12 موعداً «مضروباً» لاستقالة «السيسى» وترشحه للرئاسة

خبر ترشح المشير مادة يومية وثابتة فى كل الصحف ووسائل الإعلام منذ إعلان نتيجة الاستفتاء.. و912 ألف خبر خاطئ عن موعد الترشح على موقع «جوجل»

عام إلا بضعة أشهر، مل فيها الرجل سماع العبارة «السيسى رئيساً للجمهورية»، من فرط تكرارها بصيغ مختلفة، تارة «السيسى ينوى الترشح»، وأخرى «السيسى لن يترشح إلا إذا فوضه المصريون وخرجوا إلى الشوارع لترشيحه»، وثالثة «السيسى سيستقيل»، ورابعة «السيسى سيترشح».
محمود عبدالبر، الرجل الذى أقعده المعاش على المقهى، وسط غيره من الحالمين بقدوم السيسى ليغير ما يمكن تغييره، يستمع يومياً إلى أحاديث الساسة، وتوقعات المصريين، والمصادر التى لا تخلو منها صحيفة أو برنامج مرئى أو مسموع عن قرب ترشح السيسى، هال الرجل السبعينى كم الأخبار المتناقضة وال12 موعداً التى أعلنتها الصحف والمصادر المطلعة لترشح الرجل، وهاله أيضاً أن كلها خاطئة دون أن تعتذر هذه الصحف عن خطئها، أو يخرج المشير -منذ أن كان فريقاً- ليكذب أو يرد عنه شائعات الترشح قبل أوانها.
برز الحديث عن السيسى مرشحاً رئاسياً مبكراً، تحديداً فى أعقاب ثورة 30 يونيو، ومع تأسيس أول حركة داعية لترشح الفريق باسم «كمل جميلك»، والتى انطلقت رسمياً فى 30 يوليو، وهو ما استقبله الفريق بأن «الحديث سابق لأوانه»، وفى أحيان أخرى ب«نفى تفكيره فى الرئاسة حالياً»، ليظل الأمر حتى نهاية 2013 مجرد أمنيات لدى مواطنين اعتبروا السيسى هو منقذهم من حكم الإخوان.
حمل مطلع 2014 الخبر، بأن تأكدت فى أول يناير نية المشير الترشح للرئاسة، راهناً موقفه النهائى بتوافد المصريين على لجان الاستفتاء وخروج نتيجته ب«نعم» وبنسب عالية، حدث هذا بالفعل، وأصبح خبر «استقالة السيسى أو ترشحه للرئاسة» مادة يومية لا تخلو منها صحيفة أو برنامج تليفزيونى أو إذاعى.
يطالع الموظف السابق بشركة «المقاولون العرب» الصحف والمواقع يومياً، قرر أن يحصى عدد الأخبار التى يطالعها عن السيسى، كتب «السيسى يستقيل من منصبه» على محرك البحث «جوجل» فوصل إلى 912 ألف نتيجة، منوعة بين توقعات وأخبار منسوبة إلى مصادر، وتكهنات من صحفيين مبنية على الخطوات القانونية التى تتخذها اللجنة العليا للانتخابات، سواء بإقرار التعديلات على قانونها، أو إغلاق قاعدة البيانات وفتح باب الترشح للرئاسة، والمنتظر حدوثهما الأحد المقبل، يقول «عبدالبر»: «الاستقالة هى الفعل المنتظر من السيسى الآن، عرفنا أنه هيترشح، وقالها أكتر من مرة بشكل غير مباشر، والخبر الأهم بالنسبة لنا دلوقتى، هو امتى بقى يستقيل؟».
«نص الصحيفة هيبقى اعتذارات، لو قررت الاعتذار عن أى خبر خطأ أو موعد مضروب لترشيح السيسى»، بحسب د.ياسر عبدالعزيز الخبير الإعلامى، يرجع «عبدالعزيز» الأمر لحالة عامة يعانيها الإعلام المصرى منذ سنوات بسبب تراجع الالتزام بقيم الدقة، والإسهاب فى نشر الأخبار مجهلة المصدر، فضلاً عن الإشكالية التى سببها الطبيعة الخاصة للسيسى حال ترشحه، وعدم وجود مصدر يتحدث بشفافية.
لا يجد «عبدالعزيز» مجالاً للاعتذار: «الثقافة دى غير متجذرة فى الصحف المصرية، فى الصحف الأجنبية فيه أشخاص مهمتهم رصد أخطاء الصحيفة حتى يتسنى لهم الاعتذار عنها».
تصريحان متزامنان، أحدهما للواء سامح سيف اليزل والآخر للسياسى البارز عمرو موسى، أكدا فيهما أن استقالة السيسى من منصبه كوزير دفاع ستحل الأربعاء 26 مارس، قبل إغلاق باب القيد فى اللجان الانتخابية وفتح باب الترشح فى 30 مارس الحالى، سبقهما تصريح للكاتب الصحفى مصطفى بكرى أكد فيه عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر» أن الاستقالة الثلاثاء والترشح الأربعاء، لتنضم التأكيدات الأخيرة إلى قائمة طويلة من المواعيد السابقة عليها التى انتظر المصريون أن يعلن فيها السيسى ترشحه.
7 و11 و18 و22 و30 يناير، و15 و19 و25 فبراير، و5 و11 و15 و25 مارس.. أيام حملت فيها صحف وبرامج مصر أنباء مؤكدة عن ترشح السيسى أو استقالته، فى «الوطن» و«المصرى اليوم» و«الشروق» و«التحرير» و«اليوم السابع» وغيرها، لدرجة أن صيغة الخبر واحدة وتتكرر باختلاف الزمن، وهو ما حدث فى صحيفة نشرت خبراً بعنوان «مصدر أمنى: السيسى يقدم استقالته للببلاوى الأربعاء المقبل»، وذلك يوم 24 فبراير الماضى، وأعادت الخبر بالعنوان ذاته مع تحديث اسم رئيس الوزراء بعدها بشهر فى 25 مارس الحالى، وصحيفة أخرى كان مانشيتها فى طبعتها الأولى يوم الاثنين 7 مارس «السيسى يستقيل خلال 48 ساعة»، وتم تعديل المانشيت فى الطبعة الثانية إلى «السيسى يستقيل مطلع الأسبوع المقبل».
«يطعن فى مصداقية الإعلام اللى بيستعجل فى الإعلان دون أن يتأكد من التصريحات».. قالها د.يسرى عبدالمحسن، أستاذ الطب النفسى، مؤكداً أن ما تنشره الصحف اجتهاد إعلامى غير مبنى على أساس، نافياً أن ينقص هذا من مصداقية السيسى لأن رصيده الشعبى قوى جداً.
«عبدالمحسن» أكد أن المواطن من فرط تعلقه بالسيسى يصاب بخيبة أمل مؤقتة مع كل موعد خاطئ للترشح، والشعب المصرى صبور وحمول، لديه قدرة على الانتظار وحين يتعلق بشخص ما يغفر له كل الأخطاء.