هذا لسان حال الكثيرين من أبناء الوطن على اختلاف أعمارهم ومؤهلاتهم، وهم يقطنون المقاهي ولا يفارقونها إلا عند النوم.. يشعرون دائما بالغربة واليأس ف"العاطل" مع كل أسف أصبح مؤهلًا نفسيًا إما للإنتحار أوالانحراف، وفي كل الأحوال هوالخاسرالوحيد وإن كنا - قد نلتمس - له العذر بعض الشئ لأنه حاول جاهدًا العمل، ولكن كل الأبواب أُغلقت في وجهه وينتابني الاستغراب والدهشة فمن لايحملون مؤهلات يعملون ومن يملكون مؤهلات عليا في شتى المجالات بلاعمل! وفي انتظار التعينات. وهنا لا أقارن بينهم ولكني أعترض على سوء توزيع الأفراد فالمجتمع يقلب الحال رأسًا على عقب، ولا تسألوني عن النتائج فهي مذهلة للغاية بداية من مرورالعمر بلا جدوى ودون تحقيق أي حلم وصولًا إلى الأمراض النفسية ونهاية ساحقة بجرائم لاتعد ولاتحصى، وهنا يتحول العاطل إلى متهم ومظلوم "في آن واحد" نعم هذه حقيقة بالرغم من أنه أجرم في حق غيره وعليه تقع العقوبة الواجبة إلا أنه مظلوم؛ لأن العوامل التراكمية للظروف المحيطة به ساهمت في تكوينه سلبيًا، ذلك ما يجعله إما قاتل وإما مقتول.. لذا رسالتي إلى الدولة بكل فئاتها وأطيافها رفقًا بهم فأنتم من تزرعون وأنتم أيضًا من تحصدون.