تبريرات، تبريرات، تبريرات .. وتبرير لماذا؟ لفعل مشين.. ماهذا؟. بدلاً من التبرير لأنه لا يحل المشاكل بل يزيدها تعقيداً.. لتكن أولى الخطوات لايجاد الحلول أن تقارن بفترات مثلاً كانت الظاهرة فيها قليلة ومحصورة ونرى ما الذي تغير، وما الذي زاد أو نقص؟!. فترات الخمسينات والستينات والسبعينات شهدت في مصر طفرة كبيرة في حرية المظهر للمرأة كان متزامناً مع علماء دين أجلاء قلما يجود بهم الزمن، وكان المستوى الأخلاقي في هذه الفترة راقيا باعتراف الجميع مع وجود سلبيات وهذا طبيعي، فلا وجود للحياة ال "پينكي" ولا المدينة الفاضلة؛ هي مجرد هدف نسعى إليه. برغم سفور المرأة كان غزل الرجال الذي لا مفر منه ولكن صورته لم تكن فجة كما نراه الآن؛ يمكن أن تراه بوضوح في الفن في تلك الفترة من أفلام وأغاني الحب موجود والمشاعر موجودة والأحاسيس موجودة لكن بشئ من الرقي والعفاف، والجانب السئ موجود أيضا لكنها النسبة والتناسب بين ماهو جيد وما هو ردئ، ومن كفته كانت الأرجح. نعم كان فيه أخلاق، وتسمع من الجانب الآخر صوت يقولك لكن لم يكن هناك إيمان أو تدين.. حضرتك الإيمان ما وقر في القلب، فمن رابع المستحيل أن أحكم على إيمانك، وهل شققت عن قلبك!، إيمانك لا يعلمه إلا الله. قال المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام: إنما جئت لأتمم مكارم الأخلاق. الأديان كافة وجدت لتهذب النفوس وترتقي بها.. لماذا حصرتم الأخلاق بالظاهر وتركتم الباطن؟!. الفترات السابقة كان فيها اهتمام بالدين والإيمان والأخلاق وتركت الظاهر قليلا.. ولكن من أولي بالإهتمام؟، من يرتقي بالمجتمع أكثر. الحقيقة ما مررنا به من منتصف الثمانينات إلى الآن جاوب على السؤال.. فضلنا نهتم بالمظهر والمظاهر التي تشير إلى صاحبها بالإيمان والعفاف وتركنا الباطن تماماً؛ لا اخلاق ولا دين ولا تربية فظهرت النتيجة زي الزفت!. وتركنا الأزهر لشيوخ يظنون أنهم يحمون الدين وينشرون الدعوة.. فأبعدونا عن روح الدين وذهبوا بينا لشكليات لا اعتراض عليها ولكنها لا تقرن بالأفعال والأخلاق. وكأننا كنا هدف للحركات الوهابية فأصبحنا أكثر تشدداً في المظهر وأكثر عدوانية للرأي الاخر وأكثر عنفاً؛ ورويداً رويدا وصلنا لأكثر إرهاباً.. ماهذا، أين روح الدين. ارتفع الإحساس العالي بالمظهر الإسلامي السليم وتدنى كل شئ كل شئ حتى العقل استكثروه فباتوا يستخدموه قليلاً، وكانت النتيجة إيه؟!، التحرش بكل الفتيات محجبة أو مش محجبة أو حتى منقبة.. نعم، حتى المنقبة تلفت انتباههم، وتثير شهوتهم وتساؤلهم، ماذا أخفت ياترى؟!، إيه القرف ده.. فيه حاجة غلط، فيه فهم مغلوط لصحيح الدين لا ينكره عقل بشر بشرط أن يستخدم عقله أولاً. بتنا اليوم من أكثر المجتمعات تخلفاً وهمجية، وصارت بعض الدول العربية ذات المجتمعات والجنسيات المختلفة أكثر تحضراً فلا يستطيع مخلوق أن يسخر من شيئين دينك وجنسيتك، فأصبح كل فرد حر في دينه ومظهره ومعتقداته دون المساس بحرية الآخرين وملزم تماما بقوانين البلد التي يعيش فيها.. هل يمكن أن نصل لهذه النتيجة في يوم ما ونترك عنا محاسبة الاخرين عن أفعالهم ومظهرهم وتدينهم وإيمانهم وأخلاقهم وندعهم لربنا وربهم يحاسبهم على إيمان وقر في قلوبهم لا يعلمه إلا هو سبحانه وتعالى عما يصفون؟!.. أو يتخذون مكانه ويحاسبون. كلمة حق في أذن علماء الازهر أنت المسؤول سابقاً والآن.. صحح المفاهيم لنضع أقدامنا على عتبة الطريق السليم.