تعيش أسرة المقدس عادل عبدالملاك بالمنيا، مأساة حقيقية، بسبب اختفاء ابنها «كيرلس» منذ الرابع من فبراير الماضى، ورغم القبض على مُختطفيه، فإنه لم يتم العثور عليه حياً أو ميتاً، وفى التحقيقات الأولية مع المتهمين بخطفه، أفادوا بأن كيرلس لدغه ثعبان أثناء احتجازه بمنطقة صحراوية، وتخلصوا من جثته بإلقائها فى ترعة البحر اليوسفى، بينما يؤكد والدا الضحية أن نجلهما لا يزال على قيد الحياة وأن المهتمين يضللون الشرطة. يروى المقدس عادل عبدالملاك، جانباً من واقعة اختطاف كيرلس، مشيراً إلى أنه فى يوم 4 فبراير الماضى، تلقى اتصالاً هاتفياً من أسرته، حيث كان فى ملوى، بخطف ابنه، وفى اليوم التالى مباشرة، تلقى اتصالاً من أحد أفراد العصابة الذى طلب منه تجهيز مليون جنيه لتحريره، وقال له نصاً: «ابنك معانا، وفى الحفظ والصون، واعتبره فى بيته الثانى»، وأضاف الأب أنه عندما أجابه بأنه لا يملك مليون جنيه، رد الطرف الثانى عليه قائلاً: «أنت مش عايز تشوف ابنك تانى؟» لافتاً إلى أنه بعد التفاوض معهم عبر سلسلة من المكالمات الهاتفية والرسائل النصية، تم تخفيض الفدية عدة مرات حتى تم الاتفاق على 120 ألف جنيه. ويواصل الأب كلامه موضحاً أنه أعد المبلغ المذكور، وفى يوم 18 من شهر فبراير اتصل به أحد أفراد العصابة، وتم تحديد مكان لتسليم الفدية، تم تغييره عدة مرات، حتى تم الاستقرار على طريق نزلة رومانى بمركز أبوقرقاص وطلب المتهم منه ترك المبلغ على الأرض دون النزول من السيارة، وهو ما نفذه تماماً، ثم حضرت سيارة أجرة «تاكسى»، وترجل منها شخص وتلقف حقيبة النقود، وانطلق بالسيارة. وأضاف الأب أنه تمكن فى هذه الأثناء من التقاط رقم السيارة وفى اليوم التالى أبلغ الشرطة وعندما تم سؤاله فى الواقعة وأسباب إعطاء الجناة المبلغ، قال إنه «عايز ابنه يرجع بأى شكل»، لافتاً إلى أنه عقب ذلك تم القبض على سائق التاكسى الذى أرشد عن أفراد العصابة، وتم ضبط 3 منهم، وأفادوا فى التحقيقات بأن كيرلس لدغه ثعبان أثناء احتجازه بمنطقة صحراوية وتوفى وأنهم وضعوه فى «جوال» وألقوه فى ترعة البحر اليوسفى، وتم البحث عن الجثة بمعرفة الشرطة ورجال الإنقاذ والأقارب والجيران لمدة أسبوع كامل دون العثور عليها، ويكمل والد كيرلس: «أنا عايز ابنى حياً أو ميتاً، أنا متأكد إنه عايش وحىّ يرزق وده إحساسى بابنى»، لافتاً إلى أن هناك لغزاً غامضاً فى القضية والشرطة عاجزة عن كشفه، وأقر بندمه على إبلاغه الشرطة، وتابع: «أتوقع أن العصابة تخدع الشرطة وتضللها، ولو فيه قانون فى البلد لازم يتم إعدام المتهمين، ولن يغمض لى جفن حتى يعود ابنى حياً أو ميتاً». أما والدة كيرلس فتقول فى لهفة: «كل ما أتمناه أن أرى كيرلس وقلبى بيقول لى أنه عايش، حتى لو ياخدوا عيونى والبيت اللى احنا عايشين فيه بس يرجع تانى، ربنا ينتقم من كل اللى يوجع قلب أم على ضناها». وأوضح شقيقه بيشوى، 18 سنة، أنهما كانا يعملان على «قلاب» لنقل الرمال، وأثناء توجههما إلى الطريق الصحراوى الغربى لاحظا انقلاب سيارة ميكروباص على جانب الطريق فتوقفا لاستطلاع الأمر وفوجئا بظهور أشخاص ملثمين خطفوا كيرلس، واستقلوا سيارة بيجو 504 وفروا هاربين.