لم يكن اسم محمود كارم هو الاسم المتوقع ليشغل منصب المنسق العام لحملة المشير عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع السابق للانتخابات الرئاسية، فسفير مصر السابق لدى الاتحاد الأوروبى ليس وجهاً مألوفاً اعتاد عليه الإعلام، ما يسلط الضوء عليه فى واحدة من أدق الفترات فى تاريخ مصر، خاصة مع تردد الأقاويل بأن الدبلوماسى البارز عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية السابق هو من رشح «كارم» لتولى المنصب، ربما لينأى بنفسه عن المنصب فى ظل الظروف التى تمر بها البلاد، أو ربما لكونه وجهاً غير مقبول لدى الكثيرين. يتمتع «كارم» -بحكم عمله الدبلوماسى الطويل- بعلاقات دولية واسعة تدعم ترشيحه لتولى منصب منسق حملة «السيسى»، وهو ما قد يكون إشارة على استحياء بأن الحملة لن تركز على مخاطبة الداخل فقط، ولكنها ستحرص على تقديم صورة أخرى للأحداث فى مصر بعيداً عن اللغط والمغالطات التى تتناول الأوضاع فى مصر فى عيون المجتمع الدولى. كونه اسماً غير متوقع ليس العقبة الوحيدة أمام «كارم» لتولى المنصب، فالدبلوماسى نجل الفنان الشهير كارم محمود تربطه علاقة قرابة بالسفير إيهاب فهمى المتحدث السابق باسم رئاسة الجمهورية فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى، وهو ما يثير تكهنات بعلاقته ب«الإخوان» واندماجه معهم فى الحكم بشكل أو بآخر، إلا أن المؤيدين له يحتسبون له خطوة استقالته من منصب الأمين العام للمجلس القومى لحقوق الإنسان احتجاجاً على بنود الإعلان الدستورى الذى أصدره «مرسى» لتحصين قراراته، ويرونها خطوة تقطع الشك تماماً فيما يتعلق بادعاءات علاقته بالإخوان. يرى بعض مؤيدى توليه منصب المنسق العام لحملة «السيسى» أيضاً أن دوره فى أعقاب ثورة 30 يونيو يدحض ادعاءات علاقته بالإخوان، فهم يؤكدون أنه تولى مهمة نقل الصورة الحقيقية لما يجرى فى مصر إلى العالم، حيث ترأس وفد المجلس القومى لحقوق الإنسان إلى المنظمات الدولية، والتقى ممثلى وفود ودبلوماسيى ما يزيد على 40 دولة لتوضيح الحقائق لهم. تعامله المستمر مع الاتحاد الأوروبى فتح أمامه المجال للتركيز على أهم وأخطر الملفات التى تشغل الرأى العام العالمى، خاصة ملف الأمان النووى ونزع السلاح، ولكن يظل كل ما سبق من حياته المهنية فى كفة، تقابل كفة أخرى تحمل بداية مشوار جديد فى مهمة لها عثراتها، وتحتاج إلى «دبلوماسى» يعى جيداً كيف يقود حملة شخصية بصفات «السيسى».