تمثل ماريا كورينا متشادو النائبة المهددة بالسجن وليوبولدو لوبيز المعتقل من فبراير، أبرز وجهين في الجناح الراديكالي للمعارضة الفنزويلية التي يتهمها الرئيس نيكولاس مادورو بنوايا انقلابية ويهاجمها عبر القضاء. وما زال لوبيز المتهم بالتحريض على العنف والمعتقل منذ 18 فبراير مع رؤساء بلديات آخرين حكم عليهم مؤخرا بالسجن، لأنهم لم يتصدوا في مدنهم لمظاهرات مناهضة للحكومة تشهدها فنزويلا منذ أكثر من 6 أسابيع، ينتظر أن يبت القضاء في مصيره. ويرى المحلل السياسي أنياسيو أفالوس، أن "لوبيز يبدأ لحسابه الخاص مبادرة سياسية قادته إلى سجن "رامو فيردي"، وماتشادو تعمل لحسابها الخاص"، معتبرا أن المعارضة مقسمة وليست على إطلاع على حركة الاحتجاج الطلابية التي بدأت في الرابع من فبراير في سان كريستوبال، أولا بسبب مشاكل أمنية ثم تدريجيا احتجاجا على ندرة المواد الأولية والتضخم وعنف رجال الشرطة. وامتدت التعبئة إلى كراكاس في 12 فبراير تلبية لنداء لوبيز، والذي يدعو وراء عبارة "لا ساليدا"- الخروج- إلى ضغط الشارع حتى تسقط حكومة الرئيس الاشتراكي نيكولاس مادورو. وألقت هذه الحركة الضوء على انقسامات في الائتلاف المعارض في ما يسمى بطاولة الوحدة الديموقراطية وهو تحالف غير متجانس من الأحزاب والتشكيلات التي يجمع بينها خصوصا رفض "التشافية" تلك الحركة السياسية المستلهمة من الرئيس هوجو تشافيز الذي توفي في مارس 2013. من جانبه، يدعم الحاكم أنريكي كبريليس، حركة الاحتجاج لكنه يظل متخوفا من احتلال الشوارع ويرفض أي حل غير دستوري. وترى المحللة والأستاذة في الجامعة الكاثوليكية، مرسيدس بوليدو، أن لوبيز مؤسس حزب الإرادة الشعبية، أثبت شجاعته، أمام كبريليس الذي يبدو أنه طوى صفحة الانتخابات الرئاسية التي خسرها في إبريل 2013 بنحو 1.5% من الأصوات أمام وريث هوجو تشافيز بعد أن طعن طويلا في النتيجة في فنزويلا والخارج، مشيرة إلى أن بعد تلك الانتخابات "ساءل لوبيز" كبريليس. وتحت راية "لا ساليدا"، أنضمت إليه النائبة المستقلة ماريا كورينا متشادو العائدة ،أمس، إلى فنزويلا بعد زيارة إلى الولاياتالمتحدة والبيرو، وأقيلت من ولايتها في الجمعية الوطنية غيابيا من طرف الأغلبية التشافية التي تأخذ عليها خصوصا بأنها ألقت كلمة أمام منظمة الدول الأمريكية في واشنطن بمساعدة بنما. واعتبر أنياسيو أفالوس، المحلل السياسي، أن لديها نظرتها الخاصة للأمور، أنها تدعم "لاساليدا"، لكن في الواقع أشك أن تكون مثل لوبس، أنها ذكية وتتمتع بقوة شخصية كبيرة وحازت زعامة كبيرة، أنها ضحية تسلط شرعي. ويندرج الهجوم القضائي على معارضيه بمن فيهما رئيسا البلدية المعتقلين أنزو سكارانو ودانيال سيبايوس، في استراتيجية، إزالة كل العراقيل التي تمثل طعنا في الخط الحكومي، وفق بوليدو التي ذكرت بأنه لم تسبق أي محاكمة سليمة الإدانات المعلنة مؤخرا. ويناقض الموقف العنيد الذي يتخذه النظام، الصورة التي كان يتمتع بها مادورو في منصبه السابق كوزير خارجية عندما كان يوصف بأنه معتدل ومصالح. ولم تبلغ المظاهرات خلال الأسابيع ال6 الأخيرة في هذا البلد الذي يزخر بالمحروقات ويعد 30 مليون نسمة، تعبئة جماهيرية حاشدة بل لم تتجاوز بعضة عشرات الآلاف في فبراير وأصبحت مع مر الأيام متقطعة. وأسفرت أعمال العنف على هامش التعبئة وخصوصا من حول المتاريس المرتجلة في عدة مدن، رسميا عن سقوط 34 قتيلا ومئات الجرحى.