سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بدء التحقيق مع الجهادى حمادة أبوشيتة المقبوض عليه فى الشيخ زويد أبوفجر: إسرائيل أصبحت المسيطر الوحيد على سيناء بحجة وجود الإرهاب للضغط على القاهرة لتحقيق أهداف سياسية
علمت «الوطن» من مصادر أمنية سيادية، أن الجهات المختصة بدأت التحقيق مع أبوشيته، أخطر المطلوبين الذى ألقى القبض عليه أمس الأول. وقالت المصادر، إن المقبوض عليه، ويدعى حمادة أبوشيتة سبق الحكم عليه غيابيا بالإعدام لتورطه فى أحداث الهجوم على قسم شرطة ثانى العريش فى 27 يوليو من العام الماضى، الذى راح ضحيته ضابطان من الشرطة والجيش ومدنيون، موضحة أن المقبوض عليه يعد من أهم المطلوبين على قوائم الأمن، لاعتناقه الفكر الدينى المتشدد. وكانت الحملة اقتحمت منزل أسرة وأشقاء المقبوض عليه فى مدينة العريش، إلا أنه تمكن من الهرب، وغيّر سكنه من العريش إلى مدينة الشيخ زويد، كمخبأ له بعيداً عن الأمن، حيث إن الشيخ زويد شبه خالية من التحركات أو الوجود الأمنى. وكانت محكمة جنايات الإسماعيلية قد قضت فى 14 أغسطس الماضى بإحالة أوراق 14 متهماً بينهم أبوشيتة لإدانتهم بالاعتداء على قسم شرطة ثانى العريش وبنك الإسكندرية فرع العريش خلال العام الماضى، إلى فضيلة المفتى، وتم تحديد جلسة 24 سبتمبر الجارى للنطق بالحكم على 11 متهماً آخرين متورطين فى الأحداث، وذلك لمسئوليتهم عن مهاجمة قسم الشرطة والبنك، مما أسفر عن مصرع مواطن و5 من ضباط وأفراد الشرطة والقوات المسلحة، بالإضافة إلى الشروع فى قتل 12 آخرين من القوات المكلفة بتأمين البنك وقسم الشرطة. ومن جهة أخرى، قال مصدر بمديرية أمن شمال سيناء، رفض ذكر اسمه، إن التحقيقات مع المقبوض عليه ستكشف أسرار تنظيم الجهاد فى سيناء، حيث من المتوقع أن يتبع ذلك عدة ضربات أخرى لكشف القيادات والقبض عليهم لاحقا. وأكد نفس المصدر، استمرار الحملات الأمنية بشمال سيناء فى ملاحقة كافة عناصر الجماعات الجهادية والضالعين فى الهجوم على مؤسسات الدولة وأقسام الشرطة، لافتاً إلى أن المديرية ستتحرك على أهداف مرصودة وتم التأكد من صحة التحريات والاتهامات الموجهة إليهم، لعدم المساس بحقوق الأهالى والمجتمع فى إطار القانون، مؤكداً احترام حقوق المنازل وحرمة وتقاليد وعادات أهالى سيناء. فيما أكدت مصادر أخرى مطلعة ل«الوطن» اختراق الموساد الإسرائيلى وعدة أجهزة استخباراتية عالمية لسيناء من أجل زعزعة الأمن المصرى وإعادة احتلال سيناء لتكون فاصلاً استراتيجياً بين مصر وإسرائيل. فيما قال مصدر سيادى فى شمال سيناء: «نعلم جيداً كل التحركات الخارجية، ولسنا جهة تنفيذية، وظيفتنا جمع المعلومات والاستخبارات، وتقديمها للأجهزة المعنية فى القاهرة». ومن جهته، أكد إبراهيم المنيعى، منسق ائتلاف قبائل سيناء المستقل، وجود عناصر للمخابرات الإسرائيلية والأمريكية وحزب الله وحماس بالمنطقة، وأشار إلى أن الوضع أصبح خطيراً للغاية، متهماً الحملة «نسر» بالسبب فى الوضع الخطير الذى وصلت إليه سيناء، لأنها لم تكن إلا حملة على ورق وفى وسائل الإعلام فقط، وأنها لا تقوم باستهداف العناصر الحقيقية التى تعمل على إحداث الفوضى، مؤكداً أن الأجهزة الاستخباراتية فى المحافظة تعرف جيداً كل الضالعين فى الجرائم الخطيرة فى المنطقة، لكنها لا تقوم باستهدافهم. وأكد المنيعى نية بعض الجهات فصل سيناء عن مصر واستغلال الانفلات الأمنى وما ينشر فى وسائل الإعلام عن وجود إرهاب، مشيراً إلى أن الأمن لا يستطيع فرض سيطرته على سيناء لعدم دراسته المشاكل الحقيقية للمواطن السيناوى، وأن قبائل سيناء أصبح بينها وبين الأمن فاصلا كبيرا، نتيجة الظلم وتلفيق الاتهامات للأبرياء. ومن جانبه، قال الناشط الحقوقى والروائى السيناوى مسعد أبوفجر، إن إسرائيل أصبحت المسيطرة الوحيدة على سيناء بحجة وجود الإرهاب، وذلك للضغط على القاهرة لتحقيق أهداف سياسية، مضيفا «أكبر خطأ فعلته الحكومة فى القاهرة دخول الدبابات إلى سيناء بتعليمات إسرائيلية، ومن ثم سحبها مرة أخرى بإرادة إسرائيلية، للعب بالإرادة المصرية فى القاهرة التى تفقد القدرة الذهنية». وأكد أبوفجر أن إسرائيل تسير بنجاح فى تنفيذ مخططاتها فى المنطقة بدون أى معوقات أو عقوبات من الحكومة المصرية، لافتاً إلى أن إسرائيل تعمل فى مخطط فصل سيناء لتكون منطقة فاصلة وذات عمق استراتيجى لأمنها مع مصر. وقال أبوفجر، إن الجماعات الجهادية ستزداد حركتها فى سيناء الفترة المقبلة، موضحاً أن زيادة حركتها ستعنى دخول إسرائيل إلى سيناء بحجة مكافحة الإرهاب، مضيفاً «حماس ستكون أكثر المستفيدين من هذه المخططات لإقامة دولة غزة الكبرى بضم شرق العريش لإمارة غزة تحت حكم حكومة حماس». ويرى أبوفجر أن الحاكم فى القاهرة لا يمتلك القدر الذهنى لإنتاج حلول لإفشال هذه المخططات، مؤكداً أن الحل الوحيد أمام حكومة القاهرة إذا أرادت السيطرة على سيناء هو إدخال قبائل سيناء فى المعادلة السياسية والأمنية والاجتماعية والاقتصادية، لافتاً إلى أن كل ما يحدث نتيجة إخراج هذه القبائل من المعادلة وتهميشهم، لافتاً إلى أن حل ذلك يكون عن طريق تمليكهم أراضيهم وإشراكهم فى خطط التنمية بالاستفادة من تجربة نيلسون مانديلا فى جنوب أفريقيا، مؤكداً أن القبائل هى الرقم الوحيد القادر على إخراج سيناء من هذه الأوضاع الخطيرة.