بعد جهود مضنية لتحويله من «خرابة»، إلى مركز لجراحات الأطفال، لعلاج التشوهات الخلقية بمستشفى «الماترنتيه» للولادة وسط الإسكندرية، فوجئ الأطباء وطاقم العمل بجمعية أصدقاء مرضى جراحات الأطفال، القائمة على المشروع، بقرار إخلاء المركز فوراً دون سابق إنذار وإغلاقه وتوقف الخدمة، رغم إبرام اتفاق بين المؤسسة العلاجية وجمعية أصدقاء مرضى جراحات الأطفال، تم على أثره تجهيز الطابق المهجور بالمستشفى وشراء مستلزمات طبية بتكلفة 27 مليون جنيه من أموال التبرعات. جمعية أهلية تبنّت إنشاء المركز لتقديم الخدمة الطبية لغير القادرين وأنفقت 27 مليون جنيه منذ 7 أشهر، فتح مركز التشوهات الخلقية أبوابه أمام المرضى والأطفال المصابين بالتشوّهات، لتقديم نوعية متقدّمة من جراحات الأطفال بأسعار اقتصادية بسيطة، وعلاج عير القادرين مجاناً فى ضوء التبرّعات التى تجمعها جمعية أصدقاء مرضى جراحات الأطفال والتشوّهات الخلقية، لمساندة مستشفى الشاطبى الجامعى للأطفال، الذى يقع على عاتقه تقديم الخدمة ل4 محافظات، مع ضمان وصول الخدمة الطبية بالجودة العالية إلى مستحقيها. الدكتور صابر وهيب، أستاذ جراحات الأطفال بجامعة الإسكندرية ورئيس جمعية أصدقاء مرضى جراحات الأطفال والتشوهات الخلقية، قال إنه جرى تخصيص الطابق الأول بمستشفى «الماترنتيه» بعدما كان «خرابة»، لمركز جراحات الأطفال وعلاج التشوهات الخلقية، التى تتنوع ما بين جراحات الأطفال العامة والمسالك البولية والشرج والقولون، وجراحات حديثى الولادة والمخ والأعصاب والمناظير والأنف والأذن والحنجرة وجراحات المناظير والتجميل. وأضاف «وهيب» ل«الوطن»، أن الهدف من إنشاء المركز هو توفير الخدمات الجراحية للأطفال ذوى الاختلافات الخلقية فى أكثر من مستشفى، وبأكثر من نظام، خاصة مستشفيات الولادة، حيث الحاجة العاجلة والملحة، بالإضافة إلى تخفيف العبء والتكدس على مستشفى الشاطبى، حتى يتسنى تقديم خدمة طبية لائقة. وأكد أن المركز أجرى ما يزيد على 280 عملية جراحية ووقع الكشف الطبى على 380 حالة، حيث إن عيادة الأطفال كانت تستقبل المرضى على مدار يومين من كل أسبوع، فى مقابل تقديم الخدمة بأسعار اقتصادية تناسب جميع الفئات، ولم تتخطَ تكلفة أكبر عملية جراحية نحو 3 آلاف جنيه، فى حين أن تكلفتها بالمستشفيات الأخرى تصل إلى 25 ألف جنيه. تجهيزات المركز الطبى لجراحات الأطفال وعلاج التشوهات الخلقية، شملت توفير جهاز تخدير وجهاز ديثارمى، وترابيزة عمليات، وكشاف عمليات جانبى، وجهاز منظار، ومقاعد عمليات متحركة، بالإضافة إلى تأسيس مدرسة تمريض بنظام ال5 سنوات، بتجهيز 5 فصول معتمدة، ومن المفترض تخريج نحو 30 طالبة تحت إشراف وزارة الصحة، وتقديم 17 خدمة طبية تتنوع ما بين تقديم علاجات لعيوب خلقية بالشرج وتوسيع المرىء، والفتق السرى، والخصية المعلقة، والسقوط الشرجى، والفتق الإربى، واستئصال خصية ضامرة، واستئصال ناسور شرجى وخلافه. وتابع أستاذ جراحات الأطفال أنه جرى تجهيز غرفتى عمليات لاستقبال حالات جراحات الأطفال، وتجهيز نحو 8 غرف إقامة داخلية، بسعة 15 سريراً، وحجرة إفاقة بها شبكة أكسجين، وتجهيز عيادة جراحات الأطفال، موضحاً أن الجمعية وفّرت العلاج المجانى والمستلزمات الطبية للمرضى غير القادرين، وذلك من خلال توفير مخزن للأدوية، إلى جانب تأهيل الحضانات، لتصبح 35 حضانة، وتجهيز عيادة جراحة الأطفال لاستقبال حالات الطوارئ، وإجراء تعاقدات مع 7 عمال، و25 ممرضة، وصرف رواتب وصلت إلى 50 ألف جنيه، شهرياً. وأوضح محمد محمود، المدير التنفيذى لجمعية أصدقاء مرضى جراحات الأطفال والتشوهات الخلقية، أن دور الجمعية بمستشفى الماترنتيه هو تقديم خدمات جراحية مجانية لغير القادرين، والحرص على تقديم خدمة علاجية آدمية ولائقة من خلال فريق عمل متجانس من الجراحين والأطباء لتخفيف العبء على مستشفى الشاطبى الجامعى. وأكد أن الأمر بدأ بتوجيه إنذار من المؤسسة العلاجية للجمعية بدفع مبلغ من المال، ثم إخلاء للمنقولات الخاصة بالجمعية. وأضاف: «الفسخ جاء من جانب المؤسسة ودون رغبة الجمعية، بل دون الرجوع إليها أو التشاور معها، مما يؤكد تعسّف وتعنّت رئيس المؤسسة العلاجية ضد الجمعية، مما أضر بحالات الأطفال، التى كانت تعالج بقسم جراحات الأطفال الخاص بالجمعية»، ولفت إلى تحرير محضر بالنيابة الإدارية برقم 7482 بتاريخ 4 من نوفمبر الحالى. وبدوره، رفض الدكتور أيمن نوفل، مدير مستشفى الماترنتيه لدار الولادة، الإدلاء بأى تصريحات بشأن قرار إخلاء أجهزة ومستلزمات ومنقولات الجمعية من مركز جراحات الأطفال والتشوهات الخلقية: «ليست لدينا أقوال».