريدة لا تسمح». وفى تمام العاشرة تلقى نقيب الصحفيين ضياء رشوان، الذى ظل منتظراً حتى استلام جثة ميادة، مكالمة هاتفية من رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، الذى طلب مهاتفة أسر المتوفين لتقديم التعازى. وبعد دقائق حضر ممثلو النيابة العامة الذين عاينوا جثث القتلى وانصرفوا فى غضون دقائق قليلة، فيما انتدبت مصلحة الطب الشرعى طبيباً من مشرحة زينهم حضر بحلول منتصف الليل لإجراء تشريح مبدئى فى مواضع الرصاصات، لإعداد تقارير رسمية يذكر فيها أنواع الأعيرة التى تسببت فى الوفاة وعمقها واتجاهات اختراقها للجسم. وأصدر الطبيب الشرعى تقريره بشأن ميادة وجاء فيه أن الوفاة حدثت بسبب رصاصة اخترقت الرأس من الخلف ولم تستقر فى جسدها، وتسببت فى تهتك فى عظام الفك وإحدى الغدد.